توقّع رئيس الجمهورية، المشير عمر حسن أحمد البشير، أن يفضي استفتاء تقرير مصير الجنوب المزمع إجراؤه في 9 يناير المقبل؛ إلى انفصال، وقال: «ضحينا بالوحدة من أجل السلام»، وجدد تأكيداته بعدم السماح بإجراء استفتاء في منطقة أبيي يستثني قبيلة المسيرية، وقال إن الوساطة الأمريكية بكل انحيازها للحركة الشعبية والوساطة الأفريقية اقتنعوا بأنه لا يمكن تجاوز المسيرية في أرضهم وبلدهم. وطمأن البشير لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لدورة الانعقاد الثانية لمجلس الشورى القومي لحزب المؤتمر الوطني أمس «الخميس»؛ طمأن بعدم انهيار اقتصاد الشمال حال وقوع الانفصال، وقال: إذا حصل انفصال لا قدر الله وهو متوقع ويجب أن نكون واقعيين؛ فيجب ألاّ يعتقد البعض أن البلد ستنهار وأن اقتصادها سيقع، مؤكداً أن إجمالي إنتاج الشمال من البترول في العامين القادمين سيفوق إجمالي الإنتاج الحالي، وأوضح أن الأرزاق بيد الله وليست في الاتفاقيات ولا الموارد. وشدد الرئيس على ضرورة المحافظة على السلام الذي أشار إلى أنه أحد أهم بنود إستراتيجيتهم قبل الوحدة الوطنية، وأوضح أن العودة للحرب تعني خسارة الوحدة والسلام وأنهم لن يكونوا البادئين بالحرب ولن يعملوا على زعزعة أمن الجنوب، وقال: «البولِّع النار في بيت جاره ما بسلم والبولِّع النار بِدّفّابا»، وأضاف: قلنا إننا ضحينا بوحدة السودان من أجل السلام لذلك لن نكون البادئين بزعزعة أمن الجنوب كما يشيع البعض. وحضّ البشير المؤتمرين على التماسك والبُعد عن الخلافات لتجاوز المرحلة المقبلة، وجدد تأكيداته بأن الدوحة آخر منبر لحل أزمة دارفور وأن جهودهم مع الوساطة ستستمر للوصول إلى اتفاق قبل نهاية الشهر الجاري، محذراً في الوقت ذاته من خطورة محاولة فرض حل أحادي في قضية أبيي، وقال: النتيجة فيها ستكون كارثية على الطرفين، وأوضح أن الحديث بأن تحكيم لاهاي أعطى المنطقة لدينكا نقوك؛ غير صحيح. من جانبه، طالب رئيس مجلس الشورى القومي، أبو علي مجذوب أبو علي، بانتهاج مبدأ التعامل بالمثل مع الدول الغربية، مشيراً إلى أن مجلسه يقف خلف رئيس الجمهورية بالرأي والشورى لبلوغ المقاصد من أجل السودان، وقال: الجالسون الآن هم أصحاب الحل والعقد في المؤتمر الوطني ومن خلفهم الشعب السوداني كلهم على قلب رجل واحد. تفاصيل ص (تقارير)