لمنع انهيار الدولة.. فصائل سودانية: تركنا الحياد واصطففنا مع الجيش    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الناشط صلاح سندالة يسخر من المطربة المصرية "جواهر" بعد ترديدها الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله) خلال حفل بالقاهرة    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    نائب وزير الخارجية الروسي من بورتسودان: مجلس السيادة يمثل الشعب السوداني وجمهورية السودان    صحة الخرطوم توفر أجهزة جديدة للمستشفيات والمراكز الصحية واحتياجات القومسيون الطبي    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قواعد الحركة الشعبية في الشمال ترفض أن تكون جسراً للحزب الشيوعي

الخرطوم(smc) المحرر السياسي: اجتهدت الحركة الشعبية عند ميلادها في العام 1983م في توظيف المناخ العالمي آنذاك لخدمة أجندتها السياسية، فمع وهج المد الماركسي وعُلو كعب اليسار في العالم فتحت الحركة بابها الخلفي لإدخال المفاهيم الحمراء للمنفستو الأول لها. لذا صاغت خطابها من خامة تاريخية وفكرية مستمدة من المعسكر الاشتراكي. وبالطبع لم يكن هدفها إلا استغلال التوقيت المناسب لتمرير أجندتها. لكن الذي لم تفطن إليه الحركة أنها فعلاً ذابت في بحر الشيوعية وظهر ذلك جلياً في إيمان عدد كبير من قادتها بالعقيدة الماركسية. وأمام هذا الظرف التاريخي أرسل الحزب الشيوعي السوداني الذي كان يعيش حالة من الإحباط بفعل ما أرتكبه (هاشم العطا) ورفاقه من حماقات عسكرية ألقت بالحزب في مؤخرة قطار السياسية السودانية. بعد ما كانوا في المقدمة. لذا أرسل بعض كوادره في عمليات ذكية تبدو في ظاهرها طبيعية لزرع بعض خلاياه للعيش في الجسم الجديد والذي يكتسى من الخارج باللون الأحمر. والحزب يعلم أنه مجرد طلاء خارجي. إلا أنه كعادته يؤمن بفاعلية الاختراق علي المدى البعيد. وبالطبع لم يكن غريباً أن يبرز الكادر (ياسر عرمان) كأحد أبرز الوجوه الشمالية ذات الارتباط الوثيق بالحزب الشيوعي في سيناريو يمكن أن نسميه (اللعبة المكشوفة) ، فالراحل قرنق كان يهدف لتوظيف الشماليين في الحركة للاستفادة منهم وجعلهم ديكوراً خشبياً يتم نزعه متى ما أنتهي البرنامج وفي نفس الوقت يمثلون عنواناً ومظهراً جميلاً للحركة لتحقيق فوائد الإعلان والدعاية السياسية. وعلي الطرف الآخر يخطط الشيوعيين لاختراق الحركة الوليدة وتوجيهها للدخول في صراع مع عدوها التقليدي (الإسلاميون) والسيطرة عليها مستقبلاً. اذن هي مصالح مشتركة في ازدواجية الأدوار! ولكن من العسير تحديد من الطرف الرابح أو المستفيد الأكبر، لأن الحركة الشعبية تلعب بالشماليين من الخارج. عكس الشيوعيين الذين يلعبون بالداخل في الخفاء ولكن المؤكد أن كل طرف قد كسب علي قدر اجتهاده وذكاءه. ومع بروز تغييرات جوهرية في مشهد الحركة الشعبية السياسي في الوصول إلي تسوية تاريخية مع المؤتمر الوطني ظن الحزب الشيوعي إن تلك الفرصة الذهبية لإدخال كوادره في الحركة الشعبية ثم الانقضاض علي المؤتمر الوطني (الخصم اللدود) في اللحظة المناسبة، لذا أوكل هذا الدور الهام لكادره (ياسر عرمان) محل ثقة قائد الحركة الراحل (قرنق) ورفيق دربه النضالي الذي التقط القفاز عبر فكرة أنشاء قطاع شمالي بالحركة لإيجاد غطاء مناسب لهجرة الكوادر الشيوعية للحركة في أكبر عملية موسم الهجرة إلي برنامج السودان الجديد في سيناريو مكشوف وفاضح للجميع إلا قادة بالحركة الذين ينظرون إلي تحركات (عرمان) وتنظيمه في قطاع الشمال بريبة ولكن دون اقتناع تام. في مهمة صحفية جديدة انطلقت أحمل حقيبتي الكبيرة فهذه المرة سأزور السودان طولاً وعرضاً ما عدا الجنوب لأقف على نشاط قطاع الشمال للحركة الشعبية في مهمة تتعلق بكشف ما يدور في دهاليز القطاع خصوصاً ما رشح عن وجود خلافات كثيرة قد تعصف بالكيان. محاولات مبكرة لإختراق الشمال :- والحركة الشعبية لم تفق من الضغوط والهزائم العسكرية في بداية الإنقاذ يفاجئ زعيمها الراحل (جون قرنق) بالقيادي الإسلامي داؤود يحيى بولاد يقف أمامه ويعلن رغبته في الانضمام للحركة الشعبية وحينما سأله قرنق عن السبب أجاب بولاد بمثل انجليزي مختصر (ان الدم أثقل من الدين) وبذكاء قرنق المعهود وجد في (بولاد) الفرصة المناسبة لاختراق الشمال عبر بوابة دارفور ولكن سرعان ما دفنت أحلام قرنق وبولاد يخر صريعاً، ومرة أخرى حاول قرنق توظيف المعارضة الشمالية ضد الحكومة عبر التجمع إلا أنها لم تثمر الثمار المطلوبة لكنها أفلحت في تبيض وجه الحركة الشعبية سياسياً بتجميل صورة حركته خارجياً وتقديمها للعالم كحركة ثورية مكافحة وتقديم قرنق كقائد أفريقي للتحرر الوطني . ولكن هذا لم يكن يمثل تأثيراً عملياً في اختراق عمق الشمال. الصيد الثمين اتفاقية السلام أتاحت للحركة الشعبية فرصة مناسبة للاختراق الشمالي وذلك عبر إنشاء قطاع الشمال . لكن الذي لم تفطن إليه الحركة الشعبية منذ البداية أنها أخطأت عندما أوكلت إنشاء القطاع ياسر عرمان) والذي وجد الفرصة المناسبة لدفع كوادر الحزب الشيوعي لداخل الحركة الشعبية ليحقق (عرمان) أهدافه الخاصة ببناء قطاع للشمال بأسس ومنهج تُمكنه مستقبلاً من تحقيق أعلى درجات السيطرة والقوة داخل الحركة الشعبية لخدمة أهداف حزبه الشيوعي، ولكن بعد عامين يكتشف ان محاولاته لتطويع وتسخير قطاع الشمال لصالح الحزب الشيوعي لم تؤتى أكلها وان خيوط العنكبوت التي حاول نسجها لم تنجح والقطاع يشهد خلافات مستمرة أوصلته إلى مرحله التشظى التنظيمي في كل مكاتبه في ولايات السودان .. والمشاهد والصور الأتية توضح ذلك . والبداية أخترت ولاية نهر النيل والتي تعتبر من اقرب الولايات شمالاً من الخرطوم، وكعادتي في مثل المهمات الصحفية تعودت أن لا أمارسها بطريقة الصحافة التقليدية بمقابلة المسئولين والاستماع لوجهة نظرهم والتي تأتي عادة بنفي لوجود أي مشكلات وتقديم صورة حزبهم بشكل جميل لذا اجتهد دائما في مثل هذه المهام على ارتداء طاقية الإخفاء للوصول إلي المعلومات الحقيقية علي الطريقة الأمريكية في التحقيقات. وفي طريق (التحدي) والبص السفرى يقطع المسافة بسرعة رهيبة أخرجت مفكرتي الصحفية وراجعت الاتهامات العنيفة المُوجه لقطاع الشمال بأنه أصبح ضيعة شيوعية حمراء تحت لافته الحركة الشعبية. ولكن الصورة التي كونتها قد بدت معالمهاتتضح شيئا فشيئا إذ علمت عند وصولى للولاية أن هناك خلافات عميقة لا يوجد لها سبب واضح ولكن مجموعة من المبررات قد تعصف بقطاع الشمال وعند تلمسى لنشاطه في الولاية وجدت ضعفاً واضحاً في العمل الإداري مع وجود احتمالات قوية بإغلاق عدد كبير من مكاتب الحركة نتيجة للخلافات المتكررة بين الإداريين بسبب العوامل المادية وضعف الإمكانيات حسب ما عملت وأخبرني أحد عضوية الحركة بسعي المكتب التنفيذي للحركة الشعبية بالولاية لحلحلة تلك المشاكل خاصة بين التنفيذيين من قيادته وأعضاء المكتب السياسي. وفي أغسطس الماضي علمت في مطلع شهر أغسطس بزيارة رئيس قطاع الشمال ياسر عرمان للولاية في زيارة غير رسمية إلا أنه على هامشها وقف علي مشكلات القطاع بالتفصيل وهناك عدة رسائل شفاهة وصلته من داخل التنظيم بالولاية ملخصها في وجود حالة من الجفاف في النشاط السياسي بسبب الخلافات العميقة بين قيادات الحزب الشيوعي بالحركة الشعبية المستقطبين وقيادات الحركة الشعبية المؤسسيين لمكتب الولاية وعلي ذات الإطار علمت أن سعي الحركة الشعبية الدءوب لحل النزاع القائم بين مكتب الحركة بمدينة بربر والباوقة علي خلفية استلام الباوقة مبلغ (2500) ألف جنية ولم يقم بأي عمل سياسي ولم يلتزم بدفع إيجار داره. وهكذا هي صورة صغيرة لتنظيم قطاع الشمال بالحركة الشعبية في ولاية نهر النيل مشكلات عميقة وجفاف سياسي ولا شئ بعد ذلك أما عن وجود الحركة الشعبية في حياة المواطنين في مدن نهر النيل فلا توجد إطلاقا لأن فاقد الشئ لا يعطيه. لذا تركت ولاية نهر النيل واتجهت شمالاً وحطت رحالي في مدينة دنقلا لأكتشف إن الحركة الشعبية ليس لها تأثير رغم وجودها المادي كمكتب فقط وتفتقد تماماً للكوادر السياسية ومعظم كوادرها ضعيفة لذا قررت التوجه إلي المقر الرئيسي للحركة في مدينة (الدبة) جديراً بالذكر بان الحركة ليس لها وجود رسمي في الوحدات الإدارية للغابة، والتضامن وكالعادة وجدت مكتب (الدبة) هو الآخر صائم عن النشاط ولا أدري متى يفطر رغم وجود عضوية لا بأس بها. ولكن المشكلات الإدارية والتنظيمية ستجعل صوم الحركة طويلاً. ولكن ما لفت نظري هو قناعة ووعي عضوية الحركة بالولاية بأجندة الحزب الشيوعي التي يحاول تمريرها عبر مكتبهم لذا يرفضون باستمرار استغلال وموارد وإمكانيات الحركة علي مستوي الولاية لمصلحة الحزب الشيوعي ورغم ذلك وجدت أن معظم عضوية الحركة انحصرت في أبناء النوبة والجنوبيين الذين يقطنون في الولاية أما مواطني الشمال الأصليون فيبدو أنهم زاهدين في الانضمام لقطاع الشمال ليصبح قطاع الشمال شمالياً بالاسم وجنوبياً بالفعل. صورة درامية من أقصي الشمال وفي مشهد يبدو درامياً أتاحت لي الظروف حضور لقاء جماهيري أقامته الحركة الشعبية جناح عثمان كنون وأمير إبراهيم درار في الخامس عشر من شهر أغسطس بمنطقة السليم قسم (2) بوحدة شرق النيل والذي تحدث فيه كل من مؤسس الحركة الشعبية بالولاية (عثمان كنون) وعضو المكتب السياسي للحركة بالولاية (محمد علي موسي) اللذين أنتقدا فيه بشدة هيكلة مكاتب الحركة الشعبية بالولاية عن طريق قطاع الشمال دون انتخابات ، ووصفوها بأنها ممارسات شمولية وأخطاء قاتلة أرتكبها رئيس قطاع الشمال (ياسر عرمان) وأجهزته في أحداث تشوهات وتزوير أرادة الأعضاء وسرقة جهودهم في انتخابات وفرض قيادات عاجزة لا تملك أي وزن جماهيري في مناطقها ولا تملك أبجديات العمل السياسي اليومي وسط القواعد حتى انتشر الفساد المالي والإداري رغم الإنذارات المبكرة والمذكرات والمطالب المتتالية بالإصلاح من أدني الهرم حتى القمة وعلي الرغم من لجان التحقيق التي أثبتت بوضوح الفساد المالي والإداري ولكن لا حياة لمن تنادي !! لذا قرر أعضاء الجناح الآتي:- مقاطعة العمل تماماً بكل أوجهه التنظيمية والإدارية والسياسية تحت إمرة قطاع الشمال وأجهزته ورفع مذكرة أخيرة وعاجلة للسادة رئيس الحركة الشعبية ونائبه والأمين العام. وعدم العودة لممارسة العمل السياسي إلا بعد التحقيق الشفاف في الممارسات الإدارية والمالية الخاطئة وإصدار القرارات الحاسمة دون محاباة، إضافة لإجراء انتخابات عادلة من البومات وحتى المكتب السياسي للحركة بالولاية وكل الوظائف والمهام التنفيذية والتشريعية للحركة، وعلي ذات السياق وجهها تحديداً بعدم مس أو تحقيق أو فصل لأي من القيادات والقواعد ويُعتبر مساً مباشراً لكل القيادات والمؤسسين للحركة الشعبية بالولاية وفي النهاية طالبا بتأسيس قطاع منفصل ومستقل للمنطقة النوبية يتبع لرئاسة الحركة مباشرة وليس لقطاع الشمال. ومن خلال المشهد السابق أتضح إن خلافات قطاع الشمال هنا في أقصي الشمال خرجت تماماً من دهاليز الأضابير التنظيمية وتجاوزت أسوار قطاع الشمال المتهالك وكشفت عن كراهية عميقة لرئيسه (ياسر عرمان) والذي يبدو أنه بممارسته الشمولية ومحاولاته لإدخال كوادر الحزب الشيوعي باستمرار أصبح شخصاً غير مرغوب فيه وتلك الصورة تكفي والعقلاء يفهمون بقية القصة والمآلات ... !! قطاع الشمال بالحركة الشعبية 0 صورة من الداخل (2-3) الحركة الشعبية بالقضارف ( تكتلات قبلية –صراعات جهوية - أنقسامات ) مع شروق شمس السلام في الجنوب وطى صفحة الحرب أحست الحركة الشعبية بنشوة الانتصار وهي تخرج بمكاسب لم تحلم بها يوماً من الأيام لأنها أصبحت شريك أساسي في السلطة ، لذا أرادت استثمار ذلك في تكوين قاعدة جماهيرية للالتفاف حولها لإطلاقها لمجموعة من الشعارات البراقة والمكياج الزائف فاصبحت مثل الحسناء تختال في دلال لتجذب إليها جيوش الذكور وكل الطامعين من الأكل من مائدة الحركة الشعبية المليئة بالسلطة والثروة وأغلبهم من كوادر الحزب الشيوعى وواجهاته للفوز بالغنيمة في غفلة قادة الحركة الشعبية وفي وسط هؤلاء جاءت مجموعات من الجهويين والعنصريين يحاولون تسلق سلم الحركة الشعبية للوصول لأهدافهم . وعند اول احتكاك حقيقي حدث ما هو متوقع من تصادمات وانشقاقات وصراعات جهوية فتت جسم الحركة الشعبية ، والصورة القادمة صورة حية من جسم قطاع الشمال بولاية القضارف فقط تابعوا القصة والحكم متروك لكم. تبدأ القصة بحدوث خلافات شديد على خلفيه اختيار عضويه الحركة الشعبية للتمثيل في المؤتمر العام للحركة بجوبا0والتى بموجبها خرجت مجموعه من أبناء قبيلة المساليت. جدير بالذكر بأن هذه الكتلة من أبناء المساليت كونت داخل الحركة الشعبية لجنة بأسم لجنة تصحيح مسار الحركة الشعبية أبان تواجد عضوية الحركة التي تم اختيارها للتمثيل في مؤتمر جوبا ، واصدرت اللجنة عدد من البيانات والتصريحات الصحفية ضد قطاع الشمال ممثلة في شخصية رئيس قطاع الشمال (ياسر عرمان) وإتهام اليسار الشيوعي داخل قطاع الشمال
بتمرير أجندته عبر عناصر موالية بالولاية ، وأدت الخلافات الى إغلاق مكاتب الحركة بالولاية وظهور تيارين متصارعين وهم:- أ-تيار الوزير مصطفي السيد الخليل ويصفونهم بالمنفذين لأجندة التيار اليسارى داخل الحركة الشعبية يستمدون قوتهم من مجموعة اليسار داخل قطاع الشمال. ب-التيار الثاني وهم أبناء المساليت ويستمدون قوتهم من قاعدة جماهيرية بالإضافة إلى الولاء القبلي وتأييد المجموعات الأخرى داخل الحركة من القبائل الدارفورية وجبال النوبة ويستمدون قوتهم من مكتب رياك مشار وعبدالعزيز أدم الحلو لمصارعة (مجموعة عرمان) وجدير بالذكر بأن عبدالعزيز أدم الحلو يشرف على الحركات الدارفورية وكتلة أبناء غرب السودان داخل الحركة الشعبية وهذا التيار له أجندة مع حركات دارفور المعارضة تنفذ عبره وعلى ذلك المشهد المتلظى والمنقسم كان من الطبيعي ان تواصل الأحداث استمرارها في التصعيد . فجاءت تصريحات منسوبي الحركة بالولاية استباقاً لمجئ وفد رئاسة قطاع الشمال برئاسة اللواء ياسر جعفر ووليد حامد لمحاسبة وفصل عضوية الحركة المعارضة لقطاع الشمال ومطالبتها بفصل القطاع الشرقي عن قطاع الشمال ويكون السودان له شكل قطاعات منفصلة (قطاع شرقى ، غربي ، شمالي ، وسطى) يتبع كل قطاع لرئاسة الحركة بعيداً عن سيطرة ياسر عرمان ومجموعته . وعلى ذات السياق صرحا كل من موسى عثمان موسى رئيس لجنة تصحيح المسار بالحركة بالقضارف ، ومبارك سليمان السكرتير الحالي للجنة بأن قطاع الشمال أصبح حجر عثرة يقف في طريق جماهير الحركة بالولاية وأنهما لا يعترفون به. وفي استمرار الصراع حضر وفد من أبناء المساليت برئاسة قطاع الشمال مكون من عدد(5) أشخاص برئاسة عبدالنبى احمد محمد عضو مجلس التحرير الوطني بالحركة ووصل الوفد لمدينة القضارف والتقوا ببعض العناصر المعارضة داخل الحركة المتصارعة إلى منطقة راشد بالقلابات الشرقية بغرض الالتقاء بقواعد الحركة بالمنطقة ، وتحرك الوفد بعربة تتبع لقطاع الشمال لشوؤن الولايات ، وفى قرية راشد تحت تعبئة أبناء المساليت ضد الوفد الزائر واتهامهم بالعمل على شق صفوفهم والعمل على إقصاء السكرتير (احمد العطا) الذي تحرك من جوبا لحضور اللجنة المكلفة من رئاسة قطاع الشمال ، وقامت قواعد الحركة بقرية (راشد) باحتجاز العربة وتقيد الوفد . وعلى ضوء ذلك أشتد الصراع مما أدى الى حضور وفد أخر من رئاسة القطاع الشمالي برئاسة (اللواء ياسر جعفر ، وليد حامد واثنين عربة وجنود بالزى الرسمي ، ودخل الوفد في مشاورات مع سكرتير الولاية وعمد وسلاطين القبيلة بغرض فك العربة وقدوم الوفد الى رئاسة شرطة الولاية وذهاب قوة من إدارة الجنايات من رئاسة الشرطة برفقة تيم من المباحث والنجدة والعمليات الى المنطقة . وذكر أهالي (راشد) ان مشكلتهم تنظيمية واحتجازهم للعربة بأنها تتبع لهم أى الحركة) ولهم مشاكل معهم وتم إدخال بعض الوسطاء من القبائل الأخرى بغرض فك العربة . إلا أنها لم تنجح وإزاء هذا الوضع المتوتر دخل الوفد مع سكرتير الولاية (أحمد عطاء) في مشاورات بغرض موضوع العربة إلا ان الأخير (السكرتير) طلب من الوفد برئاسة اللواء ياسر جعفر بأنه إذا كان قرار فصله من الحركة هو الأمر النهائي فلابد من ترك العربة له مقابل إنهاء الخلاف وترك الحركة نهائياً إلا إن الوفد استنكر هذا الأسلوب ومعارضة الأمر ووصفوه بأنه أمر انتهازي لا مقبول بتاتاً ، وجرت الاتصالات والمشاورات في إيجاد مخرج من الأزمة (العربة) المحجوزة لدى المساليت بمنطقة راشد وتم الخروج بفصل العضوية المتحركة في الخلافات والتي تحدث البلبلة وتم إصدار بإيقافهم من ممارسة أي نشاط سياسي أو تنظيمي باسم الحركة الشعبية في ولاية القضارف. أوجدت خلافات قطاع الشمال بالولاية تشوهات عميقة في جسم الحركة الشعبية اكتشفت عن هشاشة تنظيمية وفكرية لعملية بناء قطاع الشمال والتي يبدو إن الحركة أسرعت في بناءه بمواد من الدعاية السياسية الكاذبة والتي كشفت الجماهير زيفها لذلك أثروا الابتعاد عنها بإرادتهم . قطاع الشمال بالحركة الشعبية 0 صورة من الداخل (3-3) ولاية سنار:الطريق الى المستشفيات واقسام الشرطة يمر بمكتب الحركة الشعبية من وسط السودان نقف على صورة الحركة الشعبية بولاية سنار لنجرى اختباراً حياً لنموذج للحركة من وسط السودان . وفي قصة مثيرة تشاهدون ما يدور داخل جسم الحركة بالولاية والتي وصلت مراحل لا يصدقها عاقل . بدأ السيناريو عندما قامت مجموعة من قيادات الحركة الشعبية بالولاية مناوئة للأستاذ عمر الطيب أبوروف والمتمثلة في كل من جمال حكومة ، سيد عبادى ، قمر محمد الحسن وانى ، دعت الى قيام مؤتمرات المكاتب الانتقالية بالوحدات الادارية على مستوى الولاية بهدف عمل توقيعات لعضوية المكتب الستينى بكل وحدة إدارية لإقصاء الأستاذ عمر الطيب أبوروف من سكرتارية الحركة بالولاية نسبة للمشاكل التي حدثت مؤخراً بينه وبين بعض القيادات بالحركة الشعبية. وفي السادس من شهر أغسطس الماضي نشجب شجار داخل مكاتب الحركة الشعبية بالولاية بين الأستاذ عمر الطيب أبو روف سكرتير الحركة الشعبية بالولاية وعضو المكتب (أحمد بابكر محمد شقلة) الشجار نتاج خلافات في بعض وجهات النظر السياسية بين الرئيس وبعض عضوية مكتبه التنفيذي الرافضة له بأن عضو غير أصيل وينفرد بقدراته وحدث شجار على النحو الأتي :- قام كل من الأستاذ عمر الطيب أبوروف بطعن العضو أحمد أبكر محمد شقلة سكين في زراع يده اليمين بينما أصيب عمر الطيب أبوروف بطعنة مجهولة في فخذ رجله اليمين وتم تحويل الحالات إلى مستشفي سنجة لتلقي العلاج وتم تحويل المتهم بعد الكشف عليه إلى حراسة شرطة قسم سنجة والمجني عليه أجريت له عملية جراحة بالمستشفى . تلك صورة حية في قطاع الشمال بالحركة الشعبية إذا حاولت التعليق عليها سأفسدها لذا سأتركها للجميع . ليدرك ما يدور في قطاع الشمال. وعلى صعيد أخر يُحمل أبناء دارفور بالحركة الشعبية ياسر عرمان مسؤولية الخلافات وإحداث العنف لأنه كان سبباً في تعيين رئيس الحركة بالولاية عمر الطيب أبوروف وان هنالك استهدافاً للقبائل الغربية بولاية سنار مطالبين الأمين العام للحركة باقان أموم بإقالة رئيس الحركة بالولاية حفاظاً على تماسك الحزب بالولاية . وعلى ضوء هذه التطورات قاموا بتكوين رابطة لأبناء دارفور داخل الحركة الشعبية على الرغم من معارضة الفكرة من قبل السلطان أدم ناصر وعثمان أدم يحيى بحجة ان الحركة الشعبية لا تسمح بوجود جسم داخل جسم واعتبار هذا نوع من العنصرية. بالتأكيد قطاع الحركة الشعبية بولاية سنار لم يكن أفضل من رصفائه . لأن قطاع الشمال يصبح بتلك الصراعات المتشابهة والتي أصبحت تدور في العلن بوُصولها لأقسام الشرطة والمستشفيات لتسقط كل أوراق التوت التي يتمشدق بها ياسر عرمان) بأن قطاع الشمال هو الأمل المرتجى لتخليص الشماليين من عقدة السودان القديم ولكن كيف لا أحد يعلم؟؟ كيف ينظر قادة الحركة الشعبية لقطاع الشمال في ظل التدهور التنظيمي وطفوح صراعاته على الملأ؟ باقان يرصد ويراقب:- أفادني مصدر مطلع من داخل الحركة الشعبية فضل عدم ذكر أسمه بأن الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم وبعد انتهاء مؤتمر الحركة الشعبية بجوبا قام بتكليف عدد من المنتسبين إليه من الشيوعيين برصد ومتابعة نشاط قطاع الشمالي من مستوى البومات وحتى القطاع وتشمل المتابعة والرصد المشاكل والمعوقات وأسباب الركوض للعمل السياسي وحصر وتضيق الكوادر النشطة والخاملة واستقطاب المبعدين عن العمل والمنسلخين . ويهدف باقان لإعادة هيكلة قطاع الشمال على كافة المستويات وهذه هي التي يرفضها ياسر عرمان ويريد ان تستمر الكوادر الحالية التي تتبع له وباقان على الخط الأخر يريد إدخال وجوه جديدة مقربة منه لأحكام سيطرته على قطاع الشمال. إذن قطاع الشمال على موعد مع صراعات خفية وقوية بين مراكز القوى في الحركة الشعبية . فرغم ان (باقان وعرمان) في مجموعة واحدة (أولاد قرنق) إلا أن الكل يعمل في الظلام لمصالحة وتمتين سلطته أما في العلن والمواقف العامة فهم أصحاب خندق واحد. جميس وانى على الخط :- في زيارة خاصة لتفقد قطاع الشمال حضر نائب رئيس الحركة الشعبية (جميس وانى ايقا) في مطلع شهر سبتمبر والتقى بعدد من طلاب جامعة جوبا وأدار نقاش طويل في مشاكلهم والمتمثلة في عدم دعمهم من حكومة الجنوب وقطاع الشمال وعكسوا معاناتهم ووعد (إيقا) بحلها ، وفي ذات السياق أوضح أنه سوف يحضر في شهر أكتوبر ليشرف بنفسه على الهيكلة الجديدة. ويرى مراقبون أن (جميس وانى) مستاء من عرمان حيث وصفه بأنه يدعم خط بعيد عن أهداف الحركة الشعبية عندما وصف عبدالعزيز الحلو بأن شخص ضعيف ، ويبدو ان (ايقا) حضر للوقوف بنفسه على ما يتردد من حديث حول ما قد يصاحب إعادة البناء من تقريب وإبعاد أما حديثه بأنه سوف يشرف على إعادة الهيكلة يؤكد ان هنالك تدخل من المكتب السياسي لتدارك الموقف. رياك مشار في الفورمة :- ولم يكن نائب رئيس الحركة الشعبية (رياك مشار) بعيداً عن قطاع الشمال فقد تلقى طلب من شخص ما داخل الحركة الشعبية بإغلاق مكاتب الحركة الشعبية في أكثر من (7) ولايات شمالية مما أرغمه للحضور للخرطوم في منتصف شهر سبتمبر للوقوف بنفسه على الأسباب والبحث عن المعالجات حيث التقى بسكرتير الولايات بقطاع الشمال وتم تنويره بالأسباب والتي لخصها في الأتي:- أ-سياسات مسئول قطاع الشمال. ب-الاحتجاجات على البناء القاعدي. ج-ظهور عدة تيارات. ولخص الحل في ضرورة إعادة الهيكلة وفق رؤية يتفق عليها الجميع وبعده وجه مشار مسئول قطاع الشمال بإعداد مقترح إعادة هيكلة قطاع الشمال ورفعه للأمانة العامة للحركة الشعبية بغية النظر فيه. ويفسر هذا إن السيد (عرمان) أصبح مواجه بتدخل مباشر في إدارته لقطاع الشمال فالأمس القريب أعلن (جميس وانى ايقا) باعتباره نائب رئيس الحركة إشرافه المباشر على إعادة الهيكلة بالقطاع واليوم يواجه (مشار) نائب رئيس الحركة برفع مقترحات إعادة الهيكلة للأمانة العامة للحركة باعتبارها الجهة الوحيدة التي لها الحق في قبول أو رفض أو تعديل قرارات مسئول قطاع الشمال ولن ننسى باقان اموم الذي يرصد ويراقب إلى ان يحين دوره .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.