} أصدر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم قراراً بإيقاف رئيس الهلال الأمين البرير لعامين عن مزاولة العمل الرياضي بعد فترة طويلة من التقصي للحقائق المتعلقة باعتداء الرئيس على حكم مباراة الهلال والترجي بأم درمان..!! } العادة في السودان، وخاصة في المسائل الرياضية، أن يتعامل الجميع مع مثل هذه القرارات من زاوية أن الجهة التي أصدرت العقوبة إنما هي غير محايدة، وتعمل على ترصد النادي الفلاني بعينه..!! } وما تابعناه خلال الفترة التي أعقبت الحادثة، على صدر الصفحات من انقسام ما بين فريق يدافع عن البرير وآخر يدينه، يختصر علينا عناء التأكيد على أن النظرة من جانب السودانيين لمثل تلك القرارات لا ولن تكون بمعزل عن العاطفة..!! } الاتحاد الأفريقي لكرة القدم جهة محايدة وبعيدة عن الصراع والقتال الدائر عندنا داخل السودان ما بين المريخاب والهلالاب.. ومن حق الهلالاب الدفاع عن رئيسهم لكن ذلك الدفاع لا ولن يكون بلي عنق الحقيقة..!! } كما أن باب الاستئناف مفتوح وعلى الرئيس اتباع كل الطرق لإثبات براءته.. لكن وحال فشله في إثبات ذلك على الجميع الالتزام بالقرار وبالتالي الاعتراف بالإدانة..!! } الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص إنما هي تجسيد لقيم التسامح والتآخي والمحبة بمعزل عن الحقد والضرب واللكم والاعتداءات الغاشمة..!! } وما حدث يجب أن يكون بداية لفهم أكثر عمقاً لأهداف الرياضة ومعانيها وأهدافها التي بوساطتها تتعارف الشعوب وتتقارب وتتعارف..!! } وعلى شاكلة اعتداء البرير على الحكم، وبنظرة عابرة لواقع حالنا الرياضي والكروي، نجد أننا في السودان لا نعرف شيئاً عن الأهداف الأساسية التي يتعامل بها كل العالم من حولنا مع الرياضة..!! } فالأساس في تعاملاتنا الرياضية هو التعصب الذي يصل في كثير من الأحيان للخصومة ويتولد من خلاله الحقد والعنف والشغب.. وتتقدم الخلافات وتصل إلى أسوأ المراحل..!! } إن اضطلاع كل فرد، من القبيلة الكروية، بمسؤولياته والالتزام بها من شأنه أن يعبر بنا من مرحلة الجفوة الحالية إلى آفاق أرحب ستسهم بلا شك في تحويل طاقاتنا وجهودنا في الاتجاه الصحيح..!! } إننا بحاجة ملحة وبطريقة عاجلة لبرامج إسعافية يتم من خلالها إعادة صياغة الفهم العام لمعاني الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص..!! } لكن هل لنا أن نحلم بتلك الخطوة ونحن نغوص في الدرك السحيق الذي وصل إليه الفهم العام للسواد الأعظم من المرتبطين بالرياضة السودانية عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص..؟!! } إن قرارات الكاف الأخيرة الخاصة برئيس الهلال تستحق الوقوف أمامها والعمل لأجل الاستفادة منها في قادم الأيام.. وتوظيف الحدث في اتجاه المصلحة العامة بمعزل عن التشفي والتريقة.