رهنت الإدارة الأمريكية تقدم علاقتها مع الحكومة بحدوث تقدم في القضايا العالقة، ووصفت تأكيدات رئيس الجمهورية المشير البشير بقبول نتائج الاستفتاء والاعتراف بها حتى إذا أفضت إلى الانفصال؛ بالمشجعة جداً، وهنأت البشير على ذلك وما قامت به الحكومة لضمان إجراء الاستفتاء بصورة سلمية واستعدادها لاحترام نتائجه والاعتراف بها، واعتبرت ما قام به الرئيس وحكومته حدد ما تؤول إليه نهايات اتفاقية السلام. ورهنت أمريكا ورئيسها «باراك أوباما» رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان بحل القضايا العالقة في أبيي والحدود والعلاقات الاقتصادية بين الشمال والجنوب والإسراع في حل قضايا ما بعد الاستفتاء، ودفعت بمقترحات جديدة لتجاوز تلك القضايا في حقيبة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي؛ السيناتور جون كيري، تباحث حولها مع قيادات الحكومة بالخرطوم أمس (الأربعاء) في لقاءات منفصلة مع نائب رئيس الجمهورية؛ علي عثمان محمد طه، ومساعد الرئيس؛ د. نافع علي نافع، ومستشاريْ الرئيس؛ د. غازي صلاح الدين وصلاح عبد الله قوش. إلا أن الحكومة تكتّمت على المقترحات واكتفت بالقول، على لسان نافع، بأنها مفيدة ومهمة ويمكن أن تدفع بالقضايا إلى الأمام. ونبهت، بحسب نافع، إلى أنها تتوقع أن تجد بقبولها خيار انفصال الجنوب الدعم من الأسرة الدولية وأمريكا، وقال في تصريحات للصحفيين عقب مباحثات ثنائية مطولة مع (كيري) بالقصر الجمهوري: إنه أكد لهم أن التطورات الإيجابية التي حدثت لإجراء الاستفتاء ستكون لها انعكاساتها الإيجابية على تطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، وأشار الى أن كيري أبدى أمله في اكتمال تلك الخطوات قبل وبعد الاستفتاء، وقال إن زيارة كيري الحالية وغيرها محاولات لتذليل الصعاب التي تواجه الاستفتاء، وأضاف «أكدنا نحن وأمريكا على مصلحة السودان حال الانفصال أن تكون العلاقات تكاملاً وتواصلاً ورحب كيري بذلك». في الأثناء قال السناتور كيري الذي يحط بجوبا عشية الاستفتاء للقاء سلفاكير وقيادات الجنوب، إن الرئيس أوباما رهن تقدم العلاقات مع الخرطوم بحدوث تقدم في القضايا العالقة، وبشّر بعلاقات اقتصادية وأمنية تأتي على الطريق بعد حل هذه المشاكل، وأضاف: «أنا أشيد وأهنئ وأشجع بصفة خاصة البشير للقائه بسلفاكير ميارديت بجوبا وحديثه وتعهداته بإجراء الاستفتاء في موعده واستعداده والحكومة لاحترام نتائج الاستفتاء والاعتراف بها»، ووصف خطاب البشير بالإيجابي والجيد والبنّاء وأنه يتلاءم مع الحدث، ونبّه في تصريحات صحفية بالقصر الجمهوري إلى أن أمريكا تتطلع لعلاقات قوية مع السودان، ووصف المرحلة بالحرجة نحو تحقيق تلك العلاقات والتطبيع بين الخرطوم وواشنطن.