أعلن رئيس الجمهورية المشير عمر البشير أن الحكومة ستسحب وفدها من مفاوضات الدوحة حال عدم التوقيع على اتفاق سلام بدارفور مع الحركات المسلحة اليوم (الخميس)، وقطع رئيس الجمهورية، خلال مخاطبته حشداً جماهيرياً بنيالا حاضرة جنوب دارفور أمس (الأربعاء)، بعودة كافة عمليات بناء السلام إلى الداخل، ليتحقق عبر أهل دارفور الموجودين على الأرض، وأضاف: «من اليوم أي شخص يحمل بندقية أو زعيم فصيل نحن لن نتحاور معه، وإذا أراد ذلك فليأت إلى الداخل ويعمل السلام مع أهله»، واستنكر قائلاً: «إن قادة الحركات في عواصم الدول في فنادق خمس نجوم وأهلهم يكتوون بنار الحرب في دارفور»، ودعا أهل دارفور إلى التعاهد لنبذ الاقتتال بينهم، وأكد وقوفه مع الولاية في مشروع إعمار الدار، وأضاف أن المرحلة المقبلة ستكون للتنمية والبناء والإعمار، خاصة الطرق والمدارس والمستشفيات، وجدد التزام الحكومة باحترام خيار الجنوبيين في الاستفتاء المقبل، وأقرَّ البشير بأن اتفاقية السلام أعطت الجنوبيين أكثر من حقهم بمنحهم حكم الجنوب كاملاً و(30%) في الشمال، فضلاً عن حقوقهم في البترول، وأكثر من مليار دولار إضافية، وقال إن الحكومة فعلت كل ما يمكن أن يجعل خيار الوحدة جاذباً إلا التخلي عن الشريعة الإسلامية، لكنه عاد وأكد أن إلغاء الشريعة لم يكن مطلباً للجنوبيين، لجهة أن حقوق غير المسلمين محفوظة في الشمال، ووصف من يطالبون بإلغاء الشريعة بأنهم أعداؤها، وأعرب عن أسفه لدعوة أبوعيسى الشيوعي إلى إلغاء الشريعة باسم الاتحادي (الأصل) والأمة القومي، وأردف: «وللأسف أن أحزابهم مرجعيتها دينية ويتحدث باسمهم فاروق أبوعيسى الشيوعي». واعتمد رئيس الجمهورية ميثاق الشرف للتعايش والسلام، الذي وقع عليه زعماء قبائل ومكونات المجتمع المدني والقوى السياسية بالولاية، ونصَّ على معاقبة أية قبيلة أو جماعة تعتدي على النفس والعرض والأرض؛ باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاهها من قبل الوالي. ودشَّن البشير العمل في طريق (نيالا- عد الفرسان- رهيد البردي) بطول (271) كلم، بتكلفة كلية بلغت (50) مليون دولار، وطاف على معرض تراث المكونات السكانية لدارفور، الذي تم إعداده ضمن البرامج المصاحبة لزيارته. من جانبه أكد والي جنوب دارفور؛ د.عبد الحميد موسى كاشا، أن الولاية ودعت الصراعات القبلية، وستتفرغ لإحداث تنمية شاملة في المجالات كافة، وأعلن عن انطلاقة نفرة شعبية لإعمار الولاية برئاسة وزير المالية الاتحادي؛ علي محمود، والقيادي بالمؤتمر الوطني؛ الحاج آدم يوسف نائباً له، بمشاركة أبناء دارفور الخيرين وأشقائها.