عزلت قيادات حركة تحرير السودان - مجموعة الإصلاح، في قرار أصدرته أمس (الثلاثاء)، مني أركو مناوي عن رئاسة الحركة، ونائبه د. الريح محمود جمعة، وأكدت أن الخطوة تمت لتهرُّب مناوي من مسؤولياته التنظيمية، وحنثه بالقسم الرئاسي، وسعيه للعودة إلى الحرب بنقله عدداً من قوات الحركة إلى الجنوب دون إذن المؤسسة. ووجهت في الوقت ذاته القطاع العسكري بتشكيل هيكل عسكري عاجل لتنفيذ الترتيبات الأمنية، والتحوُّل إلى حزب سياسي. وأوضحت أنها ستتصل بالحكومة لإنفاذ ما تبقى من (أبوجا). ورحب القيادي بالمجموعة، علي دوسة، الذي تلا القرار في مؤتمر صحفي بفندق القراند فيلا؛ بتعيين الشرتاي جعفر عبد الحكم، والي غرب دارفور؛ رئيساً للسلطة الانتقالية. وأوضح أن القرار يتَّسق مع الاتفاقية، كاشفاً عن حدوث سرقات لسيارات وممتلكات السلطة بولايات دارفور، وقال دوسة إنهم سيشكلون الهيكل التنظيمي الذي تأخر بسبب انتظارهم لمعرفة العسكريين الذين سيظلون معهم ومن سيذهبون مع مني، مضيفاً أنهم كإصلاحيين تلقوا اتصالات من قيادات رفيعة كانت منحازة لمناوي مؤخراً، وقررت - بحسب دوسة – اللحاق بهم، وأكد أنه سيتم الإعلان عنها اليوم الأربعاء، موضحاً أنهم سيواصلون الحوار مع المؤتمر الوطني لإنفاذ السلام. من جهته وجَّه يعقوب الملك، مسؤول ملف التفاوض بالحركة، رسالة إلى مناوي قال له فيها: «أم جركم مابتاكل خريفين، ونحن في دارفور كفانا تمزقاً للنسيج الاجتماعي»، مناشداً إياه العدول عن قرار العودة إلى الحرب، لجهة أن البندقية لن تجلب السلام. من جانبه اتهم محمد حامد دربين، الناطق باسم جيش الحركة، مناوي بعرقلة دمج قوات الحركة في القوات النظامية؛ لرغبته في أن يكون الجيش حامياً لوظائفه التي كان يتمتع بها في السلطة الانتقالية، وعلى مستوى رئاسة الجمهورية، مبيناً أن رئيس هيئة أركان الحركة غادر إلى الجنوب وبصحبته عشرون بالمائة من المعدات. وقال دربين: «نحن العسكريين نعرف مآسي الحروب، ومناوي يريد جرَّنا إلى الحرب»، كاشفاً عن أنهم سيقومون بتشكيل لجنة عسكرية عليا للمناقشة مع الحكومة إلى حين التنفيذ الكامل للترتيبات الأمنية.