وصف والي الخرطوم، د. عبد الرحمن الخضر، قرار حكومة الجنوب القاضي بإلغاء الدورة المدرسية بغير الأخلاقي واللا إنساني، وقال إن هناك مجموعة ذات نفوذ في حكومة الجنوب والحركة الشعبية هي التي أصدرت القرار المفاجئ، واتَّهم المجموعة بأنها تفسد كل الأعمال المنصبَّة في سبيل تحقيق السلام والوئام بين الشمال والجنوب، وأشار إلى أنها تخوفت من تأثير الاستقبال الشعبي الكبير للطلاب على رأي الناخبين لترجيح كفة الوحدة، وهي عكس ما تصبو إليه المجموعة الانفصالية التي أصبحت حجر عثرة أمام أي تواصل بين الجانبين ومثيرة للغط والتشاؤم. من جانبها استنكرت حكومة الجنوب نقل منافسات الدورة المدرسية ال (22) إلى ولاية الخرطوم، وأكدت أنه لم يتم إخطارها بالخطوة، ورأت أنه كان الأجدى جلوس جهات الاختصاص بالحكومة المركزية معها لجهة الوقوف على دواعي التأجيل ومن ثم الاتفاق على مكان قيام الدورة المدرسية. وأكد الوالي في مؤتمر صحفي عقب استقباله الفوج الأول من الطلاب العائدين من (واو) أمس (الخميس) بمطار الخرطوم؛ أكد على استعداد ولايته التام لاستضافة الدورة والالتزام بكل الترتيبات اللوجستية والأمنية والفنية الخاصة بها. ودعا الوالي الولايات التي لم تذهب إلى الجنوب إلى الانضمام للدورة في الخرطوم، ووجه الدعوة لجميع الولايات الجنوبية للمشاركة بهدف تأكيد قيم وأهداف الدورة المدرسية. وفي السياق، أكدت مصادر (الأهرام اليوم) أن الأمين العام للحركة وزير السلام، باقان أموم، ومجموعته عمدوا إلى إلغاء الدورة المدرسية خوفاً من تصاعد تيار الوحدة، وأشارت إلى أن الإلغاءحدث بمعزل عن وزير التربية والتعليم بالجنوب واللجنة العليا للدورة المدرسية وولاة ولايات بحر الغزال الثلاثة. واعتبرت المصادر أن حجة باقان بضربات الجيش واهية، بعد أن نفتها القوات المسلحة والمراقبون. وقالت المصادر إن مجموعة باقان عمدت إلى إحباط تيار الوحدة بعد التواصل والتمازج الذي حدث بين طلاب الشمال والجنوب قبل بدء الدورة المدرسية. وفسّرت المصادر ضعف الإقبال على التسجيل للاستفتاء بأنه تأكيد لرغبة الجنوبيين في الوحدة، وقالت إن الحركة مارست ترهيباً على الجنوبيين حرم الوحدويين من التسجيل رفضاً للانفصال، وأشارت إلى أن الذين صوّتوا في الانتخابات السابقة للنائب الأول سلفاكير ميارديت وصل قرابة (5) ملايين شخص، مقابل (3) ملايين صوّتوا للاستفتاء. وقال وزير الإعلام بحكومة الجنوب، برنابا بنجامين، ل (الأهرام اليوم) أمس (الخميس): «إن دواعي تأجيل حكومة الجنوب للدورة المدرسية حقيقية، وكان على حكومة الشمال الجلوس معنا لمعرفة الأسباب، والتشاور حول المكان الأنسب لإقامتها». وترك برنابا الباب موارباً أمام مشاركتهم في الدورة المدرسية التي تستضيفها ولاية الخرطوم، وعلق: «لم نخطر بقرار نقلها لكي نحدد موقفنا من المشاركة من عدمه» وأضاف: «أجّلناها حفاظاً على أرواح الأطفال وليس خوفاً من أن يلتقي الطلاب ببعضهم البعض». وكان وزير السلام بحكومة الجنوب، باقان أموم، قد أعلن الثلاثاء الماضي تأجيل فعاليات الدورة المدرسية إلى أجل غير مسمّى، متهماً القوات المسلحة بقصف مناطق بولايات بحر الغزال.