{ الإفادات الصريحة التي تفوّه بها رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق الجنرال عاموس يادلين، التي نشرتها صحيفة الصحافة السودانية نقلاً عن وكالات إخبارية أجنبية، وقال فيها إن استخباراته تمكنت من إنجاز عمل عظيم للغاية في السودان بعد أن أمنت خط إيصال السلاح للقوى الانفصالية في الجنوب وتدريب العديد من كوادرها. وأقر عاموس في تنوير كان يقدمه لمراسلين حربيين خلال تسليمه مهام الجهاز لخلفه الجنرال آفيف كوخفي قبل أيام بأن الاستخبارات الإسرائيلية نفذت أكثر من مرة أعمالاً لوجستية لمساعدة جنوب السودان، بجانب نشر شبكات رائعة وقادرة على الاستمرار في العمل إلى ما لا نهاية في الجنوب ودارفور، وتابع قائلاً نشرف حالياً على تنظيم «الحركة الشعبية» هناك، وشكلنا لهم جهازاً أمنياً واستخبارياً قادراً على حمايتهم وإنجاح مشروعهم بإقامة دولة ذات دور فاعل في هذه المنطقة. وقال إن جميع مشروعات الدولة اليهودية ستنطلق بعد الإنجاز الكبير في العراق والسودان واليمن. { هذا ما قاله بالضبط رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ويتعلق بالسودان في معرض حديث شامل وهو يعدد إنجازاته في يوم وداعه، وهذا حديث خطير، كتبنا مراراً وتكراراً منبهين للدور الإسرائيلي في أزمة دارفور والجنوب وفي الشمال الأقصى وهم يرتبون لقيام دولة «كوش» التي سيقتطع لها من شمال السودان وصعيد مصر وتمتد شرقاً حتى الصومال، وقد خطط لقيام هذه الدولة في العام 2025م وهي جزء من مشروعات الدولة اليهودية التي تشمل ترتيبات أخرى تنطلق في السودان والعراق واليمن وهي في الأساس تستهدف السيطرة على نهر النيل والبحر الأحمر. { مشروعات الدولة اليهودية التي ذكرها رئيس الاستخبارات الإسرائيلية، التي قال إنها ستنطلق بعد الإنجاز الكبير الذي تحقق في السودان والعراق واليمن؛ توضح وبجلاء أننا أمام تحد أكبر من التحديات التي خضناها في السابق وذلك أن إسرائيل ستنطلق إلى مشروعات الدولة اليهودية وأن ما شاهدناه في السابق مجرد مناظر وأن الفيلم لم يبدأ بعد، ولنا أن نتساءل ما هو الإنجاز الكبير الذي أنجزه الإسرائيليون في السودان كما قال رئيس استخباراتهم السابق!!؟؟ أما الإجابة على هذا السؤال فهي الأسهل والأوضح لكل صاحب بصيرة ولا تحتاج إلى كثير ذكاء أو عناء وقد سبق الجنرال عاموس كثيرون تحدثوا عن الدور الإسرائيلي في جنوب السودان وفي دارفور وكل النخب والشعب في السودان كانوا ينظرون إلى مثل هذا الحديث وكأنه خيال وجنوح لنظرية المؤامرة التي تفسر كل شيء بأنه مؤامرة، حتى وإن ألقيت عليهم التحية فهناك من يرى فيها مؤامرة ولهذا لا يرعوي الناس والنخب الحاكمة حتى تطبق عليهم المؤامرة وتقضي عليهم وعلى أممهم وشعوبهم. { بالأمس القريب كان بين ظهرانينا عالمان ألمانيان السيد كربلن والسيد دودايين من منظمة «عالم واحد» وقد تحدثا لنخبنا الحاكمة ولطلابنا ولعامة شعبنا عن الدور الإسرائيلي في جنوب السودان الذي انطلق في العام 1975م وقد كشف عن ذلك صحفي ألماني زار جنوب السودان ووثق للوجود الإسرائيلي بجنوب السودان وقد تدخل السفير الإسرائيلي بألمانيا لينجح في حظر النشر بدعوى أنه سيضر بالإستراتيجية الإسرائيلية، وكذلك كشف العالمان الألمانيان أن السفارة الإسرائيلية بواشنطن تقوم بدور المنسق لأنشطة الحركة الشعبية بأمريكا وأن صفقات الأسلحة الأوكرانية التي شحنت لجنوب السودان مولتها إسرائيل بنظام الاستدانة فتبدأ الحركة الشعبية الدين الخارجي لدولة الجنوب المرتقبة قبل قيامها. { الدور الإسرائيلي في دارفور أوضح من الشمس وها هو الجنرال عاموس يؤكده وتعبر عنه الأنشطة الكثيفة للمنظمات اليهودية تحت ما يسمي «SAVE DARFUR» والخطوة القبيحة لعبد الواحد محمد نور بفتح ممثلية له بتل أبيب والزحف الكثيف للمئات صوب إسرائيل عبر الأراضي المصرية حتى صار للسودان حي وسط أحياء تل أبيب وتفسره المظاهرات والتقارير الغربية الكذوبة وهي تنسخ لأزمة دارفور نسخة تقفز فيها الأرقام بمتوالية هندسية وتنتج أفلاماً تتفوق على أفلام هوليوود في الخيال، هكذا نشط اليهود في أزمة دارفور فأزّموها وعقّدوها حتى استعصى حلها وهربت من حياض الوطن ومن تراب دارفور ونبتت هناك في باريس وأمريكا وتل أبيب ولندن وبرلين. { الصورة أضحت واضحة والصراع والتحدي صار بيننا وأعداء أمتنا من الغربيين والإسرائيليين أما قيادات الحركة الشعبية وقيادات الحركات المسلحة في دارفور فمجرد دمى تحركهم إسرائيل لخدمة مشروعات الدولة اليهودية كما جاء في حديث الجنرال عاموس الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية.. ولنا عودة