اتفقت القوات المسلحة والجيش الشعبي على عدم العودة لمربع الحرب وترك التعاطي مع القضايا العالقة في استفتاء الجنوب المزمع وأبيي للشريكين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) عبر ما أسموه بحوار الكلمة الصادقة والفكر، وشدد على ألاّ تكون البندقية جزءاً من الحوار والعمل على تعزيز الثقة بين الطرفين. وقال وزير الدفاع، الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير شؤون الجيش الشعبي، نيال دينق، بوزارة الدفاع أمس «الخميس»، قال اتفقنا على أن يكون دور الجيشين تعزيز الأمن والاستقرار والتعايش والثقة التي أكد أنهم وبسعيهم لتعزيزها يريدان قطع الطريق أمام نشر قوات دولية عازلة بين الشمال والجنوب، وقال نريد بتلك الإجراءات استبعاد نشر قوات دولية وقادرون على حفظ الأمن دون تدخل أي أجنبي، مشيراً إلى أن الغرض من حوارهم، الذي استمر ليومين، تطمين الشعب بأن القيادتين العسكريتين عازمتان على أن تكون قضية الاستفتاء داعمة لقضايا الأمن والاستقرار والسلام وحرية المواطنين وليست خصماً عليها. من جانبه قال وزير شؤون الجيش الشعبي، نيال دينق، نريد إرسال رسالة قوية للمواطنين رغم ما يسمعونه ويقلقهم بأنه لا داعي للخوف أو القلق لأننا نؤمن أن السلام هو الجوهر ونعدكم بالعمل للحفاظ عليه وإتاحة الفرصة للقيادات السياسية لحسم الخلافات العالقة، وأكد أن تدخل الجيشين رهين بقرار الجهات السياسية، وعلق: «إذا ما طُلب من الطرفين التدخل فهذا سيكون بناءً على طلب الجهات السياسية»، وأضاف لن نخذل الشعب السوداني وإذا كان الأمر بيد الجيشين فكونوا مطمئنين تماماً أنه لن يحدث من جانبهما ما يعكر صفو الأمن والاستقرار والطمأنينة. ورأى دينق أنه حتى وإن نشأت دولة في الجنوب فإنه مجرد حدث سياسي وأن العلاقة بين الشعبين ستظل مستمرة، مشيراً إلى أن وجود الحشود العسكرية مردّه انعدام الثقة من بعض الأفراد والقيادات، وقال إن بناء الثقة مهم وما يحدث من تفلتات من البعض لا علاقة له بالقيادة.