كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    أكثر من 80 "مرتزقا" كولومبيا قاتلوا مع مليشيا الدعم السريع خلال هجومها على الفاشر    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. حسناء أثيوبية تشعل حفل غنائي بأحد النوادي الليلية بفواصل من الرقص و"الزغاريد" السودانية    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    مشاهد من لقاء رئيس مجلس السيادة القائد العام ورئيس هيئة الأركان    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دار مصرية تعيد نشر كلاسيكيات شكلت الوجدان العربي
نشر في الراكوبة يوم 26 - 12 - 2012

محمد رشاد: السلسلة الجديدة دليل على عظمة منجزات الإسلام الثقافية، وتبدأ بأعمال المنفلوطي وهيكل وأمين وابن المقفع وابن طُفَيْل.
ميدل ايست أونلاين
كتب- أحمد فضل شبلول
"كلاسيكيات" سلسلة أدبية وفكرية وثقافية جديدة بدأ إصدارها في الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة، خرج إلى النور منها حتى الآن كتب: العبرات والنظرات (ثلاثة أجزاء) والشاعر والفضيلة أو "بول وفرجيني" وفي سبيل التاج وماجدولين أو "تحت ظلال الزيزنون" لمصطفى لطفي المنفلوطي (1876–1924). ورواية زينب أول رواية عربية متكاملة فنيًّا وعُثمان بن عفان والصدّيق أبو بكر لمحمد حسين هيكل (1888–1956).
وفي غضون أيام ستصدر مجموعة من الكتب منها: الفاروق عمر (جزءان) وحياة محمد هيكل، وحي بن يقظان لابن طفيل، والإلياذة والأوديسة (لهوميروس)، وفي منزل الوحي، وحياتي لأحمد أمين، وهكذا خلقت والأدب الصغير والأدب الكبير (لابن المقفع).
وستصدر بقية الكتب التي شكلت وجدان المصريين تباعًا، وهي بشكلها الجديد لا تزال قادرة على إثارة الدهشة، والقيام بالدور نفسه لدى الأجيال الجديدة.
ولأن الدار المصرية اللبنانية تحاول نشر التراث وتقديمه إلى القارئ العربي بصورة جديدة، فلم تكتف بنشر الكتب فقط، بل قام المسؤولون عن السلسلة كما يقول الناشر محمد رشاد رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية بشرح وضبط ما يصعب أو يغمض مدلوله على القارئ من الكلمات والعبارات.
ففي رواية "زينب" التي مر قرن من الزمان على تأليفها، حرصت الدار على شرح الكلمات والعبارات الصعبة، خصوصًا الكلمات الريفية أو العامية التي كانت متداولة في القرية المصرية آنذاك وهكذا الأمر مع الكتب جميعها، نظرًا لتطور اللغة العربية منذ أول القرن حتى الآن.
يشرف على السلسلة محمد فتحي أبوبكر الذي قدمها وعلق عليها. كما قام أبوبكر بتقديم وافٍ لكل المؤلفين والكتاب الكبار من أعلام القرن العشرين الذين تنشر السلسلة كتبهم، عبر سرد سيرهم الذاتية، وأهم محطات حياتهم، ومؤلفاتهم وتأثيرها في زمنها، وفي الأجيال المتعاقبة، وكيف رآهم روّاد عصرهم وقرَّاؤهم، وهم بهذا يعدون في رأيه المثل الأعلى للشباب، خصوصًا في هذا العصر الذي التوت فيه الألسن واختلط الحابل بالنابل، وضعفت فيه ملكة اللغة والأدب لدى الشباب والناشئين وغيرهم بسبب عوامل كثيرة وظروف قاهرة، فتراث هؤلاء الكتاب مثل أعلى ونموذج راقٍ يقتدى به في سلامة إنشائهم وصقل أساليبهم، واعتدال ألسنتهم وقوة لغتهم وسلامتها.
ومن ناحية أخرى، يعطي التعريف الكامل في المقدمات بهؤلاء الكتاب صورة بانورامية لعنفوان مصر الثقافي في القرن العشرين، خصوصًا النصف الأول منه، وكانت مصر بسبب هؤلاء المفكرين رائدة أمتها العربية.
السلسلة تنشر كتب أهم ثلاثة فرسان في بدايات القرن العشرين:
الفارس الأول هو: أحمد أمين فموسوعة أحمد أمين (فجر الإسلام) و(ضحى الإسلام) و(ظهر الإسلام)، تقدم صورة مشرقة ورائعة للإسلام الحضاري، الذي أسس كيانات معظم الدول الإسلامية، التي تحاول النكوص عنه الآن، فتناولت الإسلام وحضارته من شتى جوانبه أدبيًّا وفنيًّا وثقافيًّا وعلميًّا، فلم يقتصر الإسلام على الطقوس والفقه وفقط، بل امتد ليشمل جوانب الحياة كلها سياسة وإعاشة.
وذلك هو السلاح القوي الماضي في مُواجَهة الهجمة الشرسة التي يشنُّها أعداءُ الإسلامِ هذه الأيام ضد العروبة والإسلام ونبيِّ الإسلام، وهو السلاح الفَعَّال في مُواكَبة هذا العصر، عصر المعلومات والمعرفة، وهو الذي يحقق الحاضِرَ الواعِدَ والمستقبل المُشرق للإسلام والأُمَّة العربية، والنهوض بها مِمَّا أصابها من ضَعْفٍ ووهن.
وليس أقدر على ذلك من مفكر غير أحمد أمين بحساسيته المعرفية وموسوعيته العلمية وبهذا المنهج، وهذا الأسلوب، وهذه النتائج التي تَوَصَّلَ إليها أحمد أمين في تأريخه للحياة العقلية في الإسلام، قد أَبْهَرَ الناسَ بذلك، ومَهَّدَ الطريق لكثيرٍ من الباحثين – مِمَّنْ أَتَوْا بعده – وبهذا أصبح واحِدًا من أبرز المفكرين والأُدباء من جِيلِ الرُّوَّاد.
وقال عنه طه حسين (1889–1973) "لقد أَهْدَى أحمد أمين إلى العَالَمِ الحديث بتأليف 'فجر الإسلام وضُحَاه وظُهره' كَنْزًا مِنْ أقْوَمِ الكُنوز وأعظمها حَظًّا من الغِنَى، وأقدرها على البقاء ومطاولة الزمان والأصراح».
وقال أيضًا: "مَنْ أَلَّفَ فَجْرَ الإسلام وضُحَى الإسلام وظُهْرَ الإسلام أَبْقَى على الأيامِ من أن يُدْرِكَهُ الموتُ".
وقال عنه عبدالرازق السنهوري (1895 – 1971) "إن سلسلة فَجْر الإسلام وضُحاه وظُهْره من أقوم وأروع ما وُضِعَ عن الحياةِ العقليةِ والفكرية الإسلامية". وقال أيضًا "لقد أسس أحمد أمين مدرسةً في الفكر الإسلامي لا أعرف أن مُعَاصِرًا قام بعملٍ يُدانيه، وستبقى هذه المدرسة راسخةَ الأصْلِ باذِخَةَ الفُروعِ، وسيظل هو إمامها وزعيمها الفكري الكبير".
وقال أحمد حسن الزيات (1885 – 1968) صاحب مجلة الرسالة "حَسْبُ أحمد أمين أنه حَلَّلَ الحياة العقلية للعرب والمسلمين في كُتُبه: فَجْر الإسلام وضُحَاه وظُهْره، تحليلًا لم يتهيأ مثله لأحَدٍ من قَبْلِه. وستظل هذه الكتب الخالدة شاهدة على الجهد الذي لم يَكِلَّ، والعقل الذي لم يَضِلَّ، والبصيرة التي نَفَذَتْ إلى الحق من حَجَب صَفِيقَةٍ واهتدت إليه في مسالك مُتَشَعِّبَة".
بينما قال الدكتور أحمد فؤاد الأهواني (1908–1970) "لم يظفرْ كتابٌ من الذُّيوع والانتشار والتأثيرِ بمِثْلِ ما ظَفِرَتْ به مجموعةُ الكتب التي أصدرها أحمد أمين حين أصْدَرَ فَجْر الإسلام وتَبِعَهَا بضُحَى الإسلام ثم ظُهْر الإسلام".
وقال أيضًا "أصبح الفَجْرُ والضُّحَى والظُّهْرُ مَرْجِعَ كُلِّ طالبٍ ومُرْشِدَ كُلِّ باحثٍ، والمنارة التي يَهْتَدِي بها الناظر في التاريخ الإسلامي وحضارته".
والفارس الثاني الذي تنشر السلسلة كتبه هو مصطفى لطفي المنفلوطي الأديب المصري النابغ في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته، له شعر جيد فيه رقة، قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ، وصياغة عربية غاية في الروعة لم يحظ بإجادة اللغة الفرنسية لذلك استعان بأصحابه الذين كانوا يترجمون له الروايات ومن ثم يقوم هو بصياغتها وصقلها في قالب أدبي. كتاباه النظرات والعبرات.
ولد مصطفى لطفي المنفلوطي في 1876 من أب مصري وأم تركية في مدينة منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها من نحو مائتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء، ومنفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط. نهج المنفلوطي سبيل آبائه من الثقافة والتحق بكتاب القرية كالعادة المتبعة في البلاد آنذاك فحفظ القرآن الكريم كله وهو في التاسعة من عمره ثم أرسله أبوه إلى الجامع الأزهر بالقاهرة تحت رعاية رفاق له من أهل بلده، فتلقى فيه طوال عشر سنوات علوم العربية والقرآن الكريم والحديث الشريف والتاريخ والفقه وشيئًا من شروحات الأدب العربي الكلاسيكي، ولا سيما العباسي منه.
وفي السنوات الثلاث من إقامته في الأزهر بدأ يستجيب لتتضح نزعاته الأدبية، فأقبل يتزود من كتب التراث في عصره الذهبي، جامعًا إلى دروسه الأزهرية التقليدية قراءة متأملة واعية في دواوين شعراء المدرسة الشامية (كأبي تمام والبحتري والمتنبي والشريف الرضي) بالإضافة إلى النثر كعبد الحميد الكاتب وابن المقفع وابن خلدون وابن الأثير. كما كان كثير المطالعة في كتب: الأغاني والعقد الفريد وزهر الآداب، وسواها من آثار العربية الصحيحة.
وكان هذا التحصيل الأدبي الجاد، الرفيع المستوى، الأصيل البيان، الغني الثقافة، حريًا بنهوض شاب كالمنفلوطي مرهف الحس والذوق، شديد الرغبة في تحصيل المعرفة. ولم يلبث المنفلوطي، وهو في مقتبل عمره أن اتصل بالشيخ الإمام محمد عبده، الذي كان إمام عصره في العلم والإيمان، فلزم المنفلوطي حلقته في الأزهر، يستمع منه شروحاته العميقة لآيات من القرآن الكريم، ومعاني الإسلام، بعيدًا عن التزمت والخرافات والأباطيل والبدع، وقد أتيحت له فرصة الدراسة على يد الشيخ محمد عبده وبعد وفاة أستاذه رجع المنفلوطي إلى بلده حيث مكث عامين متفرغًا لدراسة كتب الأدب القديم فقرأ لابن المقفع والجاحظ والمتنبي وأبي العلاء المعري وكون لنفسه أسلوبًا خاصًا يعتمد على شعوره وحساسية نفسه.
وللمنفلوطي أعمال أدبية كثيرة اختلف فيها الرأي وتدابر حولها القول وقد بدأت أعمال المنفلوطي تتبدى للناس من خلال ما كان ينشره في بعض المجلات الإقليمية كمجلة الفلاح والهلال والجامعة والعمدة وغيرها ثم انتقل إلى أكبر الصحف وهي المؤيد وكتب المقالات بعنوان: «نظرات» جمعت في كتاب تحت الاسم نفسه على ثلاثة أجزاء.
من أهم كتبه ورواياته التي نشرتها الدار المصرية اللبنانية في طبعة عصرية:
- النظرات: (ثلاثة أجزاء). يضم مجموعة من مقالات في الأدب الاجتماعي، والنقد، والسياسة، والإسلاميات، وأيضًا مجموعة من القصص القصيرة الموضوعة أو المنقولة، جميعها كانت قد نشرت في جرائد وقد بدأ كتابتها بها منذ العام 1907.
- العبرات: يضم تسع قصص، ثلاثًا وضعها المنفلوطي وهي: الحجاب، الهاوية. وواحدة مقتبسة من قصة أميركية اسمها صراخ القبور، وجعلها بعنوان: العقاب. وخمس قصص عربها المنفلوطي وهي: الشهداء، الذكرى، الجزاء، الضحية، الانتقام. وقد طبع في عام 1916.
- رواية في سبيل التاج ترجمها المنفلوطي من الفرنسية بتصرف. وهي أساسًا مأساة شعرية تمثيلية، كتبها فرانسو كوبيه أحد أدباء القرن التاسع عشر في فرنسا. وأهداها المنفلوطي لسعد زغلول في العام 1920.
- رواية بول وفرجيني صاغها المنفلوطي بعد ترجمته لها من الفرنسية وجعلها بعنوان الفضيلة وتسرد هذه القصة عدة أحداث لعل من أهمها الحب العذري لبول وفرجيني لبعضهما والمكافحة في سبيل أن يبقى هذا الحب خالدًا للأبد في قلوبهما الندية. وهي في الأصل للكاتب برناردين دي سان بيير من أدباء القرن التاسع عشر في فرنسا وكتبت في العام 1789.
- رواية الشاعر هي في الأصل بعنوان "سيرانو دي برجراك" عن الشخصية بنفس الاسم للكاتب الفرنسي أدموند روستان، وقد نشرت بالعربية في العام 1921.
- رواية تحت ظلال الزيزفون صاغها المنفلوطي بعد أن ترجمها من الفرنسية وجعلها بعنوان مجدولين وهي للكاتب الفرنسي ألفونس كار.
وثالث هؤلاء الفرسان هو: محمد حسين هيكل (1888 – 1956) شاعر وأديب وسياسي كبير مصري، ولد في 20 أغسطس/آب 1888 الموافق 12 من ذي الحجة 1305ه في قرية كفر غنام في مدينة المنصورة، محافظة الدقهلية، مصر.
درس القانون في مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة وتخرج فيها في عام 1909. حصل على درجة الدكتوراه في الحقوق من جامعة السوربون في فرنسا سنة 1912، ولدى رجوعه إلى مصر عمل في المحاماة عشر سنوات كما عمل بالصحافة. اتصل بأحمد لطفي السيد وتأثر بأفكاره، والتزم بتوجيهاته، كما تأثر بالشيخ محمد عبده وقاسم أمين وغيرهم.
كان عضوًا في لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923، أول دستور صدر في مصر المستقلة وفقًا لتصريح 28 من فبراير/شباط 1922. لما أنشأ حزب الأحرار الدستوريين جريدة أسبوعية باسم السياسة الأسبوعية عين هيكل في رئاسة تحريرها سنة 1926. اختير وزيرًا للمعارف في الوزارة التي شكلها محمد محمود عام 1938، ولكن تلك الحكومة استقالت بعد مدة، إلَّا أنه عاد وزيرًا للمعارف للمرة الثانية سنة 1940 في وزارة حسين سري، وظل بها حتى عام 1942، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى في عام 1944، وأضيفت إليه وزارة الشئون الاجتماعية سنة 1945.
اختير سنة 1941 نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943، وظلَّ رئيسًا له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو/تموز 1952. تولى رئاسة مجلس الشيوخ سنة 1945 وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعي حتى يونيو/حزيران 1950 حيث أصدرت حكومة الوفد المراسيم الشهيرة التي أدت إلى إخراج هيكل وكثير من أعضاء المعارضة من المجلس نتيجة الاستجوابات التي قدمت في المجلس وناقشت اتهامات وجهت لكريم ثابت أحد مستشاري الملك فاروق. تولى أيضًا تمثيل السعودية في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945، كما رأس وفد مصر في الأمم المتحدة أكثر من مرة.
وتوفي السبت 5 من جمادى الأولى 1376ه الموافق 8 من ديسمبر/كانون الأول 1956عن عمر يناهز 68 عامًا.
بعد أن أرسى هيكل فن الرواية العربية بروايته "زينب" ذهب بعد ذلك إلى مصادر الإسلام الأولى فألقى عليها أضواءً جديدة، وقد تفوق هيكل في الكتابة التاريخية لاتساع نظرته ودقة بحثه فكتب حياة محمد (صلى الله عليه وسلم)، وكتب في منزل الوحي، والصديق أبا بكر، وكتب الفاروق عمر (في جزأين)، وكتب "عثمان بن عفان بين الخلافة والملك".
ثم رجع هيكل أخيرًا إلى كتابة القصة، فأخرج في سنة 1955 قصة "هكذا خُلقت"، وهي قصة طويلة تقصُّ حياة امرأة مصرية عصرية أُصيبت بشذوذ الغيرة، واضطربت بهذا الشذوذ في محيط الدعوة الجديدة إلى الحرية السوية، وسلطته على حياتها الزوجية فحطمها مرتين كما يحطم الطفل لعبته. ويتابع هيكل بعد ذلك كتابة القصة القصيرة وينشرها في الصحف الأسبوعية. وما يلبث أن يلبي داعي ربه في ديسمبر سنة 1956، ورثاه الكثيرون من علماء الأمة وأدبائها، وقد جُمع ما قيل فيه من تأبين ورثاء في كتاب يحمل اسمه، وقد طبع في القاهرة سنة 1958، وللدكتور عبدالعزيز شرف كتاب بعنوان "الدكتور محمد حسين هيكل في ذكراه" نشرته دار المعارف في سلسلة اقرأ، غير ما كتبه عنه الراحل الدكتور شوقي ضيف والدكتور عبد المحسن طه بدر، والدكتور أحمد هيكل، والدكتور علي الراعي وغيرهم من الرواد.
يقول الناقد د. صلاح فضل في تقديمه لسلسلة "كلاسيكيات" إنها تمثل نافذة لمن يريد أن يتعرف على العقل العربي في أوج توهجه، وعلى لغة العلوم والآداب والفنون، وهي تتشكل بأنساقها الغنية، فبوسعه أن يتأمل هذه الكلاسيكيات؛ التي تكشف عن عبقرية المؤلفين لها ونضارة روح الجماعة، وأثر الوجدان القومي الذي حرص على جعلها من كنوزه الخوالد.
وهذه الكلاسيكيات تجسد حرية العقل ونقد النقل وفريضة التفكير وضرورة الاجتهاد، إلى جانب جني لذة الإبداع في الشعر والسرد، ومتعة التداول الحر للمعرفة والمعلومات عبر الأجيال المتتالية، وربط شباب الأمة بتراثها الجامع وهويتها الحقيقية.
وعن معايير اختيار الكتب الكلاسيكية التي يتم اختيارها في السلسلة، يحددها د. فضل في: إجماع أهل الذكر من العلماء والأدباء على أهميتها وتقدمها على غيرها. واعتراف الأجيال المتتالية بها، وبناؤهم على أسسها المعرفية والفنية. وتقديمها لأفضل ما يمكن أن يتعرف به الآخر علينا عند ترجمتها إلى اللغات الحية المختلفة.
ويضيف د. صلاح فضل: على أن هذه الكلاسيكيات تشمل الإنتاج المعرفي والإبداعي في العصور القديمة بمراحلها المختلفة، ثم تختار من إنتاج العصور الحديثة، ما اكتسب قيمة، تضاهي الروائع التي تعتقت بفعل الزمن، وأصبحت ركيزة للعقل والوجدان في الوطن العربي كله، واستحقت وصف الكلاسيكية العريق.
ولا يسع أي مثقف عربي غيور على تراثه إلَّا أن يشيد بهذا المشروع الذي تتصدى له الدار المصرية اللبنانية بإخلاص تام وإتقان مشهود به لأعمالها، راجيًا التوفيق والسداد.
ويقول الناشر محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية إن الغرض من نشر هذه السلسلة الجديدة يتمثل في عدة أهداف منها أننا لاحظنا أن الشباب خصوصًا الذين يحاولون كتابة الأدب لغتهم ضعيفة برغم أن لديهم أفكارًا جميلة ورؤى عصرية، فحاولنا ربطهم بتراثهم القريب، كما أن بعض الكتَّاب الراسخين يجهلون هذا التراث أيضًا.
ويضيف محمد رشاد: سألت نفسي سؤالًا لماذا يهتم الغرب بتقديم تراثه دائمًا في طبعات عصرية، ويقدمها تقديمًا جديدًا للشباب هناك، ونحن هنا لا نفعل الأمر نفسه مع شبابنا، بل إن بعضنا يحاول تقديم التراث الغربي على أنه التراث الوحيد للإنسانية وتلك مغالطة، فلدينا نحن أيضًا تراثنا العظيم الذي يستحق التقديم.
وأخيرًا، ومع بروز الإسلام في الجدل العام السياسي والاجتماعي، ومحاولة البعض تقديم صورة مشوّهة عنه، رأينا أن نقدّم إنجازات الحضارة الإسلامية في الثقافة والأدب، التي تدل على رحابة واتساع وتسامح هذا الدين الجليل للأجيال الجديدة لوضعهم في قلب الصورة الصحيحة له حتى لا يقعوا في التطرف والتعصب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.