وبلغت الأميرة عامها الأول.. وها نحن نحتفي اليوم بمرور عام كامل على تأسيس الغراء الأبيَّة «الأهرام اليوم». وإني أكاد لا أصدق أن عاماً كاملاً قد مضى على انتمائي المشرِّف لهذه الإصدارة الرائدة التي وُلدت عملاقة. فلازلت أذكر البدايات الحميمة وكأنها البارحة، وقد كنت لحُسن طالعي من الرعيل الأول الذي لازم «الأهرام اليوم» مذُ كانت فكرة في رحم الغيب، ورهاني الأكبر كان على الأستاذ «الهندي عزالدين» الذي رجوته أن يصحبني في ركابه وأنا على يقين من أننا حتماً على موعد مع المجد والنجاح والخير، وقد كان. { الآن، تعالى صرحنا.. ببيارق سامقة وأقدام راسخة، وهدأت عاصفة الاختلافات بين مؤكد على نجاحنا ومتوقع لتراجعنا، وعلم الجميع أن الاختيار الغريب لاسم «الأهرام اليوم» كان له ما وراؤه. فها نحن نصنع في تاريخ الصحافة السودانية هرماً شامخاً بروح معاصرة وأداء متطور وأفكار خلاّقة ومبادئ ثابتة لا تتزحزح. { عام مضى، ونحن نأتلف دون أن نختلف كثيراً، وما اختلفنا إلا لأننا نبحث عن الأفضل والأكمل لهذا القارئ العزيز الحصيف. يؤدي كلٌ منّا دوره كما يحب ويرضى في جو مختلف عن كل الصحف، وفي بيئة تلائم النجاح وتساعد على الإنجاز. فقد كانت «الأهرام اليوم» منذ البداية صحيفة بمواصفات خاصة مبنًى ومعنًى. تتمتع بأفضل الخدمات والأجهزة والمعينات، وكل العاملين بها قد تمَّ اختيارهم بدقة بملامح متجانسة تشبه ما يجب أن تكون عليه هذه الصحيفة الوليدة من ابتكار وإبداع وروح مختلفة. { عام مضى، ملؤه الثقة والاحترام، وبه حيز متسع من حرية الرأي والشورى والمشاركة في اتخاذ القرار. كل الأبواب مشرعة أمام الجميع، فمكتب الأخ رئيس التحرير مفتوح في كل الأوقات، والأستاذ «نبيل غالي» مدير التحرير موجود في كل مكان وزمان، يتحرك في كل الاتجاهات ويلم بكل التفاصيل بأدبه الجم ونبله الكبير. أما السيد «رئيس مجلس الإدارة» فلم يمنحنا يوماً ذلك الإحساس بالسيادة أو الفوقية، وهو المعروف ببساطته وتواضعه وطيبته. وبقية العقد الفريد الذي يضيق المكان عن ذكرهم جميعاً. تلك الأسرة الكبيرة الوديعة المتراحمة التي تحيا معاً في دارهم العامرة التي تُسمَّى تجاوزاً مقر الصحيفة. { ومنذ البداية، كانت التوجيهات الصادرة من ال(ريِّس) الهندي واضحة، «جدية والتزام وابتكار وتنوع»، ولايزال يقف وأركان حربه يومياً على كل صغيرة وكبيرة في ما يتعلق بالصحيفة، وإنه مما أسعدنا أن وفقنا على أن نكون عند حسن ظنه وظن القارئ.. والحمد لله. { عام مضى، والمناسبات السعيدة تترى، ونحن نحتفل بنجاحاتنا وضرباتنا الصحفية القاضية ومحبة الناس وتفضيلهم لنا، ونرجو أن نكون دائماً عند حسن ظن جميع القراء الذين راهنّا عليهم فما خذلونا وأكدت أعدادهم المتزايدة ورسائلهم وهواتفهم ذلك. { وكُنّا قد تضامنّا مجتمعين في لحظات سعيدة منها إفطارنا الرمضاني الأول المميز الفاخر، ثم الزواج الأسطوري للأستاذ بلياليه المِلاح المتتابعة، واحتفينا بالحوافز المقدرة والنادرة، ومن قبلها الطرود الرمضانية ومنحة العيد السعيد، والبقية تأتي. { كل هذا، ونحن نستنُّ سنن التكافل والتواصل، ونتعاهد على ألاّ نحيد عن الخط الذي اتخذناه منذ البداية منهجاً للسيادة والريادة. واسمحوا لي في هذه المناسبة التاريخية أن أنحني احتراماً للأستاذ «رئيس التحرير» وأؤكد من جديد امتناني الكبير له على هذا الفرصة الذهبية التي منحني لها وعلى توجيهاته ورعايته وإخائه الصادق، وأن أعرب عن سعادتي الكبيرة بصداقتي الجميلة مع اللامعة الجريئة «أم وضاح» وعبقرية النص المختلف «مشاعر عبد الكريم» والمرأة الحديدية القوية «سهير عبد الرحيم» والوديعة اللطيفة «صفاء مصطفى» من السكرتارية والخلوقة المهذبة «إنعام عامر» وكل الأخوات المحررات بدون فرز. وحتى لا يكون ذلك تحيزاً جديداً للمرأة؛ فإنني أهنئ جميع رجال «الأهرام اليوم» بعيدها الأول خصوصاً الفنيين. { وأؤكد للجميع أن العام القادم سيشهد المزيد من الإبداع في صحيفة السودان الأولى دائماً بإذن الله. { تلويح: كل عام والخير في «الأهرام».. وكل عام ونحن نحتفل معاً بالنجاح والاستقرار والتميز، وكل عام وجميع القراء في كل مكان بألف خير، على أن يظل رضاهم غايتنا المرجوة.. وعيد سعيد.