دفع عضو مجلس رأس الدولة (الأسبق) ميرغني النصري، قبل أسبوع من رحيله، بحزمة من النصائح للقوى السياسية، حكومةً ومعارضةً، تركزت حول توحيد الكلمة وتحقيق الإجماع الوطني حتى تتخطى البلاد المرحلة الدقيقة والحساسة المقبلة، مشدداً على ضرورة أن يلعب المؤتمر الوطني والقوى السياسية دوراً فاعلاً والبلاد مقدمة على مرحلة الاستفتاء. وقال، في حوار مع (الأهرام اليوم) جرى قبل (7) أيام من رحيله: «لا وقت لحزب يقف على الرصيف ويتفرج، وعلى الكل التحرُّك والانتفاض من أجل مجابهة الاستفتاء، باعتبار أن الوحدة ثمرة نضال الشعب السوداني». وأرسل النصري في الحوار رسالة للجنوبيين داعياً إياهم لعدم الالتفات للأصوات التي تدعو إلى الانفصال والتمسك بالكيان الكبير (السودان الواحد الموحد) وقال إن الانفصاليين إذا ما تحقق مرامهم سيكونون أساساً للعرقية والعنصرية الجديدة في السودان، وأنه مهما حاول الانفصاليون تغطية الدعوة للانفصال بغطاء الفكر والأيديولوجيا والحديث السياسي الجميل المنمق ففي نهاية الأمر لن يصمد. ووصف النصري الانفصال بأنه خط يقطع التاريخ ويهزم الهوية والأصالة، وحيا الوحدويين من القيادات الجنوبية داخل الحركة الشعبية، داعياً الشعب السوداني إلى التمسك بالوحدة والاقتداء بالتجربة الكندية والألمانية وقال: «وحدة أوروبا ما كانت لتتم لولا وحدة ألمانيا» وأنه مثلما انهار جدار برلين يجب أن ينهار جدار الانفصال. ووصف النصري الموقف الأمريكي من الاستفتاء، من حيث خياريْ الوحدة والانفصال، بأنه غير إستراتيجي، داعياً إلي تحرك عربي مشترك لتحييد الموقف الأمريكي في الاستفتاء، وقال: أمريكا تتعامل مع السودان على طريقة (رزق اليوم باليوم). وعن المحكمة الجنائية ومآلاتها نبه إلى أنها مؤامرة صهيونية وأنه: (لابد من القضاء عليها نهائياً). تفاصيل ص (حوار)