مرض اللوكيميا أحد أمراض الأورام السرطانية الذي يعاني منه الأطفال بمستشفى الذرة، إذ أن جرعته غالية الثمن. «الأهرام اليوم»استطلعت أمهات بعض الأطفال بمستشفى الذرة، فأشارت أم أكرم إلى أن ابنها يعاني من سرطان اللوكيميا وقالت ظللت أتردد على قسم الذرة لعلاج ابني منذ 2005م، كان يُعطى جرعات كيميائية وهي متوفرة في ذاك الزمان إلا أنها غالية الثمن، ومضت في حديثها بأن د. تابيتا بطرس أصدرت قراراً بمجانية أدوية سرطانات الأطفال، إلا أنه بعد تركها للوزارة لم يتوفر هذا الدواء وهو عبارة عن جرعة مهمة للمريض وغير موجودة بأي صيدلية بولاية الخرطوم، فقط تقدّم عبر الإمدادات الطبية وهي مرتفعة الثمن ما يعادل (2000)جنيه -على حد قولها- وهي ست جرعات في السنة. وذهبت في حديثها بأن هذا الدواء غير موجود منذ رمضان المنصرم وحتى اللحظة.. وأضافت أم أكرم أن العديد من الأسر التي لها أطفال يعانون من هذا المرض ظلوا على اتصال بذويهم من المغتربين لمدهم بهذه الجرعات، خاصة وأن أطفالهم يعانون من أورام سرطانية ولا ينتظرون طويلاً. وختمت حديثها بأن دخلهم محدود وليست لهم منقولات يمكن بيعها لتوفير هذه الجرعة. فيما أشارت أم نفيسة ل«الأهرام اليوم» بأن طفلتها ظلت تعاني من مرض اللوكيميا منذ سبع سنوات وتواصل في علاجها بمستشفى الذرة وتتلقى جرعة (V.C,R) وهي غير موجودة بكل صيدليات العاصمة فطلبناها من الخارج وتحصلنا عليها بمبلغ (1000) جنيه للجرعة الواحدة وهي تُعطى شهرياً دون انقطاع. وذهبت في حديثها بأن ابنتها مواصلة في علاجها لسنة كاملة بمستشفى الذرة، وتبقى لها سنة ونصف لتتكامل بقية الجرعات. وأشارت ل «الأهرام اليوم بأن الإمدادات الطبية طلبت منهم مبلغ 750 جنيهاً لاستجلاب الدواء من الخارج، إلا أنها تحصلت عليه من القاهرة بواسطة أحد أقربائها. وختمت بأن ابنتها تعاني كثيراً من مرض اللوكيميا وتناشد المسؤولين بوزارة الصحة بتوفير هذه الجرعات وبأسعار معقولة. أما أم وعد فتحدثت ل«الأهرام اليوم» مشيرة إلى أن طفلتها تعاني من مرض اللوكيميا منذ 2008 وهي تواصل في أخذ بعض الجرعات، إلا أن بعضها غير متوفر وتطلبه من السعودية لأن أهلها هناك يمدونها بها، أو تستجلبها من مصر. ومضت بأن الجرعة في قسم الذرة تُعطى أسبوعياً وأنها تعاني كثيراً في الحصول على الدربات المتوافقة مع نفس العلاج لأنها لا تتوفر إلا في صيدلية واحدة في كل ولاية الخرطوم تستجلب مثل هذه الدربات الخاصة، وتساءلت: ماذا نفعل إن نفدت؟ وواصلت حديثها بأن الحقنة الخاصة بعلاج طفلتها تكلّف 35 جنيهاً ناهيك عن الفحص، وفي أغلب الأحيان قد لا تتوفر مثل هذه الحقن لأسباب تجهلها وفق ما أشارت. كما قالت إحدى المتطوعات ل«الأهرام اليوم»، فضّلت حجب اسمها، إنهم مجموعة من الشباب المتطوعين عبر دعم من الأسر يقومون بزيارات أسرية وللعنابر أيضاً لتخفيف معاناة الأسر بتوعيتهم بأن السرطان مرض عادي وغير معدٍ ويمكن للأطفال أن يتعاشوا مع بعض دونما فصل بينهم، وهدفنا تبصير الناس بألا يتحفظوا تجاه المصابين وألا يشمئزون منهم، إذ أن كثير من الأطفال المرضى بالعنابر لا يزارون من قِبل أهلهم، لأنهم يهربون من نظرة الشفقة تجاههم، مضيفة: من نشاطات الجمعية توفير الدم بجميع فصائله، إذ بدأنا ذلك بالتعاون مع معمل استاك، فالعلاج بالمستشفى مجاناً إلا ان الدواء غير متوفر. ولدينا تعاقد مع أربع صيدليات أهمها صيدلية الشهيدة سلمى، وهناك حقنة لمرضى السرطان تكلّف 80 جنيهاً، والمريض يحتاج إلى خمس حقن في الجرعة الكاملة وكل هذا توفره المجموعة عبر بعض الخيّرين. ومضت في قولها بأن جرعة الكيماويCYTRABINE أو ARABYNOCYT غير متوفرة بوزارة الصحة وهي تكلّف 1.200جنيه وكل مرضى اللوكيميا محتم عليهم أن يتناولوا هذه الجرعة، مما دعى الأسر للاحتجاج لدى وزارة الصحة إلا أنها لم تستجب لكل هذه النداءات. وزارت (الأهرام اليوم) الطفل صديق وهو من سنجة يعاني من مرض اللوكيميا، وقد تبرعت الجمعية بدم له لأنه كان يحتاج لجرعة بمبلغ 1200جنيه وكان يتلوى من الألم في الحد الفاصل ما بين الحياة والموت، شاءت الأقدار أن يبارح الفانية بعد أن ضنَّت عليه بجرعة واحدة قد تبعده من شبح الموت!! ولكن هي إرادة الله.. شاءت أن يفارق الحياة بهذا الشكل المأساوي!.