وريني متين يا كحل العين الريدة معاك البس تاجا إنت اتعللت من الطلة وبقيت تتعزز وتتغلى لو اصلو حنانك لي قل خليني اسير على باب الله ولو قلت اقرب من خديك الشامة الفيك تعمل ساتر عفواً الابيات السابقة ليس من عندياتي ولا من بنات افكاري وهي ليست محاولة ابتدائية متعثرة مني لكتابة ابيات قصيدة فشاعر هذه الكلمات ولكم ان تندهشوا كما اندهشت وان تستغربوا كما استغربت شاعرٌ هو شاعر عصافير الخريف وهو شاعر (حليلك وانت جنبي بالزي السماوي)! وهو شاعر (عيش معاي الحب) وهو شاعر (كسلا) و(عسجد) و(أعذريني) و(صفق العنب) و(يا عطشان والبحر جنبك) و(زهر البنفسج) وهو ايضاً شاعر (ما مشكلة) نعم في مشكلة لو انكم علمتم انني اقصد الشاعر الكبير اسحق الحلنقي الذي هو كاتب (اعذروني) إن لم اقل شاعر (قصرت معاك) التي اداها الفنان ايمن دقلة عبر فيديو كليب تبثه فضائية زول صباح مساء. وما إن اقول زول إلا وكونوا على ثقة بأن الكليب بطعم حبشي خالص رقصاً وتعبيراً وتصويراً وده كله ما مهم إذ أن المهم عندي انه كيف لشاعر كبير كالحلنقي نظم العشرات من القصائد التي ابكت الشعب السوداني كيف جاز له أن (يرمي) هكذا كلمات متواضعة هي ايضاً مبكية لكنه ليس بكاء وجدانياً وعاطفياً عندما نسمع (عصافير الخريف) ولكنه بكاء على هشاشة الفكره وضعف البناء وسذاجة الموضوع وتواضع الكلمة وغرابتها فهل نضب معين الحلنقي؟ اشك في ذلك! هل الغربة وحدها هي التي كانت تمنحه كل ذلك الالهام وتحيطه بالوحي من كل اتجاه؟ إن كانت الاجابة بنعم! فعد يا حلنقي من حيث اتيت لانه اهون علينا الف مرة ان يغترب الحلنقي جسداً من ان تتغرب اشعاره وتنأي بالبعد عنا وهو قريب بشخصه. لا أعتقد ورغم اني اعلم شفافية الرجل وحساسيته لا اعتقد انني قد قسوت عليه لانه لو تمعن في الاغنية وكلماتها لوجد انها لا تليق باسم كبير كاسم الحلنقي ولو كنت محله لطالبت دقلة ألا يرددها في اي محفل أو اي جهاز إعلامي لأنها إن كانت لا تخصم من دقلة شيئاً فهي تذبح الحلنقي من الوريد الى الوريد. على فكرة وفي خلال ثلاثة ايام شاهدت وعبر شاشاتنا البلورية هجمة حبشية (مدنكلة) لا أعرف لها سببا ولا تبريرا منطقيا الأولى كانت عبر حلقة في فضائية قوون مع الفنان الكابلي كنت محظوظة في مشاهدة اعادتها حيث رافقته في أداء اغنياته راقصات اثيوبيات لم يكن لوجودهن داع ولا خدمة لسياق الكلمات او الالحان ولا اعتقد ان الكابلي في حاجة لوجود راقصات بجانبه ليمنحه صك التمدد والانتشار. ويبدو أننا حتى الآن لم نمتلك ثقة ان نخرج بحاجاتنا بأنفسنا اللهم إلا بالطيران إما بأجنحة من الشمال او بمساعدة حبشية والكليب الثاني قدمه الفنان الشاب محمد حسن وايضاً كانت بطلاته اثيوبيات الملامح واللسان. واخيراً ما قدمته زول ايضاً من فيديو كليب لأيمن دقلة ربما أن خلعتي من أن صاحب الكلمات هو الشاعر الكبير اسحق الحلنقي جعل انتباهي يتشتت فأفقد التركيز واتحول بكلياتي الى (أذن) لاستمع ل(قصرت معاك) فمن قصر في حق من يا حلنقي؟! كلمة عزيزة مهم جداً أن تستجيب إدارة النيل الازرق لما ظللنا نكتبه حول برنامج (مساء جديد) باعتبار انه من البرامج التي أحدثت وجوداً ورابطا نفسياً مع المشاهدين الذين يتوقعون دائماً أن تحمل فقراته ما هو مفاجئ ودسم لذلك سعدت جداً بمحاولات (النيو لوك) للبرنامج في بدايات هذا الاسبوع بل وبفكرة تداخل الفقرات بصورة رشيقة ومتجانسة لكن يبقى المهم عندي أن اهمس في اذن الاخوة هناك انه ليس كافياً تغيير (اللوكيشن) او شاشات العرض في الاستديو بقدر اهمية المادة التي يتناولها البرنامج والتي يا حبذا لو انها جاءت في قالب خفيف يغلب عليه عدم الرسمية أو تناول المواضيع الجافة التي يمكن ان يكون مسرح تناولها برامج اخرى مناسبة في الزمان والمكان وحتى شكل القالب الذي تخرج به. في كل الأحوال هي خطوة جيدة ان يسعى طاقم (مساء جديد) للتغيير ومع كل حركة بركة لكنني وللامانة لا زلت اصر على أن (مساء جديد) لا يفسده إلا بعض ممن ليس لهم او لهن علاقة بالتقديم البرامجي ولا إدارة دفة المحاور والحوار ويمكن ان يفلحن في أي مهنة إلا أن يكن مذيعات وهذه المرة بدون ذكر اسماء لأنكم يا دوب بتقولو يا هادي! كلمة أعز غداً احدثكم عن آخر تقاليع من يرفضون النقد ويظنون انهم قد وصلوا حداً الحديث فيه عنهم يعد من المحاذير!!