استبعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي، وقوع الحرب بين شمال السودان وجنوبه عقب الانفصال، لوجود القوات الدولية بالإضافة إلى طول الحدود بين البلدين التي تبلغ ألفي كيلومتر. وقال الترابي للصحفيين في الدوحة أمس الأول (الاثنين): «إن الجيش الشعبي لم يعد حركة تمرد، بل جيش منظم، ولا أتوقع إعلان حرب من الشمال على الجنوب كما أن الجنوب يريد بناء البنية التحتية». ورأى الترابي أن انفصال الجنوب «أفزع السودانيين لدرجة كبيرة ووقعت القطيعة بين السودانيين وفقد البلد القارة جزءاً كبيراً من ثرواته الطبيعية والبشرية». وأضاف بالقول: «انفصال الجنوب قد يتبعه انفصال آخر في الشرق، أو الغرب، بالإضافة إلى ضياع عائدات البترول وارتفاع الضرائب وخفض قيمة الجنيه السوداني مما سيؤثر على حياة المواطنين». وأشار إلى أن الحكومة الأمريكية مهتمة بالجنوب ويريدون أن يفرغوا من الجنوب حتى يتفرغوا لدارفور، وكشف عن أن قطاعاً كبيراً من الحزب الديمقراطي الأمريكي من أصول غرب أفريقية، يجمع التبرعات ويمارس الضغوط السياسية لصالح دارفور». وأبدى أسفه من عدم اعتبار الحكومة مما حدث في الجنوب في معالجتها لأزمة دارفور، وقال: «دارفور كانت دولة مستقلة لمئات السنين والقوة لن تجدي معها والكُره لا يجمع بل يفرق، وقد يسكت أهلها قليلاً لكنهم مقاتلون أشداء، ودارفور أكثر أهمية للسودان من الجنوب، وإستراتيجية الحكومة تُدبِر عن التفاوض وتعتمد على الضبط والربط، وأدبروا عن اتفاقياتهم السابقة مع العدل والمساواة». وعبر الترابي عن خشيته من انضمام الجنوب إلى دول منابع النيل التي تضغط على السودان ومصر من أجل إعادة توزيع حصتها من مياه النيل، وقال إن الآراء المصرية ترى أن تخرج حصة الجنوب من حصة الشمال الحالية البالغة 18 مليار متر مكعب، في حين «يوجد سودانيون يرون أن الحصة الجديدة يجب أن تخرج من حصتي مصر والشمال بالتساوي». ورأى الترابي أن قضية المياه لن تثار مبكراً لأن الحكومة المصرية دعمت الجنوب أكثر من حكومة السودان عبر ربط (5) من مدنه بالكهرباء وإقامة فرع لجامعة الإسكندرية بجوبا، كما أن الجنوب لديه مياه راكدة في عديد من سدوده.