{ تكاد كل وسائل الإعلام ومجالس المدينة تتحدّث فقط عن الاستفتاء.. المرحلة الأخطر في تاريخ السودان.. والوطن يُهدد هذه المرة في (جسده) بالبتر.. فكل التحديات السابقة كانت أمراضاً في جسد (واحد).. يُرجى لها الشفاء ولو بعد حين.. أما هذه المرة فهو (البتر).. الذي يعني ذهاب الجزء من الكل.. فراقاً دائماً.. وينقسم الرأي في اتجاهين.. من يراهنون على أن البتر علاج ناجع.. للطرفين.. ومن يرونه بداية الانهيار.. وذهاب الجزء يضعضع الكل.. ولو بعد حين: اِذا ما ماتَ بَعضُكَ فَابك بَعضاً فَإن البَعضَ من بَعض قَريبُ { الانفصال.. إن وقع كما تشي بذلك (حركات) الحركة الشعبية.. يجب التحسُّب لآثاره (البعيدة) على الشمال.. فدولة الجنوب الوليدة ستنشغل بنفسها.. ومشاكلها التي لا قبل لإمكانياتها بها - إلا بمساعدة صديق أو أصدقاء - لكن بعد حين من الدهر.. يطول أو يقصر.. عقب انتهاء مرحلة (الفوضى غير الخلاقة) وذهاب إنسان الجنوب الحالي (ضحية) معركة (المخاض والبناء).. كما سيبرِّر قادة الحركة الانفلاتات والتفلتات.. بعد هذا الحين سنكون أمام دولة (مديونة) بفواتير - واجبة السداد - لأقوام شداد عند التقاضي.. وهم بالتأكيد لا يريدون لنا الخير والتقدم.. ولهم نظرة إستراتيجية تخدمهم في المقام الأول.. وتضمن لهم - على المدى البعيد - تفوقاً إستراتيجياً في المنطقة.. ومناجم لثروات سيعاني العالم من ندرتها في القريب العاجل.. لتصبح سلاحاً أشد فتكاً من أقوى القنابل النووية والكيميائية.. وهؤلاء (الدائنون) يتقاضون فواتيرهم باهظة.. ومكلفة.. فهل أهل الحركة الشعبية مدركون؟ { قبل الانفصال يجب أن يخطط سياسيو المؤتمر الوطني للتاريخ البعيد.. فمن ينظر إلى ما تحت قدميه لم يبصر (الحفرة) في آخر الطريق.. وما أكثر الحفر التي تسقط فيها دول العالم الثالث نتيجة غياب التخطيط الاستراتيجي العلمي.. بل عدم الاكتراث له.. فالعالم الأول نظر إلينا في السابق كمستودع للقوى البشرية (ذات الأحمال).. فكان الاستعباد.. وسيق أجدادنا ليبنوا للغرب حضارته.. والآن ينظر الغرب إلى نفس الأراضي كمناجم تنتظر معوله (الهدَّام) لسبر أغوارها.. وقواعد عسكرية لقواته المنتشرة في العالم.. ظاهرةً وفي الخفاء.. وسياسة سادة أوروبا دائماً (فرق تسد).. والحصار.. وشد الأطراف.. والعملاء.. وما خفي أعظم.. فهل نعي ذلك.. الله يستر.. محطات { يشرفني ويسعدني أن أجد هذه المساحة في العملاقة (الأهرام اليوم)، والشكر من بعد الله ل (المعلِّم) الهندي عز الدين، رئيس التحرير، ولمن شجعني من أسرة التحرير، وأرجو أن يكون قلمي صوتاً للمواطن السوداني الطيِّب. { حلَّ العيد ومضى سريعاً.. ككل اللحظات الجميلة.. ودعوات الحجيج ظللت سماءنا بالتلبية والتهليل والتكبير.. تقبّل الله منهم ومنّا صالح الأعمال. { يبدو أن بعض وسائل الإعلام قدَّمت خدمة (مجانيَّة) لتماسيح السوق، وقد بثّت في وعي المستهلك أن (الخراف) بسعر (خرافي).. في حين أن الأسعار في الساعات الأخيرة كانت في المعدل الطبيعي، لكنَّ التجار (لهفوا) الأموال في الأيام الأولى بمساعدة الإعلام الذي هيأ المواطن ل (أسوأ الأسعار)..! { في ربوع الجزيرة.. تحديداً منطقة شرق البطانة.. قرية المحس وما جاورها.. تعوَّدت أن أقضي أيام العيد أو بعضها في رحاب طيبة أهلها الكرماء، لكن هذا العيد كان فيه شيء مختلف.. فبعد أذان المغرب مباشرة لمست في العيون (توتراً) و(توجساً).. كان سببه ترقُّب جيوش من البعوض أذهلتني بجرأتها.. وحجمها (المخيف) وطنينها (العنيف).. والغريب أنها وافد (جديد) على المنطقة، ويقول الأهالي إن السبب في كثافتها مشروع زراعي (كبير) و(قديم) في المنطقة.. شرع هذا الموسم في إنتاج (البعوض).. أقصد (الأرز).. ولم تتحسَّب إدارة المشروع للبيئة (الباعوضية) التي وفّرتها.. وأطلقت إنتاجها المزعج في سماء المنطقة.. نرجو من إدارة المشروع (الكبير) الاهتمام بإنسان المنطقة الذي جاورهم جواراً حسناً.. والقضاء على منتجهم المزعج - الباعوض بالطبع وليس الأرز - في أقرب وقت. { خسر المريخ من المريخ.. نتوقَّع تقديم شهادة (الخدمة غير الممتازة) لبعض النجوم (الكبار).. في الصحف فقط !! وإتاحة الفرصة للشباب. { هل يكون (الأضحى) هو العيد الأخير للسودان الموحَّد؟!