الإبداع شرارة تتفجر في الدواخل من أعماق المعاناة لتصبح براكين هائلة لا يستطيع أحد التحكم فيها والمبدع هو الذي يتقن موهبته ويؤديها على أكمل وجه وإذا حاولنا أن نجد علاقة بين الإبداع ومصطفى سيد أحمد لوجدنا أنها علاقة أزلية لا انفصال لها بحيث أنهما وجهان لعملة واحدة هي الفن الأصيل والذوق الرفيع الذي ينال الاستحسان.. من هنا يدهشنا الأستاذ مصطفى سيد أحمد بروائعه الخالدة في خلجات النفس، الدهشة في مرحلة متطورة وحقيقة كانت كل الأشياء الجميلة لا تدهشني إلا أن مصطفى غرز بالدهشة في نفوسنا نحسه من روائعه الخوالد للمحبوبة والتي يريدها بشكلها الجديد يريدها طويلة كغابة الأبنوس ويريد أن يحكي لها حكاية انسان وهب نفسه وسكتوا. يريدها وبعيونها ضجة الشوق والهواجس ويريد أن يصنع منها مريم أخرى تتحدى الصعاب لتكون عصرية الملامح والزمن وعقلانية التفكير، يريدها سودانية وأن لا تباعد بينما العوارض وأن يضحكوا مع الزمن العريض ويرسموا ابتسامة الزمن الفلاني.. يريدها أن تسكن فيه. الأستاذ الراحل مصطفى سيد أحمد ندمن سماع أغانيه للوطن والمحبوبة والسلام والتنمية. ويريده وطناً خالداً يبدع عبر مساحات متاحة ويفجر الاشتعالات لا أخفي عليكم الدهشة من روائع مصطفى ومعه نهى في بحور الإبداع ونعيش أغانيه وهو يتغنى للوطن والمحبوبة ومنها نمد قلوبنا لتشد ساعد على المجداف وسلامات يا زول يا رائع.. الذي تأثر لفنه الباقي الخلاق وإبداعه اللامحدود كل أهل السودان بمختلف ثقافتهم وسحناتهم. ألا رحم الله الفنان الشفيف مصطفى سيد أحمد بقدر ما قدم لهذا الوطن من فن راق وخالد.