} قبل شهور من الآن، وتحديداً بعدما اعلن الاتحاد الافريقي لكرة القدم عن قرعة بطولة الاندية الافريقية ابطال الدوري التي حملت تأكيدات على ان المريخ، وحال تخطيه الادوار التمهيدية والأول، سيلاقي الترجي التونسي.. منذ تلك الفترة فتح الاعلام المريخي فمه متحدثاً عن ان وجود النفطي في صفوف المريخ انما سيكون من الاسباب الاساسية التي ستؤهل المريخ الى المجموعات على حساب الترجي. } واستند هواة التضخيم والتهويل في حديثهم ذلك على ان النفطي يعرف كل كبيرة وصغيرة عن الفريق المنافس، الذي هو الترجي التونسي.. وهم بذلك الغوا عقولهم وطالبوا المتابعين ايضاً بإلغاء عقولهم.. ومرت الايام، ليس كالخيال احلام، وجاءت المواجهة وفتح كل المريخاب افواههم انتظاراً للوعد الذي قدمه ما يملكون الى من لا يستحقون..!! } لعب المريخ امام الترجي وسقط بثلاثية في رادس ورغم الفوارق الكبيرة والنتيجة الواضحة التي اكدت ان الترجي صار بعد جولة الذهاب هو الاقرب الى العبور لربع النهائي، رغم كل ذلك، تابعنا تجارة الوهم تنتعش وتزداد وكأن الترجي الذي سيقابله المريخ في ام درمان انما هو فصيل صغير من الجيش (النيجري)..!! } ودع المريخ في مباراة ذات (الدجاجة الصغيرة الحمراء) وأصاب جماهيره بالمزيد من الحزن والألم.. ولم يفد وجود النفطي والذي قدم اثنتين من أسوأ مبارياته في مسيرته الكروية وغاب عن الملعب في المباراتين ولم يحس بوجوده احد.. وسقط الرجل في الامتحان الذي من اجله أقدم المريخ على خطوة التعاقد معه..!! } اما المرابط فإن قصته مع المريخ قصة غريبة في تفاصيلها، تمثلت في ان المجلس تعاقد معه من أجل المشاركة في البطولة الافريقية وتحديداً ربع نهائي الكونفدرالية واذا بالمريخ يودع من الدور الثاني مكرر ليتحول المرابط وبقية كوتة الاجانب للمشاركة في الدوري والمساهمة في الفوز على النيل والفيل..!! } تابعت بالامس، وعلى صدر احدى الاصدارات التونسية، تصريحات للنجمين التونسيين عنوانها المساهمة، ولو بالكذب، في اعانة الفريق التونسي على فريق آخر سوداني هو الهلال الذي سيلاقي الصفاقسي التونسي يوم الاحد المقبل بام درمان في اياب الدور نصف النهائي للكونفدرالية..!! } ولعل الشيء الذي حزّ في نفسي انهما تحدثا بتلك الطريقة بعدما وجدنا التصريح من بعض الاعلاميين المريخاب الذين فيما يبدو انهم، اي الاعلاميين، وبعدما خاب ظنهم في الاستفادة من الكوتة التونسية لمصلحة المريخ لم يجدوا مانعا في توظيفها ضد الهلال الذي يلعب باسم السودان..!! } ولعل المواقف التي مر بها الاعلام المريخي وتحديداً كلما تبارى اعلاميوه في التقليل من شأن الهلال التي انقلبت رأساً على عقب وسارت في اتجاه آخر على عكس اتجاه مصالح المريخ كان من الأولى له ان يقود تلك المجموعة التي بشرت وباركت افشاء التوانسة للاسرار السودانية عن فريق الهلال لتغيير سياستها ولكن ذلك لم يحدث لنتأكد بأن التصريحات الاخيرة للثنائي التونسي وبإذن الله ستصب في صالح السودان اولاً ومن بعده الهلال..!! } ان السماح للفاشلين التونسيين، النفطي ومرابط، ومنحهما فرصة لتعويض فشلهما على جسد ممثل الكرة السودانية الوحيد وبهذ الطريقة القميئة لا تدل الاّ على درجة الانحطاط الذي وصلت اليه الصحافة الرياضية في بلادي خاصة تلك التي تشجع الاجانب على مثل تلك التصرفات الخرقاء الرعناء...!! } اننا بالجد آسفون لدرجة الاضمحلال و(السوء) المحلي الذي وصل اليه البعض ممن يوصفون بأنهم أكبر الكُتّاب وقادة الرأي العام الرياضي والذين باركوا، بعدما نظروا للموضوع من أضيق زاوية هي زاوية التعصب الأعمى..!! } ان الموضوع ولو يعلمون صار مرتبط باسم الوطن وهلال السودان الذي يجب ان تذوب امامه في هذه الايام على الاقل كل الانتماءات وتنصهر تحت راية الوطنية وألاّ يكون ذلك بالحديث والكلمات المعسولة وانما بالصدق والقوة المستمدة بحقيقة الارتباط بهذا البلد.