يقول محجوب بيل تروك مساعد الشؤون التنظيمية لحزب الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي إن الحركة الشعبية تسجل في كل يوم سيناريو جديد من التصفيات الجسدية والمزيد من سفك الدماء، الأمر الذي يزيد دولة الجنوب تحديات جديدة أمام الوضع الأمني المتوتر. ويصف حكومة بالخاسرة لأنها لم تغتنم فرصة التفاوض مع الفريق أطور قبل شهر في مدينة نيروبي وإجراء ترتيبات تحقق السلام، بإعتبار إنه استجاب للمشاركة في التفاوض الأخير وبدأ يجهز للعودة لجوبا، ولكن التفاوض تصدع سريعاً ليعود القتال بشكل أكثر ضراوة. ويمضي محجوب بالقول إلى أن الحركة الشعبية تعمل على عدم بناء الثقة بينها ومناوئيها، وهو ما أدى إلى عقد اتفاقات هشة واهتزاز الثقة من جديد، كما حدث وأبرمت اتفاق مع العقيد قلواك قاي واغتالته قبل خروج توصيات الاتفاق لموضع التنفيذ. ويرى أن هذا الاغتيال عمل استخباراتي منظم إذ لم يحدث اشتباك بين الجانبين فقط. وختم حديثه بالتذكير أنه كان يفترض اللجوء لحوار سلمي بناء لخلق شراكة بين الطرفين وهو ما تنتهجه الأحزاب الجنوبية عبر الحوار الديمقراطي والمعارضة السلمية في إطار الحريات المتاحة والتعبير عن الرأي، وعدم اللجوء للعنف واستخدام السلاح. ويرى البروفيسور ديفيد ديشان رئيس حزب الجبهة الديمقراطية لجنوب السودان مقاضاة حكومة الجنوب أمام المحكمة الجنائية الدولية لانتهاك حقوق الإنسان في الجنوب. ويقول إن أطور لديه حقوق يريد أن يستردها عبر فوهة البندقية، عقب انهيار العفو العام واتجاه حكومة الجنوب لسياسة البطش بقادة الحركات المنشقة، عبر دس بعض عناصر الجيش الشعبي لاغتيال قادة هذه الحركات. ويضيف: إن هذه العمليات التي طالت رفاقه لم تثن الفريق أطور عن مواصلة حمل البندقية، ولكنه في ذات الوقت لم يرفض مبدأ التفاوض مع حكومة الجنوب؛ حيث جلس الطرفان في مفاوضات انهارت سريعاً في العاصمة الكينية نيروبي. ويصف ديشان حكومة الجنوب بالديكتاتورية التي جثمت على صدور المواطنين الجنوبيين بعد أن انفرط عقد الأمن من يديها. ويرى أن قتل أطور لن يزيد جيش تحرير الجنوب إلا قوة واشتعالاً للإطاحة بحكومة سلفاكير في الأيام المقبلة. من جانبه أعلن الفريق جيمس قاي رئيس جيش تحرير الجنوب أن اغتيال الفريق جورج أطور لم ينقص من قدرهم ولن يفت عضدهم، بل يزيد جيش التحرير قوة وضراوة. وتعهد قاي برد الصاع صاعين لحكومة الجنوب، ووصف اغتيال جورج أطور بالسلوك الذي يشبه حكومة الجنوب التي تتبع سياسة تصفية الخصوم التاريخية كما فعلت مع العقيد قلواك قاي. يؤكد قاي أنهم يسيطرون على مساحة مقدرة من الولايات الكبرى بجنوب السودان متمثلة في ولاية جونقلي والوحدة وأعالي النيل، وقال: سنزحف قريباً إلى ولاية الاستوائية ونقيم حكومة المنشقين في جوبا في الأيام المقبلة. من جانبه يقول ديفيد وليم الأمين العام لحزب الجبهة الديمقراطية المتحدة إن حكومة الجنوب أرادت أن تضفي نوع من القومية على دولة الجنوب الحديثة في محاولة لإنهاء التمرد، ولذلك أصدر الفريق سلفاكير عفواً عاماً عن حاملي السلاح الذين كان أطور أبرزهم، ولكن لم يجد هذا الإعلان أذاناً صاغية لأنه لم يحقق امنياه ورغبات العسكريين المعلنة، ومتمثلة في إنهاء سيطرة الحركة الشعبية. ويرى وليم أن لكل واحد من حاملي السلاح قضية للتمرد محملاً الحركة الشعبية مسؤولية اغتيال أطور لأنه الشخص الذي حارب (23) من أجل السلام، لكنه في الوقت نفسه نرفض رفع السلاح، داعيا لانتهاج الطرق والحلول السلمية والديمقراطية واختيار القرار الصائب لايجاد الحلول المطلوبة. وأضاف: أطور اخطأ بسبب تمرده الأخير، وهو قرار غير صائب لأننا لا نؤمن بالخيار العسكري. وتوقع وليم أن يتحول الجنوب لصومال آخر في غضون أشهر قليلة بسبب تصعيد حكومة الجنوب للأزمات مع الشمال.