{ إلى جانب الروعة في النقل التلفزيوني، والتعليق، والملاعب، والتغطية المتميزة نتابع هذه الايام بياناً عملياً للروح الرياضية في نهائيات الأمم الآسيوية المقامة في قطر.. وكان التجسيد الأكثر روعة من جانب أفراد المنتخب الكويتي عقب تسبب الحكم الاسترالي «بنجامين» في هزيمتهم في اللقاء الأول أمام الصين وتحامله الواضح عليهم. { وعقب الهزائم الثلاث لمنتخب الكويت، ووداعه المبكر من الدور الأول، وهو الفائز قبل أسابيع ببطولة كأس الخليج باليمن، شاهدنا كيف تعامل الشارع الرياضي الكويتي مع الوداع الحزين للمنتخب.. وبذات المستوى تعامل لاعبو الفريق الأزرق. { وما حدث ويحدث في البطولة الآسيوية الحالية، ليس بالشيء الغريب، ولا المستغرب؛ لأننا تابعنا العديد من سقطات الحكام هنا وهناك، حتى على مستوى كأس العالم، ورغم كل شيء لم يحدث اي خروج او تجاوز، بل كان الالتزام هو السمة الاساسية للجميع، وكان ذلك الالتزام تجسيداً للروح الرياضية. { الروح الرياضية تعني الفهم العميق للهدف الأسمى للرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص.. ولأن ذلك الفهم يغيب عندنا في السودان فإن الروح الرياضية تصبح الروح (الريادية) التي يحس من خلالها مشجع كل فريق بأن فريقه إنما هو الوحيد الريادي..!! { ويتسبب ذلك الفهم في نشر ثقافة التعصب، وعدم الاعتراف بالهزيمة، والبحث على الدوام عن شماعة، لتأكيد أن الريادة سُلبت، من فريقه، بواسطة هذا الحكم أو ذاك.. وتمضي بنا الأيام والاعتراف بأن الهزيمة، التي هي جزء أصيل في الرياضة ولا علاقة لها بالريادة المزعومة، حلم بعيد المنال..!! { يخسر المنتخب فلا أحد يتحدث إلاّ عن ظلم الحكم.. يسقط المريخ أمام الجيش النيجري فيكون الحكم هو المتسبب.. يودع الهلال أمام الصفاقسي فيلوذ الجميع بالشماعة إياها.. يسقط الهلال في الدوري ببورتسودان والمريخ في عطبرة والحديث بذات المعطيات. { الإعلام المتعصب، أصلاً، هو الذي يعمل على تثبيت تلك الأوهام، ويساهم بطريقة غير مباشرة في الابتعاد بالقاعدة الجماهيرية عن المنطق، ويحجب عنها الضوء الحقيقي والمتعلق بالمعاني السامية للرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص. { إننا بالجد في حاجة ضرورية للتخلص من الأسلوب الحالي المتعلق بالفهم الخاطئ للرياضة، وإنفاذ الفهم الأسمى المتعلق بالروح الرياضية وليس (الريادية). { هنالك العديد من الموضوعات، التي اتصل من أجلها العديد من الأعزاء القراء، أو وعدت في وقت سابق بالتعليق عليها، سأتناولها في قادم الأيام بإذن الله. وبلا شك فإن موضوع البرنامج التلفزيوني الذي أرسل منتجه رسالة نشرناها في هذه المساحة قبل أيام سيكون في أول قائمة المواضيع التي سأعلق عليها.