السودانيون عُرفوا بارتداء (الطواقي) على رؤوسهم في معظم أنحاء السودان. وتوضح الطاقية السودانية البيضاء مع العمة هوية الرجل السوداني، حيث تجدها تأخذ حيزاً كبيراً في المناسبات والأعياد. وفي عيد الأضحى لها وقع خاص في نفوس الكبار والصغار. والآن أصبح الشباب السوداني أكثر من يرتديها وبألوان وأشكال وشعارات متباينة وجميلة، فالمستوردة من الخارج غزت الأسواق وأصبحت مرغوبة أكثر من الصناعة اليدوية المحلية الأصيلة التي اشتهرت النساء السودانيات بخياطتها وصناعتها وبيعها أيضاً. ولكن الملاحظ وفي الآونة الأخيرة ظهور بعض الرجال يسوِّقونها ولكن الشراء الأكثر من النساء. في عيد الأضحى المبارك وقفت «الأهرام اليوم» سريعاً مع بعض بائعات الطواقي بالسوق العربي لتسألهن عن أهميتها، فأوضحت الخالة زينب صديق أنها في الأصل تهوى عمل الطواقي بيد أنها جعلتها كمهنة قبل تسعة أعوام لتربي أولادها من رزقها في الأسواق. ومع شراء الطواقي المستوردة التي قالت إنها أدت إلى تراجع (المُخيّطة) وأكدت الخالة زينب أن موسم عيد الأضحى كان الإقبال فيه كبيراً على الطواقي البيضاء التي يشتريها حجاج بيت الله الحرام العائدون من أداء فريضة الحج لاهدائها لضيوفهم لمباركة الحج، مبينة أنهم يفضّلون عادة شراء الطواقي اليدوية والبيضاء. وأوضحت أن الشباب يفضّلون الطواقي الملونة. وقالت إن الركود الذي عمّ الأسواق أثّر كثيراً في الإقبال على شراء طواقي العيد وهي تتحسّر على قلة الإقبال قائلة (أصبح مازي زمان لأن اللبس أيضاً مازي زمان). وأردفت أن الطواقي المصنوعة من خيوط الصوف العادية الإقبال عليها أكبر لأن الشباب اتخذها موضة أيام العيد بألوانها وأشكالها المختلفة. وقالت إن أسعار الطواقي لديها تبدأ من جنيهين إلى خمسة جنيهات كحدٍ أقصى. ومن جانبها أكدت أم الخير أن بيع الطواقي للعيد عموماً يعتبر تجارة رائجة خصوصاً عيد الأضحى والذي يعتبر أحد مواسم المناسبات الكثيرة في حياة السودانيين، كختان الأولاد، والزواج، حيث يرتديها العريس في يوم الحنة والجرتق حسب العادات والتقاليد، إضافة لذلك يحرص الكبار والشباب والأطفال على ارتدائها في يوم الأضحية بألالوانها الزاهية مع أطقم الجلاليب مثل الرمادي والزيتي والكبدي والبني، بجانب الأبيض وهو مرغوب. وأشارت إلى أن الأطفالي من الطواقي مرغوب جداً. أم الخير تأسّفت مراراً على ندرة الطواقي المحلية التي كانت مشهورة في السودان مثل طواقي الفاشر والضعين، وقالت إن المستورد الذي غزا الأسواق وأصبح يأتي من مصر والسعودية وتشاد وتايلاند والصين وسوريا، أصبح مرغوباً ويُباع الآن بأشكال وألوان تُناسب أذواق الشباب السوداني. من جانبها قالت الحاجة كلثوم إن شباب دارفور مولع بالطواقي لدرجة أن الرجل لا يخرج ورأسه (حفيان) أي بدون طاقية. والشباب الذين يُطلق عليهم (الصبيان) يلبسون الطاقية حسب مواقف محددة. فعندما تمُر من أمامهم فتيات جميلات يضعونها في مقدمة الرأس وتُسمى (صبي شاف بنات)، وعندما يجلسون في السوق يضعونها في مؤخرة الرأس وتُسمى (سلطان السوق). وعندما تأتي الحبيبة عابرة من أمامه حبيبها فيضعها بجانب رأسه وتُسمى (النار ولّعت).