{ ويبقى مشروع تفعيل وحدة الاتصال المركزية للنجدة المعروفة لدينا ب (999) ثلاث تسعات، أحد مظاهر التقدُّم والحضارة التي لا تكاد تخلو منها واحدة من دول العالم. وفي هذا المشروع الكثير من الأبعاد الإيجابية والتي من أبرزها تقديم المساعدة اللازمة والعاجلة في أي مكان وزمان، وتوفير عامل الوقت. { وأحسب أنني من أكثر المستفيدين من هذه الخدمة، وهي للعلم لا تقتصر على البلاغات والحوادث والجرائم والظواهر السالبة فحسب، فأنا مثلاً كلما مررت بأزمة مياه أو كهرباء ولم أعرف تماماً من أين يمكنني أن أبدأ في البحث عن الحل قمت فوراً بالاتصال بالرقم (999)، ويشهد الله أنني لم أجد من هؤلاء النفر المرابطين أمام الهواتف والمسارعين إلا الاستجابة الفورية لاتصالاتنا ونداءاتنا وكل تعاون ومعاملة طيّبة وحُسن توجيه مع تقديم الخدمة اللازمة. فلديهم تتوفر جميع أرقام الهواتف الضرورية سواء للإدارات الحكومية أم قطاعات الشرطة المختلفة أم مراكز الخدمات المتعلقة بحياتنا اليومية. { وحتى لو كان الحظ قد حالفني دائماً فلم أر منهم إلا كل ما يسرني ويُثلج صدري فإنني والحق يُقال لم أسمع من قريب أو بعيد أي شكوى حول أدائهم عبر الهاتف تحديداً، وإن كان لغيري بعض التحفُّظات حول سرعة الإجراء والتحرُّك، فإنني واثقة من أن شرطة النجدة لها مبرراتها الكافية للدفاع عن إتهامها بالتقصير. { ويبقى المهم، أن شرطة النجدة من الأهمية بمكان مما يتطلب أن نوليها المزيد من الإهتمام والرعاية على الصعيد الرسمي والشعبي، ومدّها بما يوفِّر لها المزيد من التطور في الأداء وتقديم الخدمات اللازمة لتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها. وربما تكون ال (999) كسائر الإدارات تفتقر لبعض المعينات وبها بعض القصور أو السلبيات الخفية عني أو الظاهرة، ولكني هنا وددت الإشادة تحديداً بكل رجالها الذين تحدثت إليهم عبر الهاتف في مناسبات مختلفة منها التبليغ عن حوادث مرورية أو اشتباكات عرقية أو مظاهر مؤذية في الشارع العام، فاستمعوا لي باهتمام ووعدوني خيراً وباشروا في تنفيذ الإجراء اللازم لحل مشكلتي المعنية. { وكنت من قبل قد تمنيت لو أن جميع مرافق الخدمة الضرورية كالإدارة العامة للكهرباء وغيرها سعت في إتجاه توفير (سنتر كول) برقم سهل ومتاح للجميع من أجل تسهيل أمر البلاغات وتقديم الخدمة اللازمة لنا في ظل الطفرة المفروضة في شأن الكهرباء. وكنت قد سمعت أخباراً طيبة في هذا الإتجاه ولكني لم أعلم إلى أين وصلت الآن. فإننا حقاً في أمسّ الحاجة لكل ما من شأنه تسهيل تصريفنا لأمورنا اليومية، ومثلما نجح مشروع ال(999) ولحق به مشروع (998) الخاص بالإدارة العامة للدفاع المدني وهي من الإدارات المهمة التي يقع على عاتقها عبء التأمين والحماية والإنقاذ، نتمنى أن نسمع عن المزيد من الأرقام القصيرة المهمة والمفيدة، وإنني أبحث عن رقم للإسعاف السريع وليته يكون مجانياً فلم أستطع حتى الآن أن استوعب فكرة الإسعاف مدفوع الأجر وبأرقام فلكية، وأبحث كذلك عن رقم لجهة معينة تختص بشؤون الأطفال ضحايا التحرُّش الجنسي العارض الذي يحدث في (رمشة عين) ويتطلب سرعة التحرك في إتجاه القبض على الجناة أو ترميم نفسية الطفل الضحية، وربما هناك العديد من الأرقام للعديد من الجهات المحورية ولكن المؤسف أنها لم تجد الإعلام الكافي لتعميمها على المواطنين بحيث تؤدي الغرض الإيجابي الذي أُنشئت من أجله وهذا تحديداً ما يميّز (999) لأنه أصبح معلوماً وشهيراً وسهل الحفظ ومن خلفه رجال متفاعلون على درجة كبيرة من الوعي واللباقة. { تلويح: (999).. خالص ودي وتقديري واحترامي.