{ ولأن السياسة في دول العالم الثالث أصبحت في أغلبها لعبة ليس لها قواعد ولم يعد لها من ضابط «والبتغلبوا العبوا» كما يقول السودانيون في أمثالهم، ابتعد الكثيرون جداً عن تعاطيها أو الدخول في جدلياتها المعقدة لأن الحديث فيها لم يعد نقاشاً أو احتراماً للرأي الآخر بقدر ما أنه صراع نفوذ وسلطة ومصالح، والسياسة نفسها عند البعض أصبحت «بزنس» يدخله من يدخله من أجل مصالحه الخاصة أو على أحسن الفروض مصالح حزبه، أما القضية العامة والوطنية في إطارها الكبير هي آخر ما يوضع له حساب، لذا فإن الكثيرين هجروا الحديث في السياسة وأصبحوا مشاهدين للأحداث حتى دون إبداء رأي طالما أن هذا الرأي ما في زول شغال بيه ولربما أن هؤلاء قد هجروا السياسة وارتموا في أحضان التشجيع الكروي فكان كمن استجار من الرمضاء بالنار. والرياضة ما عادت نشاطاً نمارسه تأكيداً للقاعدة التي تقول «العقل السليم في الجسم السليم» بدلالة أن العقول أصبحت مريضة بداء التعصب والانتماء الأعمى لكيانات وفرق رياضية بعينها حتى أن هذا التعصب أدخلنا في «مكب للنفايات» تزكم الأنوف فيه رائحة الشتائم والسباب الذي يوجَّه من طرف نحو الآخر والدليل على ذلك ما وصلنا داخل بيوتنا ونحن نشاهد مباراتي وأتأسف أن أقول قمة «الانحطاط» وليس قمة الرياضة بين الهلال والمريخ في كأسي الممتاز وكأس السودان ونحن نسمع ألفاظاً وشتائم آخر مكان لها كان يمكن أن يكون حيث نمارس مفهوم العقل السليم في الجسم السليم وكأننا قد ابتلينا في انتمائنا لتصبح نقمة وعاهة تصيب عقولنا السوية فنتحول إلى قوة شر نسيء للآخرين في أُسرهم وشخوصهم. { طيب إذا كانت السياسة بلاعبيها طاردة لنا وإذا كانت الرياضة نفسها أصبحت لعبة قذرة وطاردة لنا نطير وين؟ أقول ليكم تطيروا وين وأنا أنصحكم أن تحطوا بأجنحتكم على أشجار الفن السوداني فلربما تجدون فيها المقيل والمتكأ. لكن مهلاً إذ يبدو أنني قد أفرطت في التفاؤل والمشهد الغنائي السوداني لا يخلو من قضايا ونزاعات وصلت حد المحاكم والغرامات «وده منع فلان وده قلع من فلان» وكأن المستمع السوداني ليس طرفاً في هذه العلاقة فأصبح كالابن الذي يقرر والدته ووالده الطلاق دون أن يأخذا برأيه رغم أنه المتضرر من هذا الانفصال. ألم أقل لكم أنني أفرطت في التفاؤل حيال المشهد الفني والمسرح فيه ما فيه والدراما التلفزيونية فيها ما فيها لتبدو لنا الصورة قاتمة ليس فيها سوى اللون الأسود وبعض من شخبطة بالرمادي. فهل بهذه الصراعات والمشاكل سنفقد حتى قيمة الانتماء لقضية أو اتجاه أم ندخل كمن دخلوا ونلتزم بقواعد اللعب ونفقد بذلك بعضاً من آدميتنا وإنسانيتنا طالما أن الشعار المرفوع «البتغلبوا العبوا». وللاّ بس نطير وين؟!! كلمة عزيزة { مليون تحية لولاية البحر الأحمر وهي تفعّل جانباً مهماً من أساسيات الدخل القومي وهو جانب السياحة، هذه الثروة التي حبانا الله بها شمالاً وشرقاً وجنوباً وغرباً لكنها ظلت كماً مهملاً للحكومات المتعاقبة وكأنها لهو لا يستحق عناء الاهتمام به. لكنني لاحظت أن الدعاية والإعلان للموسم السياحي والتسويقي بولاية البحر الأحمر خجول للغاية ولا يتناسب إطلاقاً مع أهمية هذا المهرجان الذي يمكن أن يكون بوابة مهمة للعالم نحو السياحة السودانية ويا حبذا لو كان هذا الموسم قد اشتمل على مهرجان ثقافي تدعى له الوفود من كافة الدول العربية وبعض الدول الأوروبية التي لديها حشود من السياح تتجه جنوباً بحثاً عن الدفء والشمس والآثار. في كل الأحوال، هي بداية موفقة لأن تنتبه الدولة والولاة لأهمية تفعيل السياحة في ولاياتهم حتى نضرب أكثر من عصفور بحجر واحد. على فكرة، علمت أن وزارة البيئة والسياحة تفرض (5%) ضريبة على الفنادق مقابل كل غرفة ونزيل، لكن السؤال ماذا تقدم وزارة السياحة لهذه الفنادق أقله بجذب السياح إليها بعمل إعلاني وإعلامي جاذب؟ كلمة أعز { نفسي أعرف المسؤول عن إضاءة شارع النيل قبالة برج الفاتح متجه شرقاً. يا جماعة دي إضاءة أخير عدمها لشارع حيوي ومهم..!!