حسناً وخيراً وبركة أن وجه والي ولاية الخرطوم د.عبد الرحمن الخضر بتجميد لائحة المرور الجديدة لحين الانتهاء من تنفيذ بعض الترتيبات الخاصة بإعداد المواقف والمحطات والتوعية الشاملة والإعداد الكامل للتطبيق بعد أن أوضح أن العمل سيكون سارياً باللائحة القديمة. حقيقة هذا التوجيه وفي هذا الظرف الدقيق والحساس من عمر البلاد قد أثلج الصدور خاصة وأن الوالي قد عودنا دائماً على لغة الحوار وإمعان الشورى والعقلانية والمعقولية في أي قرار يتخذ مما جعل أهل ولاية الخرطوم يمتدحون على الدوام جهوده ومواقفه وسعيه الدؤوب للوقوف مع المواطن من خلال الدعوة على الدوام لإحداث شراكة قوية بين الأجهزة والمؤسسات والمجتمع وكان في كل المواقف والقضايا التي تهم المواطن بالولاية ميالاً للتفاكر الواسع مع مختلف الأجهزة. والشاهد أن لائحة المرور الجديدة ما كان لها من دواع بهذه الكيفية وهذه الفئات من الغرامات التي تصل في قمتها كما أعلنت إلى ما يساوي نسبة 40% من راتب الفرد في الحد الأدنى للأجور خاصة وأن الحد الأدنى للأجور هو الذي يقاس به مستوى المعيشة ومستوى الحركة العامة للفرد، وإن كانت هناك دواع لهذا كنا نتمنى أن تكون هناك جلسات تفاكرية واسعة تراعي مستوى الدخل والشراكة المجتمعية، فنحن مع المسؤولية والانضباط والعقوبات لسائقي المركبات ولكن مع مراعاة الحالة الاقتصادية هنا والمعقولية، فنحن في فلسفة الأشياء نؤمن بالحوار المفضي إلى سلامة القرار وليس بالإمعان في الإصرار، فالوالي أحسن صنعاً ونتمنى أن تكون نتيجة الشورى والتفاكر القادم هي المراجعة للائحة بهدف المعقولية خاصة وأن اليسر هو قيمة أساسية من القيم الإسلامية، فيسروا ولا تعسروا. فالتحية لولاية الخرطوم وواليها صاحب النظرة الثاقبة الذي منذ مجيئه مسنوداً بالجماهير مضى وبخطى واثقة في إنفاذ محاور برنامج استكمال النهضة دفعاً في ذلك للاستقرار في كل أنحاء الولاية بدءاً بإنسانها من خلال الوفاء بمطلوباته الأساسية، ومن هنا يمكن النظر لهذه المواقف الجادة في أكثر من زاوية، فزاوية الوفاء بالعهود والمواثيق لا تكون إلا كذلك، وهذه الزوايا هي المختبر لإمكانية النجاح في محاور برنامج النهضة.