{ كنّا من قبل شهوداً على احتفال مجموعة (دال) بأوائل الشهادة السودانية بالمساقات المختلفة، وتكريمها لهم بما يستحقون وربما أكثر، وتحدثنا عن «الأول» وهو يكرم «الأول» في أفخم فنادق الخرطوم ببرج الفاتح وتبذل لهم العطايا والمنح وتنتهج معهم أرقى أساليب التقدير وأكثرها تحضراً وأناقة. { وكان هذا هو العام الثاني منذ أن انتهجت (دال) منهجاً جديداً في الشأن الاجتماعي وبذل العطاء لإنسان السودان متمثلاً في الحرص على تكريم أوائل الشهادة السودانية والمتفوقين من أبنائنا ليصبح الأمر سنة حميدة نالت استحسان ورضا الجميع، وجاء التكريم في شكل رحلة شاملة الى الخارج تتضمن السياحة والمعرفة وتجويد اللغة الإنجليزية واكتساب خبرات ومهارات جديدة الى جانب الحرص على وقوف هؤلاء المتفوقين الواعدين الذين نعوّل عليهم كثيراً على ملامح الحضارة ليحرصوا على أن يسلكوا مسالكها بما لاقته في أنفسهم من أثر، فجاءت زيارة أوائل العام المنصرم الى بريطانيا في سابقة مشهودة تركت بالغ الأثر في نفوسهم ونفوس أسرهم وسائر أفراد الشارع السوداني، ولم تترك لنا (دال) المجال لنتساءل طويلاً عن العائد الذي ترجوه من ذلك.. ولا توقفت لتنظر للأمر من واقع الربح والخسارة وأبعاده الاستثمارية وعوائده الدعائية فقد اكتفت المجموعة بردود الأفعال الايجابية والانطباع الجميل الذي بدا واضحاً على الجميع. { وآلت على نفسها أن يصبح الأمر عادة، فكان احتفال العام بكل جماله وخصوصيته، وأجمل ما في الأمر أن (دال) تسلط الضوء على أوائل المساقات المختلفة دون أن تكتفي بالجانب الأكاديمي ليجيء الأمر مختلفاً وبأبعاد نبيلة إذ يقفز الى المقدمة طلاب نجباء مغمورون ومن مناطق مغمورة وبعضهم يحيا حياة بسيطة فيها الكثير من العنت ليكون هذا التكريم بمثابة حلم ذهبي أو ضربة حظ كبيرة فيه الكثير من التقدير لإنجازهم الكبير الذي غالباً ما يكون قد رافقه تعب ورهق وظروف عصيبة. { وأميز ما استوقفني هو تفوق الطالبة «مياسة عبدالله» التي تسيدت المساق النسوي رغم حالتها الخاصة كونها «بكماء»، منحها الله جمالاً خلاباً ورقة وعذوبة وذكاءً متقداً وجرأة وثقة بالنفس ليعوضها الله سبحانه عن نعمتي السمع والكلام. ثم جاءت مجموعة (دال) فمنحت «مياسة» الكثير من الاهتمام وليس الأمر بغريب عليهم هم الذين علمت أنهم يخصصون خطاً انتاجياً كاملاً في شركة (الكولا) لاستيعاب وتوظيف هؤلاء الأفراد ومنحهم كافة الصلاحيات مع وافر الاحترام والرعاية. { ولما شاءت الأقدار أن يتعثر أمر رحلة طلاب هذا العام المفترضة الى بريطانيا لأسباب تتعلق بصعوبة الاجراءات التي فرضتها السفارة البريطانية مؤخراً حول التأشيرة، وبعد أن قُدّم الطلب لأكثر من مرة وجُوبِهَ بالرفض، لم تخرج علينا مجموعة (دال) معتذرة، ولا اكتفت بما قدمته من عطاء ولا بحثت عن مخرج من هذا المأزق، ولكنها سعت حثيثاً في اتجاه الوفاء بالوعد الذي قطعته لنا ولهؤلاء الطلاب فبذل رجالها جهداً مقدراً في تحويل مسار الرحلة الى ماليزيا بذات النسق السياحي التعليمي مع مراعاة خصوصية حالة «مياسة» وتوفير أرقى الخدمات ورفقة مأمونة على أعلى المستويات. ثم حرصت على جمعنا كإعلاميين لتوضيح الأمر وتمليكنا الحقائق كما هي في بادرة تحمد ل(دال) وتؤكد على نهجها الحضاري في التعامل والصدق مع الذات والجودة وبمنتهى الشفافية والكرم لنقف من داخل «مطاحن سيقا» على المستوى الراقي والعالمي الذي تتسم به المجموعة في كل شيء لا سيما بيئة العمل الجاذبة التي توفرها لموظفيها فمرحى لهم. { تلويح: لو التزمت كل المرافق بسياسة (دال) في التقدير والجودة لكان لنا شأن آخر.