أكد وزير الدفاع، الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين، في القاهرة أمس (الثلاثاء) أنه «من المنطق والواقع» تأجيل الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، مشدداً على ضرورة ترسيم الحدود مسبقاً بين الشمال والجنوب وتسوية قضية أبيي. وكان وزير الدفاع نقل إلى الرئيس حسني مبارك صباح (الثلاثاء) رسالة من الرئيس عمر البشير تتعلق بتطورات الأوضاع فى البلاد. وقال حسين إن الرئيس مبارك أكد دعم مصر الكامل لإحلال السلام والاستقرار والتنمية فى ربوع السودان. وقال: إن «الرئيس مبارك أكد استعداد مصر لتقديم كافة أشكال المساعدة للسودان ووقوفها معه ومساندة مصر لإجراء استفتاء يتمتع بالشفافية ويؤدي الى وحدة طوعية واختيارية بين الشمال والجنوب». ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن وزير الدفاع قوله رداً على سؤال عن وجود مؤشرات على تأجيل الاستفتاء: «المنطق والواقع يقول هكذا». وذكرت الوكالة أن حسين أوضح للرئيس المصري «أهمية ترسيم الحدود حتى يتم الاستفتاء على حدود معلومة ومعروفة وكذلك ضرورة حل قضية أبيي». وأكد حسين أنه: «من الضروري حل جميع القضايا مثل الحدود وأبيي في إطار الدولة الواحدة لأن حلها في إطار دولتين يفتح الطريق أمام التدخلات الأجنبية والتباعد»، وشدد على ضرورة تسوية هاتين القضيتين «وذلك قبل الاستفتاء حتى يكون أداةً لدعم الاستقرار والسلام، ولا يكون هناك أي مبرر لحدوث اقتتال في المستقبل»، وتابع حسين أنه «تم الاتفاق على ترسيم ما نسبته (80%) من الحدود بين الشمال والجنوب والمشكلة تكمن في أقل من عشرين بالمئة من مناطق الحدود». وأضاف وزير الدفاع: «قدمت للرئيس مبارك شرحا وافيا حول الأوضاع فى السودان خاصة مناطق التماس بين الشمال والجنوب، والمشكلات التى تواجه إجراء الاستفتاء فى مواعيده وما يجب أن يتم قبل إجراء الاستفتاء من عمليات مهمة حتى نضمن أن يقود الاستفتاء الى السلام. ولفت وزير الدفاع إلى أن القضية الجوهرية للمسألة بين الشمال والجنوب هى قضية السلام والأمن والاستقرار، وبالتالي ينبغى الإعداد جيدا لإجراء الاستفتاء لأنه ليس غاية وإنما وسيلة من أجل ترسيخ ودعم الأمن والاستقرار، وأوضح أنه تجري مناقشات حاليا لحل عدد من القضايا العالقة مثل الهوية والديون وتقسيم البترول، وذلك قبل الاستفتاء حتى يكون أداةً لدعم الاستقرار والسلام. وحول رد فعل الحكومة فى حالة إعلان انفصال الجنوب من طرف واحد، قال وزير الدفاع: «هذا أمر غير قانوني ولن يعترف به الاتحاد الأفريقي أو غيره لأنه سيتناقض مع إجراءات اتفاق السلام»، وأشار إلى أن الجانب الجنوبى تغيّب طوال الأشهر الماضية عن حضور الاجتماعات الخاصة بحسم تلك القضايا رغم الدعوات المتكررة إليه بما أدى الى عدم حسمها. وحول الوضع فى دارفور، أكد وزير الدفاع السوداني أنه فى أحسن حالاته فى الوقت الراهن؛ حيث اختفت بعض الحركات المسلحة من الوجود تماما، وأصبحت بعض الحركات الأخرى فى أضعف حالاتها. وفي ما يتعلق بموضوع نشر قوات دولية بين الجنوب والشمال قبل إجراء الاستفتاء، قال وزير الدفاع: «ليس هناك أي اتفاق أو قرار بنشر قوات دولية، وهذا الأمر غير مطروح، وقد سبق وأن نفت الأممالمتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبي ذلك».