إلى رقية أبو شوك: اطلعت على مقالك في جريدة (الأهرام اليوم) بتاريخ 25 ديسمبر 2010م تحت عنوان نعم «عدسية» زُرعت بالجزيرة!! بعلاماته التعجبية! كما تقولين قد فرحتِ جداً جداً بالتوسُّع في زراعة القمح لسد الفجوة الغذائية، إلا أن فرحك لم يدم طويلاً بعد تصريحات مدير مشروع الجزيرة عن تقلص مساحات القمح من 700 ألف فدان إلى 210 ألف فدان، واستشطِ غضباً وأفرغتِ كل سمومك في مزارع الجزيرة المغلوب على أمره والذي يلاقي الأمرّين كما تُنصِّبين نفسك حاكماً وجلاداً بنزع حق المزارع، فيما يزرع «غصباً عنه» وإن نصّ قانون مشروع الجزيرة على ذلك.. ماضية في قولك «فمن السهل جداً» أن نتجاوز البند الذي نصّ على حرية الاختيار ما دام أننا في حاجة إلى التوسع في القمح. بربك مَنْ الذي أعطاكِ حق مصادرة قانون أعطى لمزارع بسيط لا يقوى على قوت يومه ولا على حق المدارس والملاريا، من حق المزارع أن يزرع كل أرضه «عنكوليب» ما رأيك؟ أو أن يزرعها زهور وورود؟ لم يبق يا أختى العزيزة لهذا المزارع غير هذا الحق فقد دُمّرت كل البنيات التحتية والإستراتيجية، وشُرِّدت عمالة هذا المشروع عن قصد وترصُّد من سكة حديد ومبانٍ إدارية وإدارات وهياكل ومازالوا يعبثون وكل أهل الجزيرة صغيرهم وكبيرهم نساءهم ورجالهم يعلمون ذلك علم اليقين، إلا من تملّق وتناسى وبايع. كما أتمنى من كل أهلي بأرض المحنة من قلبها النابض بالحيوية والدفء وطيب المشاعر من حيث الخضرة والماء والوجه الحسن أن يصحوا من نومهم العميق وأن يدركوا أن الجرح قد وصل العظم وأن يقرأوا استهدافكم لهم ولأرضهم وتمضي في مقالك قائلة: «على ما يبدو أن المزارعين في الشمالية سيكون لديهم حق في التغلص إذا حدث لأن شتاء هذا العام غير مُبشِّر كما أكدت ذلك هيئة الإرصاد الجوية». وتمضي قائلة: «فإن القمح حتماً لن يكون ناجحاً بكل المقاييس خاصة في الولايات الشمالية ونهر النيل حيث يعتمد المزارعون هنالك على الطقس» انتهى. بربك من الذي أعطاك حق النزع من مزارعي الجزيرة ويزرعون غصباً عنهم ولمزارعي الشمالية ونهر النيل حق التغلص؟ وهل مزارعو الجزيرة يعتمدون في زراعتهم للقمح على «المكيفات»؟ بربكم كيف تحكمين؟! نحن نقول لكم ولأمثالك ولكل من يعبث بحق أهلنا في الجزيرة أتقوا الله فيهم واتقوا غضب الحليم، والسودان يمر بمرحلة حرجة جداً نحتاج فيها أن نكون عُصبة لا متفرقين. الكل في السودان يطالب بحقوقه وسلطته الجغرافية والواقع خير دليل على ذلك. والله من وراء القصد معروف عبد الله أحمد- الجزيرة ماجستير المناهج - جامعة الخرطوم من المحرر: أقول لك وأقسم بالله العظيم أن حرصي على الزراعة أكثر منك وما دام إنك تحمل مؤهلاً علمياً رفيعاً كان ينبغي أن تتحدث بالمنطق لأن مشروع الجزيرة كان ينبغي أن تتم زراعته بمحاصيل إستراتيجية «كالقمح» مثلاً وليس «العدسية» والبصل، كان ينبغي أن يغذي العالم أجمع ناهيك عن السودان. وإذا زرعنا «العدسية» و«البصل» بالجزيرة فأين سنزرع القمح والقطن؟.. مشروع مساحته «2.2» مليون فدان يتخلى بين ليلة وضحاها عن زراعة المحاصيل المهمة ويزرع «عدسية»، أي منطق هذا؟!.. وقد لا أستغرب أن تُزرع كما قلت كل أرضه «عنكوليب» و«زهور وورود».. الشمالية ونهر النيل التي تتحدث عنها تمتاز بالحيازات الصغيرة وإذا كان لديها أراضٍ خصبة ومياه منسابة من أبي ستة وأبي عشرين، لقام المزارع بالاستفادة من كل هذه الميزات أضف إلى ذلك فإن معظم الزراعة تتم هنالك «بالجازولين» وليس الكهرباء، فالزيادات الأخيرة في أسعار «المحروقات» ستنعكس بصورة مباشرة على الإنتاج حتى وإن كان «الطقس» تحت الصفر.. لماذا نترك «العنان» للمزارع كي يزرع ما يشاء ونحن بحاجة إلى «الغذاء» في ظل تدني الإنتاج العالمي؟، فالمزارع بالجزيرة بحاجة كبيرة إلى الزراعة ذات العائد المجزي وأحسب أن القمح والقطن ذات عائد كبير ولكن للأسف الشديد السياسات وراء كل ذلك وبعدها أنتم الذين تتحدثون عن (العنكوليب) وتحملون أرفع الدرجات!!