{ ممكن جداً أن أجد العذر والمبررات لتلفزيون ولائي أو محطة محلية المشاهدة، ممكن أن أجد لها العذر لو أنها قدمت برنامجاً ك(ظلال الأصيل) الذي تقدمه فضائية (الشروق) كبرنامج مسائي يفترض فيه أنه يحمل صبغة منوعاتية خفيفة المادة والمحتوى باعتبار أن هذه المحطة شحيحة الإمكانيات متواضعفة الفنيات وربما أنها تهتم بمحتوى المادة بمقدار أقل وفي حساباتها أن نسبة المشاهدة فيها منخفضة وربما أنه لا أحد يشاهدها إلا فيما ندر. { لكن أن يكون مثل هذا البرنامج الذي صار يشبه وجبة (الفول البائت) في فضائية ك(الشروق) هو أمر يحتاج الى وقفة والى تساؤل والى إجابة. وربما يقول لي أحد محبي الفول أو المجبورين عليه - «وما علاقة الفول البائت ببرنامج تلفزيوني»؟ أقول لهذا السائل لربما أنك لم تجرب أن تتناول وجبة فول باردة اختفت عن سطحها كل عناصر الجذب اليها من إضافات (بهاراتية أو خضرواتية) ولم يتبقَ منها سوى طعم ماسخ أنت مضطر لتناوله إن كنت جائعاً ولا تجد سوى البديل، لذا أحمد الله أننا غير مضطرين دائماً لمشاهدة (الفول البائت) أقصد (ظلال الأصيل) في ظل وجود فضائيات أخرى تملك كامل الحرية في التنقل اليها حيثما نشاء وكيفما نريد. { على فكرة واحدة من أهم أسباب (تيبُّس) هذا البرنامج يتعلق دائماً بمحتواه؛ حيث أن الغالبية من المواد المطروحة به أو الشخصيات المستضافة فيه هي (سين) من الناس، وأقصد أنها لا تمتلك كاريزما جذب المشاهد لمتابعتها؛ لأن الشخص المستضاف أصلاً لا يملك البريق الذي يلفت نظر المشاهد فيجد نفسه منقاداً بل ومجبوراً على سماع تفاصيل ما يدور من نقاش. وسبب آخر لارتفاع درجة الصقيع ب(ظلال الأصيل) أنه حتى الآن لم يجد المقدم الذي يستطيع أن يخلق قاعدة للنجومية لينطلق منها؛ لأننا كل مساء نشاهد مقدم شكل وكأن البرنامج أصبح حقلاً للتجارب أو مرتعاً يتدرب عليه وفيه القادمون الجدد. { أعتقد أن فضائية ك(الشروق) بكل ما تملكه من إمكانيات مهولة (ودلع) لطواقمها إن كان في دبي أو الخرطوم، فشلت حتى الآن في أن تقدم برنامجاً يجافي المشاهد وقت عرضه بقية البرامج ليكون أسيراً ل(الشروق). أضف الى ذلك أن (الشروق)، وللأسف، قد أسهمت، على عكس ما كنا نتصور، في أفول نجم نجمات كنت أتوقع أن تكون (الشروق) مسرحاً لبزوغهن على الأقل على النطاق العربي وهن نسرين سوركتي وسلمى سيد اللائي يمتلكن مقداراً كبيراً جداً من عوامل كثيرة تجعلهن مذيعات سودانيات عربيات لا يقلن شهرة عن بعض ممن نتخذهن، إعجاباً، مضرباً للأمثال!! { في كل الأحوال لابد للإخوة في (الشروق) من وقفة مهمة جداً لمراجعة بعض برامجها والقيام يجرد حساب لها، ودعوني أهمس في أذن الأخ محمد موسى، مقدم برنامج (الشروق مرت من هنا)، بأن التلقائية أكثر مما يجب أحياناً تعتبر خروجاً عن النص، لكن هذا لا يعني أن ننكر على محمد موسى أنه يقدم برنامجاً ظريفاً لكنه يحتاج لشوية (تزبيط). كلمة عزيزة { لماذا لا يبادر اتحاد المهن الموسيقية بقيام حفلات جماهيرية أسبوعية أو نصف شهرية (مجاناً) أو بمبالغ رمزية في الهواء الطلق إن كان في بعض المنتزهات التي تمتد في مدن الولاية أو في ما تختاره من مسارح جماهيرية؛ لأنه لا يمكن أن يكون المتنفس للغناء السوداني إما الحفلات مدفوعة الأجر والناس ما ناقصة دفع، أو بيوت الأعراس، ويا حبذا لو أن هذه الفكرة وجدت طريقها للترتيب والتنفيذ لأنه الناس محتاجة (تنفيس). كلمة أعز { الشاب محمد عثمان، مقدم البرامج بالنيل الأزرق، يكون في كامل تألقه وحضوره الذهني منفرداً، لكنه ما أن يشكل دويتو مع إحداهن إلا وينخفض إداؤه ويصبح الحال من بعضه.. (الحكاية عدوى ولّلا ايه)؟