{ الآن وبعد (خراب مالطا) جاء الانفصاليُّون (الشماليُّون) في منبر السلام يتحدَّثون عن أنَّ (إجراء الاستفتاء قبل ترسيم الحدود بين الشمال يعني العودة إلى الحرب مرَّة أخرى..)..!! { إذن، ها قد وصلتم - ولكن متأخِّرين جداً - إلى ذات النتيجة التي حصلنا عليها مُبكراً، ونزيدكم الآن بأنَّ (انفصال الجنوب) سيؤدِّي إلى قيام (حرب) بين الشمال والجنوب، حتَّى لو تمَّ ترسيم الحدود..!! { وانظروا إلى ما قاله اللواء «البلولة»، قائد فصيل جنوب كردفان بالجيش الشعبي، ل (الأهرام اليوم)، بشأن الحدود، وتمعَّنوا في توقُّعاته بنشوب حرب، مستشهداً بحالة منطقة «كاكا» التي لم يحدِّد البريطانيُّون تبعيَّتها، بينما على الواقع ضمن أراضي قبائل الحوازمة و«أولاد حميد»، وترسيم الحدود سيجعلها تابعةً للجنوب..!! (راجع الحوار داخل العدد). { المهندس الطيب مصطفى يقول إن (الحرب) ستقوم إذا لم يتم ترسيم الحدود قبل إجراء الاستفتاء!! ونحن نقول له: ستقوم الحرب حتى لو تمَّ الترسيم - تماماً كما حدث بين إثيوبيا وإريتريا - ما دامت هناك (نيَّة) مبيَّتة لإشعال الحرب. والهدف إرهاق الشمال، وتبديد طاقاته وتمزيقه أكثر فأكثر، لأنَّ غاية سادة العالم ليست (فصل الجنوب بهدوء وسلاسة).. فماذا تكسب (الصهيونيَّة العالميَّة) التي تدير أمريكا، وتحرِّك «أوباما» مثل قطعة على رقعة الشطرنج، ماذا تكسب من (انفصال) هادئ وآمن..؟! { هل تفعل ذلك من أجل (عيون) «سيد الخطيب»، و«إدريس عبد القادر» و«يحيى حسين»، و«علي حامد».. أو عيون الفريق «صلاح قوش» وآخرين؟! { إذا كانت أمريكا تضع لهؤلاء (المفاوضين)، خارقي الذكاء، حساباً واعتباراً، لما جدَّدت العقوبات على السودان قبل أيَّام، وهي تضحك على عقولنا بأنَّها ستنظر في رفعها نوفمبر من العام القادم..!! بالله عليكم هل من (مهزلة) و(مسخرة) أكثر من هذي؟! { أنا سعيد بأنَّ الأخ رئيس منبر السلام العادل المهندس «الطيب مصطفى» قد بدأ يستشعر (خطورة) وفداحة ما ظلَّ ينادي به لسنوات: (انفصال عاجل) ولو بقرار من الشمال، على طريقة (فليذهبوا إلى الجحيم)..!! فهذه الأيام جاء الرجل ليكتب - مثلما نكتب - بأنَّ الحرب ستقوم إذا لم يتم ترسيم الحدود، غير أنَّنا كما أسلفنا نزيد بأنَّها ستقوم في الحالتيْن، ولو بعد حين.. شواهد التاريخ، وقرائن الواقع تقول بذلك. { أمَّا السادة المفاوضون العظماء، فإنَّني أتعجَّب لأمر السيد الرئيس «البشير» الذي مازال يوكل لذات (المجموعة) التي (فتكت) بنا في «نيفاشا»، وخرقت (مركب) البلد، يُوكل لها أمر المفاوضات المستمرَّة مع الحركة الشعبيَّة.. أو مع أمريكا..!! { نحتاج إلى فريق (جديد لنج) للمفاوضات مع «الحركة» ومع أمريكا.. وبريطانيا.. وإثيوبيا وإريتريا.. و(اختراقات) في «أوغندا» و«كينيا». { ولا تقولوا لنا إن هؤلاء يحفظون نصوص «نيفاشا» ويرتبطون بعلاقات (شخصيَّة) بقادة «الحركة»، لأنَّنا سنقول لكم: إنَّ الذي يجري الآن في الجنوب لا علاقة له بالاتفاقيَّة - إطلاقاً - فلا حاجة لأيِّ مفاوض في المرحلة القادمة إلى الرجوع لبنود الاتفاقيَّة، فقد ماتت وشبعت موتاً، ولو سألت «باقان» أو «لوكا» أو «تعبان دينق» عن تلك (النصوص) التي يحفظها «إدريس عبد القادر» وصحبه الأبرار، عن ظهر قلب، لما وجدتهم يعيرونها اهتماماً، أمَّا العلاقات الشخصيَّة، فقد أثبتت السنوات الخمس الماضية أنَّها (مجرَّد ونسات وضحكات صفراء).. وإلاَّ فلماذا نحن على شفا حفرة من الانفصال؟! { المفاوضون (الجُدد) ينبغي أن تتوفَّر لديهم الحنكة السياسيَّة، والدربة، والعلاقات الدوليَّة، والدهاء، وليس بالضرورة أن يكونوا جميعاً من قيادات المؤتمر الوطني.. فحوَّاء السودان (والدة).. والمرحلة لا تحتمل (الاحتكار) و(الادِّعاء) الكذوب.