أكد الوسيط القطري لمفاوضات دارفور وزير الدولة بالخارجية القطرية أحمد بن عبد الله آل محمود والوسيط المشترك للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة جبريل باسولي، أكدا على ضرورة الوصول الى سلام حقيقي عادل وشامل في إقليم دارفور. وقال آل محمود خلال اللقاء المشترك أمس (الأحد) مع حكومة شمال دارفور إن إستراتيجية الوساطة تتركز على مبدأ الوصول لسلام شامل مدعوم بسند شعبي، مشيراً الى أن هناك رغبه من الحركات المسلحة في السلام وأن حركة خليل أرسلت وفداً قبل أسبوعين قدم للوساطة (10) ملاحظات من أهمها مطالبة الحركة بتوقيع واحد، ولكنه قال إن الوساطة لا تستطيع أن تفرض هذا الأمر على بقية الحركات، وأضاف أن حركة خليل طالبت بحرية التحرك من الميدان الى المفاوضات والعكس، وأردف: (ونحن قلنا لهم التحقوا بالمفاوضات ولكم الحرية في الحركة). وقال آل محمود إنه التقي بعبد الواحد محمد نور في باريس وأن التشاور واللقاءات والاتصالات بينهما مازالت مستمرة، وأضاف أن عبد الواحد سيعقد قريباً مؤتمراً في باريس. وأعرب الوسيط عن أمله في أن يشارك عبد الواحد في الدوحة من أجل السلام. وأشار الوسيط القطري الى أن هناك وثيقة شاملة فيها آراء وتوصيات المجتمع الدولي والنازحين والحكومة والحركات المسلحة واللاجئين، وأوضح أن من ضمن أولويات الوثيقة التنمية في دارفور وتم الاتفاق بالتزام الحكومة القطرية باثنين مليار دولار للتنمية والتعويضات والعودة الطوعية في دارفور، وقال إن الوثيقة تشمل معالجة التهميش الاقتصادي والاعتراف بالنظام العرفي في ما يخص ملكية الأرض وتطبيق مبدأ التوازن في الخدمة المدنية والقوات المسلحة، وأضاف أن أمير قطر أعلن إنشاء بنك لتنمية دارفور والتزم به. من جانبه اعتذر الوسيط المشترك للأمم المتحده والاتحاد الأفريقي، جبريل باسولي، للحضور عن عدم إمكانية مشاركة الجميع في المفاوضات المقبلة، وأضاف: (أرجوكم أن تسامحونا على الأخطاء، وأقر بأن ليس هناك تمثيل بنسبة 100% وأعرب عن أمله في تمثيل كاف لدارفور)، وأكد التزامه بالعمل على إزالة التهميش وأشاد بمجهودات دولة قطر، داعياً لاستغلالها في إنهاء التهميش وخلق مقومات للتنمية الاقتصادية في الإقليم. وفي السياق حذ ر نائب والي شمال دارفور، الفاتح عبد العزيز عبد النبي، من الاتجاه نحو الإقليم الواحد بدارفور، مشيراً الى أن بعض الحركات تنادي به توطئة لفصل دارفور، وأضاف أن الإقليم بالاستفتاء أو غيره مرفوض تماماً. وانخرط الوسطين في اجتماعات مع البعثة المشتركة العاملة بدارفور (اليوناميد) وبحثا سير العملية السلمية لقضية دارفور. كما التقى الوسطين بالنازحين بقاعة مجلس ولاية شمال دارفور التشريعي واستمعا لرؤاهم لحل القضية.