{ في الاحتفال الأنيق الذي نظمه «مركز اتجاهات المستقبل» برعاية «المجلس الأعلى للجودة الشاملة والامتياز»؛ بمناسبة «اليوم العالمي للجودة» الذي تمّ فيه تكريم العديد من المؤسسات الناشطة في اتجاه تحسين الأداء والحصول على رضا المستهلك من خلال تقديمها للسلع والخدمات؛ استوقفني العدد المقدر من تلك المؤسسات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمواطن، وجاءت على رأسها «مدارس القبس» بكل تجربتها الضخمة والمثالية والرائدة في مجال التعليم الذي نحلم جميعاً كأمهات بتوفيره لأبنائنا، وتصادف أن جاء جلوسي لحسن طالعي إلى طاولة الدكتور «عبد الله محمد البدوي» بكل تميزه، وهو نائب المدير العام لمدارس القبس التي تعرف بمؤسسة الخرطوم للتعليم الخاص، رغم أنها الابن المدلل لوزارة التربية والتعليم، وتسنى لي بذلك الوقوف عن كثب على تجربة هذه المؤسسة التعليمية الحاصلة على شهادة «الآيزو» للجودة منذ العام 2008م أي بعد مضي حوالي عشر سنوات على تأسيسها في العام 1998م. { ومنذ البداية، رفعت المؤسسة شعار «نحن نصنع الغد» ودعت إلى ضرورة أن يكون التعليم وفقاً للمبدأ القائل «علموا أبناءكم لزمان غير زمانكم» وكان غاية أهدافها صناعة جيل مميز من القادة في شتى المجالات، وأحسب أنهم قد تمكنوا من ذلك وهم يعملون على توفير تعليم عالي الجودة يحقق القيادة والريادة لتتحول هذه المؤسسة من مجرد مدرسة واحدة إلى العديد من الفروع داخل وخارج العاصمة ولشتى المراحل الدراسية من الحضانة وحتى الجامعة التي سيتم إنشاؤها في القريب العاجل باسم «جامعة القبس». { وإذا تساءلنا عن السبب المباشر وراء هذا التميز والنجاح الكبير؛ لعلمنا أن ذلك لم يأت اعتباطاً، ولكن المؤسسة حرصت منذ البداية على الارتقاء بالجانب المعرفي والسلوكي للمتعلمين وإتاحة الفرص التي تمكن من اكتشاف مواهبهم وقدراتهم وتقوية حلقة الاتصال بين شركاء العملية التعليمية بمن فيهم أولياء الأمور مع الحرص التام على توفير بيئة تربوية فاعلة، واضعة نصب أعينها تأهيل ورعاية الكادر البشري في المقام الأول، والعمل على راحته وسد جميع احتياجاته حتى يستطيع الواحد منهم إدارة عجلة العطاء والتعليم كما يجب وبمنتهى الأمانة والضمير. { هذا وتتمتع المؤسسة بهيكل إداري متطور ومبهر لا يمكنك أن تصدق أنه لمؤسسة تعليمية تربوية من فرط دقته وشموليته، مع الحرص على تقويم أداء العاملين السنوي وتطوير السياسات وتلافي القصور، كل هذا تحت رعاية الإدارة الرشيدة والمميزة التي تتمتع بها المؤسسة، وروح التعاون والتفاني السائدة بين القيادة والقاعدة والطلاب مما أسهم في حصول المدارس على مراكز متقدمة محلياً ودولياً في العديد من المجالات، حتى مجالي البحث والابتكار والمشاركة المتميزة في المحافل والمسابقات الدولية وإحراز مراكز متقدمة ومشرفة، كل هذا نسبة لأن المؤسسة درجت على إشراك العاملين في التخطيط واتخاذ القرار وإقامة حلقات الجودة، ولم تتوان عن رعاية كل البرامج والمقترحات الإيجابية دون حسابات مادية أو عراقيل، مع الوضع في الاعتبار منح جميع العاملين بالمؤسسة الإحساس بالشراكة وحرية النقاش وسياسة الباب المفتوح، مع الحرص على نظام تواصل ثابت في ما بينهم بمختلف المستويات يتضمن الزيارات الأسرية والمشاركات الاجتماعية والرحلات، وكل هذا بهدف ترقية بيئة العمل وتوفير الاستقرار المادي والمعنوي إيماناً من المؤسسة بأن هدف الجودة والتطوير لا يتم إلا عن طريق الكادر البشري السليم. { هذا، ولم تغفل المؤسسة الدور المنوط بها في خدمة المجتمع؛ لهذا فهي تحرص على دعم الشرائح المستضعفة من خلال زيارات دور المسنين وتسيير قوافل عند الضرورة لدعم الأطفال الأيتام والفقراء ومنكوبي الطوارئ ودعم المدارس النائية والمحتاجة. { وللعلم فإن الحديث عن «مؤسسة القبس» طويل ومتشعب وحمل لي العديد من المفاجآت التي نالت إعجابي وأثلجت صدري ودفعتني للتمني بأن تكون جميع مؤسسات التعليم في بلادي على هذا المقياس لنتمكن من صُنع المزيد من القادة الذين نعول عليهم كثيراً لتغيير واقعنا الضبابي والخروج بهذا الوطن من عنق الزجاجة ليواجه قرص الشمس. { تلويح: التحية لكل الرواد الذين يحرصون على خلق نماذج مشرفة تطبق مبادئ الجودة في كل المؤسسات الخدمية الفاعلة.