كرّمت دار فلاح لتطوير الأغنية الشعبية مساء الأربعاء الماضي شاعر العيون عبدالله النجيب وشيخ النُّقاد الفنيين ميرغني البكري في تظاهرة فنية شهدها لفيف من أهل الفن والأدب. الشاعر مختار دفع الله تحدث عن المحتفى بهما وقال إن عبدالله النجيب نال وسام الآداب والفنون من رئاسة الجمهورية عرفاناً لجهده في رقي الأغنية السودانية عبر روائعه العديدة التي توّجته شاعراً للعيون بلا منازع، وأردف أن الناقد البكري يكفي أنه ظلّ يوجّه أهل الفن عبر النقد البنَّاء لأكثر من خمسين عاماً وها هو يصل الثمانين عمراً دون أن يدخل مخفراً للشرطة في بلاغ نشر كاذب، وظلّ وفياً لكل المبدعين. رئيس اتحاد شعراء الأغنية السودانية ورئيس الجمعية السودانية للملحنين والمؤلفين وناشري الموسيقى الشاعر محمد يوسف موسى قال إن كل ما قال به مختار دفع الله صحيح، وتحدث عن البكري الناقد الشفيف الذي لا يسعى للفرقعة الإعلامية وأنه ظلّ أميناً في كل ما يكتب، وعن عبدالله النجيب قال إنه عرفه وقد سبقه في مجالي الشعر والعمل في البريد السوداني برفقة الشعراء مصطفى سند، إبراهيم الرشيد، النعمان على الله، المطرب صلاح مصطفى، والأديب القاص الزبير علي. وقبل أن يقدم الشاعر مدني النخلي قصيدته التي خصّ بها شاعر العيون عبدالله النجيب قال إن هذا الهرم الشعري قدّم له الكثير في مجال الكتابة الشعرية، بل هو أول من قدمه للناس شاعراً في العام1980م وأنه يفخر أن يكون أحد تلاميذه، ولولاه لما كان هناك شاعراً يُدعى مدني النخلي. وحيّا الشاعر والروائي السعودي الزائر للسودان الذي حضر الليلة الأستاذ عبدالله الحميد ثم قرأ (بينا وبينك يا إنسان وردة وإلفة). ثم جاء دور الطرب فقدّم المطرب الباقر أمين شقيق الممثلة السودانية آمنة أمين أغنيتين للموسيقار محمد الأمين تفوّق فيهما على نفسه بل كان صوته ومخارجه «طِبق الأصل» من أبو اللمين ورغم أن هذا لا يُحسب له إلا أن الجمهور انتشى طرباً وهو يردد (رجع البلد)، ثم (في قربك الهنا). البعض علّق أن المطرب الباقر أمين يغني بصوت محمد الأمين في شبابه وتحسّروا على ظهوره المتأخر وقد تجاوز منتصف العقد الثالث. بعد ذلك قدّم ثنائي أم بدة ثلاث أغنيات حقيبة أشعلت ثالثتهما حماس الجمهور فاشرأبّت العصي إلى عنان السماء وهما يرددان (أدفنوه الحديد.. كان قمنا بنخربو). ثم جاء تكريم المحتفى بهما من قِبل نجل فلاح «محمد» بمشاركة الرموز الذين حضروا الليلة التي اختتمها المطرب إبراهيم خوجلي بمجموعة من روائعه. من «الأهرام اليوم»: ولد الناقد ميرغني البكري بحي الهاشماب بأم درمان 1928م ودرس الإبتدائي بالمعهد العلمي ومارس الصحافة كهاوٍ في أواسط الأربعينيات ثم احترفها بمجلة الصباح الجديد وصحف التلغراف وغيرها وتحوّل للنقد الفني بجانب الرياضة وعمل لثلاثين عاماً بمجلة الإذاعة والتلفزيون والمسرح حتى أصبح شيخاً للنُّقاد الصحافيين، ويعمل الآن بصحيفة فنون المتخصصة في النقد الفني وقدّم عبر قلمه العديد من المطربين منهم محمد الأمين، أبو عركي البخيت، صالح الضي، بل كل المطربين الذين ظهروا بعد محمد وردي عام 1967م. ومن الشعراء إسحق الحلنقي، تاج السر عباس، ومدني النخلي، وكان سبباً في التحاق الأستاذ عمر الجُزلي بالإذاعة السودانية. أما الشاعر عبدالله النجيب فهو من مواليد العام 1931م بأم درمان تخرّج بمدرسة سوميت الثانوية المسائية وعمل بالبريد وكتب العديد من النصوص المتخصصة في (تشريح) العيون الجميلة وحمل لقب شاعر العيون.