} عندما تبرأ الاخ الامين البرير من تنظيم الكاردينال ولا نقول انشق كنت اتوقع ان تكون هذه الخطوة نتاج عمل فكري وتنظيمي كبيرين من مجموعة المجلس الحالي بما يملك من قدرات. } كنت اتوقع ان تكون الخطوة مخططا من بنات افكار المجموعة الحالية لضرب تكتل البرير والكاردينال والاجهاز عليه في البر قبل الخوض في معمعة السباق الانتخابي بعد ان برز كتنظيم وحيد يزحف نحو حكم الهلال بعد ان توارى تنظيما الصدارة والاصالة وغابا طوعا او كرها عن المشهد الهلالي. } استغل الكاردينال والبرير غياب التنظيمات الكبيرة والاسماء المعروفة فصعدا فجاة على راس الاحداث وطمعا سويا في الرئاسة رغم ان احدهما او كليهما ما كان يمانع في القبول باي منصب لو كانت الامور تسير كما ينبغي. } اذا سلمنا ان المجلس الحالي مقرب من السلطة التي كانت تبحث منذ قديم الزمان عن موطئ قدم وصبرت على حالة الاستعصاء وتمنع الهلال على التعاطي مع التغييرات التي انتظمت الساحة السياسية وتحركت بفعلها مياه كثيرة تحت الجسر. } فان فشل الحكومة في انتخاب او مواصلة حضانة المجلس الحالي والتخلص من الهلال بهذه السرعة يعني انها زاهدة في تسخير خدمات الدولة له وفي حكمه او انها عاجزة عن فرض اجندتها على المجتمع الهلالي الذي ظل مستقلا رافضا القبول بايديولوجيات او مدارس فكرية محددة لسببين الاول انه من صنع الثورات وعلم الناس الارادة الحرة والثاني انه عاش طوال ثمانين عاما مثالا للتعايش الديني والتعدد السياسي والتنوع العرقي بلا مذاهب او طوائف او اثنيات. } وعندما انتبذ الحكيم طه علي البشير مكانا قصيا من الصراع الحالي وقد كانت فرصة مثالية للعودة محمولا على اكتاف الجماهير تزفه الانجازات الكبيرة والحب والخبرات والمال المبذول لسنوات والخبرة المتراكمة والحكمة والقبول والاحترام من كل اطياف الشارع الرياضي. } لو قبل الحكيم العودة للرئاسة في هذا التوقيت المثالي وعقب ابتعاد الاخ الارباب لكانت فرصة سانحة لاستعادة البريق السابق واثبات خطل كل الانتقادات والاتهامات التي وجهت للصدارة ومحاولات الاغتيال المعنوي الذي تعرض له الحكيم. } لم يقرأ الحكيم الساحة جيدا ولو اراد لفرشوا له الطريق بالورود ومرر كل الاجندة التي ستخدم استمراريته وتوطن اركان حكمه لسنوات قادمة وكان سيضمن موالاة السلطة له ولا اقول دعمه. } ولكن السلطة التي فشلت في دعم العناصر الملتزمة تنظيميا وتركت لها التصرف في هذا التوقيت الحساس فاربكت حساباتها دون ان تستشير هياكلها ستندم على هذه الخطوة. } اما الحقيقة المرة التي ينبغي التعامل معها بواقعية وقبولها بمرارة شديدة ان السلطة او المجموعة الحالية او اي تنظيمات محسوبة على النظام او المؤتمر الوطني لن تنال مليما من الدعم على شاكلة تلك الملايين التي تدفقت في وقت سابق على المريخ وقطاع الناشئين. } لا نقول نضب معين المال الرسمي ولكن الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي قادت لتخفيض مخصصات الدستوريين وزيادة الغلاء على المواطن الغلبان بزيادة اسعار المحروقات والسكر والغاز وهي سلع اساسية في الحياة لن تسمح بدعم الرياضة. } لا نقول ان مشروع احتواء الهلال فشل بفعل الدولار ولكن يبدو ان السلطة باتت فيه من الزاهدين ولهذا تركته لصراع كاردينال برير. } ابتعاد عدد من الاسماء عن سباق الرئاسة وفشل السلطة في تسمية مجموعة مقبولة اغرى الارباب بالعودة وكسر العزلة والرهان على وتر العلاقة القديمة بينه والناخبين وهي خطوة ستربك حسابات المترشحين وتفرض عليهم السعي لاستمالته وخطب وده وضمه اذا استدعى الامر حتى تأمن جانبه. } ستكون مجموعة المجلس الحالي ذكية للغاية لو تمكنت من نسف الاوضاع الحالية عبر صراع الطائف والتحرير وتصعيد الامر ومن ثم الانقلاب على الشرعية المنتظرة وارغام السلطة على استخدام سلاح التعيين مجددا ولكن بشروط جديدة.