{ الوحدة تفاحة هي الأقرب إلى المنال وإلى أيدينا وبصرنا جميعا في الشمال والجنوب، ولكن الحركة الشعبية تجعل كل شيء مستحيلا حين تصادر إرادة شعب الجنوب واختياره وحقه في الاطلاع على كافة وجهات النظر والتفكير ومن ثم الاختيار بدون مؤثرات. { تصويت سلفاكير لصالح الانفصال غير مستغرب، فالرجل سيصير رئيسا وزعيما، ولكن ماذا سيكسب المواطن الجنوبي العادي إذا صوت للانفصال؟ { أخطر ما في القادم من الأيام والتحديات هو حالة اللاوعي التي تتعامل بها قيادات الحركة الشعبية مع التطورات المتسارعة والملفات العالقة . { أين الفعاليات الجنوبية المساندة للوحدة وأين نشاطها وصوتها وزخمها؟ ونأمل كما يأمل الأستاذ علي عثمان أن تتجشم الصعاب وتختبر مصدات الحركة الشعبية التي تنصبها أمام دعاة الوحدة وبالتالي تسجل هدفا في صندوق عدم نزاهة الإستفتاء بدلا من انتظار الانفصال في ربوع الشمال . { الإعلامي الصاعد خالد سكاك، ابن شبشة البار ينجح في كل مرة في لفت انتباه وكيل وزارة الصحة الدكتور كمال عبد القادر لمستشفى شبشة التي تنهار ساعة بعد ساعة، بمقالاته في عدد من الصحف السيارة، فأصاب مقاله في المرة الأولى استجابة فورية بإسعاف للمستشفى وفي المرة الأخيرة أول من أمس بتصديق الوكيل بخمسين ألف جنيه للمستشفى، فالشكر للوكيل الذي رفع من شأن الصحافة قبل أن يرفع من مستوى الخدمات الخدمات الطبية التي يسهر عليها في كل أنحاء البلاد، والشكر لخالد الطيب ود ابراهيم على جهوده المتصلة لأجل شبشة ومستشفاها . { الخبير العسكري الدكتور محمد العباس تنبأ بأن يكون باقان أموم أول لاجئ جنوبي بدولة الشمال المرتقبة حال انفصال الجنوب.. أنا أختلف مع الخبير الدكتور وأتنبأ بأن يكون باقان أموم أول وزير جنوبي يهرول للشمال طالبا مساعدته لضبط الأوضاع الأمنية المتفجرة في دولة الجنوب المتفجرة، لا أقصد المرتقبة. { أعلم أن هناك صورة تلفزيونية لا تتجاوز الدقيقة لطفل من دارفور جندته حركة العدل والمساواة وهو لم يبلغ الثانية عشرة من عمره ودفعت به في معركة أم درمان، لو حصل عليها مخرج غربي شاطر لسقطت راية العدل والمساواة إلى الأبد . { أدعو مناصري البيئة في بلادنا والمهتمين بها لتظاهرة من نوع خاص إذا لم يستجب المجلس التشريعي لولاية الخرطوم لما كتبته في زاوية الأمس ومناشدتي له باستصدار قرارات تحظر استخدام أكياس النايلون في العاصمة القومية، والتظاهرة التي أدعو لها تقوم على جمع كميات مقدرة من الأكياس الطائرة ولصقها على أسوار المجلس وبنايته حتى نحاصره بها وعندها سيدركون حقيقة المخاطر الكارثية لهذه الأكياس. { علي قيادات الحركة ألا تسرف في الأحلام الأمريكية وترفع سقف توقعاتها في الدعم الغربي للدولة المرتقبة، وعليها أن تتعظ بغيرها من الدول التي ارتمت في أحضان الغرب بعد أن أقام فيها الأنظمة التي يريدها وساءت حالتها السياسية والاقتصادية وأمامكم العراق وأفغانستان . { أخطر ما قاله العالمان الألمانيان (كربلن) و(دودايين) أن جنوب السودان بدأ الاستدانة (الدين الخارجي)، وقد بدأها بإسرائيل التي مولت صفقات الأسلحة والطائرات والدبابات الأكرانية، ويبدو أن الدين الخارجي والنشيد الوطني هما أبرز الترتيبات المتعجلة للدولة المرتقبة. { أهلنا في البطانة تاريخ من الحراك الشعبي الذي تحفزه المفردة على التميز والتفرد فينهض رجل منهم هو علي أبو حريرة لينتصر لتراث قومه وفنونهم بمبادرته الفنية التي دفعت بفرقة أبوحريرة إلى حيز الوجود الثقافي، ورجل آخر هو ود العبيد يحتفي بضيوف البطانة في سهولها وإن قدم معهم، فيسرع في المسير ليكون في استقبالهم، هكذا البطانة التي قدمت الشهيد فضل المرجى أحد نجومنا الزواهر.