{ الفريق «جورج أطور»، والقائد «ديفيد ياوياو»، والعميد «قلواك قاي»، واللواء «قبريال تانج»، كلها قيادات عسكرية (سودانية)، لها الحق في تمثيل (شعب جنوب السودان)، تماماً كالحركة الشعبية التي تحتكر - الآن - إرادة شعب الجنوب، وتعتبر ذاتها الممثل (الشرعي) و(الوحيد) للجنوبيين. «أطور» من «الدينكا»، تماماً كالفريق «سلفاكير»، و«قلواك قاي» من «النوير» شأنه شأن الدكتور «رياك مشار»، و«ديفيد ياوياو» من قبيلة «المورلي» (المقاتلة) التي عزلت «الحركة الشعبية»، عبر حكومتها، سلطانها الجنرال «إسماعيل كوني» من وظيفته (القبليَّة) وأبقت على رتبته (العسكرية)..!! حتى لا يجمع بين الاثنتيْن فيشكل خطراً على (طغمة) الانفصاليين الذين حبسوا الجنوب في سجن (حديدي) كبير منذ خمس سنوات!! { لكن مشكلة (حركة التصحيح) التي تواجه «أطور» ورفاقه، أن قواتهم (محاصرة) في «جونقلي» و«الوحدة»، ولا تجد خطوط إمداد محلية أو (إقليمية) أو (دولية)، كما تجد حركات دارفور المسلحة، أو كما كان يتوفر للحركة الشعبية منذ اندلاع التمرد في العام 1983م، وحتى العام 2005م، حيث وجدت الحركة دعماً كبيراً من دول الجوار ابتداءً من «ليبيا» مروراً بإثيوبيا التي فتحت أراضيها للحركة في عهد «منقستو هايلي مريام»، ثم إريتريا، وانتهاءً بأوغندا وكينيا، والأخيرتان لا تكتمان رغبتهما (المتوحشة) في انفصال جنوب السودان، وقبل أيام زار «جوبا» وفد من البرلمان «الكيني» أكد دعم «نيروبي» لدولة الجنوب في حالة (الانفصال)..!! وفد برلماني كيني يزور «جوبا» ولا يزور «الخرطوم»..!! وبرضو تقول لي (البرلمان الافريقي).. والاتحاد الأفريقي.. و«الإيقاد».. والجامعة العربية !! حتى الجامعة العربية، زار وفد منها «جوبا» قبل أسبوعين، وأطلق أعضاؤه (العرب) تصريحات هزيلة، هزال الجامعة العربية، تدور في فلك (نحن مع خيار شعب الجنوب حتى ولو قرر الانفصال، وسيتواصل تعاوننا مع حكومة الفريق سلفاكير)..!! { بالله عليكم.. ماذا كسبنا من الجامعة العربية.. ومن الاتحاد الأفريقي؟! وماذا خسرت «إريتريا» بقيادة الرئيس «أسياس أفورقي» الذي لا يعترف لا (بالجامعة) ولا (بالاتحاد) منذ أكثر من خمسة عشر عاماً..!! { «جورج أطور»، و«قلواك قاي»، و«ديفيد ياوياو» في حاجة إلى دعم (سياسي) و(إعلامي) كبير، حتى لا تنفرد «الحركة الشعبية» بشعب الجنوب لتنفيذ الأجندة الاسرائيلية - الأوغندية - الكينية، ولا أقول (الأمريكية)، فلديَّ قناعة راسخة بأن أمريكا تخسر دائماً، لتكسب إسرائيل!! إذ لا مكسب (واحد) ستحققه «واشنطن» من انفصال جنوب السودان.. فالدولة (الشمالية) ستصبح إسلامية أصولية متطرفة، والدولة (الجنوبية) ستولد ميتة، تضاف إلى سجل (الوفيات) في قارة أفريقيا الموبوءة بداء الفشل قبل داء «الأيدز»..!! { سلفاكير لم يدخل «جوبا» فاتحاً، ولكنه دخلها باتفاقية السلام، والاتفاقية تتحدث عن إتاحة الحريات للقوى السياسية (الجنوبية) و(الشمالية) في العمل بالجنوب، فإذا رفض «سلفاكير» ذلك، وقرر (حبس) الجنوب في حراسات الجيش الشعبي، ومنع الصحف - وعلى رأسها «الأهرام اليوم» - من دخول الجنوب، فإن الاتفاقية تصبح في حكم (التجميد)، وإلاَّ فلماذا يعتقل «سلفاكير» ممثل قبائل «النوبة» في الجيش الشعبي الجنرال «تلفون كوكو»؟! ولماذا يحرِّض على الحرب في دارفور، ويحتضن «مناوي» و«أبو القاسم إمام»، و«عبد الشافي»..؟! { «سلفاكير» يعترف علناً بأنه يعتقل «تلفون كوكو» وغيره.. فأين الحريات الآن في جنوب السودان؟ وكيف تريد أمريكا إجراء استفتاء في ظل الرعب والهلع الذي يعيشه المواطن الجنوبي في الاستوائية وبحر الغزال وأعالي النيل؟! { إذا كانت سلطات حكومة الجنوب تعتقل قائداً (جنرالاً) في الجيش الشعبي.. فماذا تفعل إذاً بمواطن جنوبي أعزل فقير وجائع؟!