حدّد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني؛ الفريق مهندس محمد عطا المولى عباس، ثلاث قضايا رئيسية يمكن أن تؤدي إلى مواجهة بين الشمال والجنوب إذا لم يتم حلها خلال الفترة المقبلة، وهي: مشكلة أبيي، وترسيم الحدود، ووجود حركات دارفور المتمردة في الجنوب. ودعا المدير العام للجهاز في لقاء أمس مع رؤساء تحرير الصحف حكومة الجنوب إلى الالتزام بالتعهد الذي أطلقه النائب الأول؛ الفريق أول سلفاكير ميارديت، بطرد حركات دارفور من الجنوب. وأكد الفريق عطا أن معلوماتهم تؤكد وجود مني أركو مناوي، وأبو القاسم إمام، وممثلين لحركة عبد الواحد في جوبا، حتى أمس (السبت)، كما أكد وجود قوات لحركة العدل والمساواة في غرب بحر الغزال في منطقتين؛ الأولى شمال غرب راجا على الحدود مع أفريقيا الوسطى، حيث يقود هذه المجموعة سليمان صندل، والمنطقة الثانية تسمى «قنافيس» بالقرب من «كفيا كنجي» ويقودها هاشم هارون وأركو سليمان ضحية. وكشف عطا المولى أن عبد الواحد محمد نور ما زال متحركاً بين كمبالا ونيروبي، لاستغلال الموقف بعد انفصال جنوب السودان، مشيراً إلى عملية نقل جرحى تابعين لحركة العدل إلى مدينة كبويتا. وشدد مدير الأمن والمخابرات على أن عدم معالجة وجود حركات دارفور في الجنوب سيتسبب في أزمة بين الشمال والجنوب. وفي منحى آخر طالب الفريق عطا الحركة الشعبية برفع يدها عن جنوب النيل الأزرق، وجنوب كردفان، وقال في رده على سؤال حول وضعية الفريق مالك عقار؛ والي النيل الأزرق نائب رئيس الحركة الشعبية بعد الانفصال: «مالك عقار شمالي وهو والٍ منتخب، ولكن الحركة الشعبية حزب تنتهي قضيته بفصل الجنوب». وأكد مدير الجهاز أن الشمال لم يدعم القيادات المنشقة عن الحركة والجيش الشعبي، وقال: «جورج أطور من القيادات الجنوبية النادرة التي لا علاقة لها بالشمال والشماليين، ورأينا صوره بعد تمرده»، موضحاً أن تسليح أطور أو قلواك قاي أو غيرهما من المنشقين على (الحركة) وسيلة «سهلة» للغاية، ويمكن إذا أردنا أن نقوم بها بين ليلة وضحاها، ولكننا فضلنا الخيار الشجاع بمعالجة المشكلات مع الجنوب عن طريق الحوار. وبدا مدير الأمن واثقاً من مرور عملية الاستفتاء بسلام وهدوء ودون مواجهة أي مخاطر، مؤكداً أن الشعب السوداني لم يخرج إلى الشارع بعد زيادة الأسعار ليس لأنه خائف، وقال: «الشعب السوداني لا يعرف الخوف ولكنه شعب واع»، مشيراً إلى ثورة أكتوبر 1964 التي تحدى فيها الشعب الرصاص، وانتفاضة أبريل 1985 داعياً إلى المقارنة بين أساليب القمع في جهاز أمن مايو، وجهاز الأمن الحالي. وأوضح أن الشعب يعرف أين مصلحته وهو حتى الآن مع هذا النظام، واتضح ذلك خلال الانتخابات الأخيرة. ومع ذلك أكد مدير الأمن والمخابرات جاهزية الجهاز لأسوأ الاحتمالات. وقال: «لن نسمح للمعارضة بالخروج إلى الشارع لأنه عمل مخالف للدستور والقانون». وأضاف: «لا يهمنا إذا كانت المعارضة قوية أم ضعيفة وفي كل الأحوال لن نسمح لها بالخروج إلى الشارع». غير أن الفريق عطا دعا في ذات الوقت إلى الحوار الجاد مع القوى السياسية والتعويل على سلاح الوحدة والوعي. وطمأن مدير الأمن الشعب السوداني وأبناء الجنوب بأنه لا يوجد خطر عليهم ولا على البلاد جراء عملية الاستفتاء.