في يوم غدٍ السبت يتجه كل الدراميين إلى مبنى الفنون الشعبية بأم درمان لعقد جمعيتهم العمومية إيذاناً بقيام اتحادهم بعد غياب دام أكثر من سبع سنوات حسب إفادات أحد أجنحتهم الثلاثة المتنافسة لنيْل رئاسة الاتحاد. الممثل الفنان الذي يتقمص كل الأدوار ليحاكي لنا حياة أفضل وليطرح قضايانا الشائكة في قالب درامي نتعلم منه كيف نصحح أخطاءنا، فشل هذا الفنان في السودان في أن يمثل نفسه بخلق بيئة صالحة للإبداع تبدأ من التعافي الداخلي مروراً بالاعتراف بالآخر نهاية بتغليب المصلحة العليا للوطن على المصلحة الشخصية. فشهد المواطن أطول و(أبيخ) مسلسل بلا منتج ولا مخرج، وببطولة كل (ممثل) في جمهورية السودان اسمه (حكاية اتحاد الدراميين) حتى تدخلت الدولة، وعبر وزير الدولة للثقافة الأستاذ علي مجوك المؤمن ليكوِّن لجنة برئاسة رئيس اتحاد شعراء الأغنية رئيس جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى الشاعر محمد يوسف موسى وخمسة آخرين لقيام جمعية اتحاد الفنون الدرامية في يوم غدٍ السبت عصراً. واستناداً إلى منتوجنا الإبداعي درامياً فإننا متخلفون وكل سوداني في (قلبو) أمنية في أن يرى عدداً من الأفلام السودانية السينمائية تنافس في المهرجانات العالمية وتنال الجوائز، وكل سودانية تتمنى أن يكون هناك نجم أسمر أنجبته أرض السودان تُعجب به جميلات العالم أكثر من توم كروز وميل غبسون وأميتاب باتشان، وغيرهم من سحرة الفن السابع. وبالمقابل كل سوداني يتمنى أن تفوق شهرة الممثلة السودانية الممثلة (نور) تلك التي أخذت الألباب في المسلسل التركي الأشهر (مهند ونور). وأرى أن مشكلة الدراما في السودان قبل أن تكون أمكانيات وقبولاً جماهيرياً، فإنها في أهل الدراما أنفسهم. وهذا ليس رأيي لوحدي، ففي عام 2005م إبّان فعاليات الخرطوم عاصمة الثقافة العربية قال الممثل العربي السوري الشهير أسعد فضة وكان يجلس بجانبه علي مهدي نوري، المهندس السعيد عثمان محجوب، الدكتور عثمان جمال الدين بوجود عدد من الزملاء قال فضة في رده على سؤالي عن مشكلة الدراما السودانية باعتباره ينظر من الخارج ومن ينظر من (بره) يرى جيداً كل الأشياء، قال أسعد فضة إن مشكلة الدراما السودانية في الدراميين أنفسهم! وتحدث عن نشأة الدراما السورية التي بدأت معنا تقريباً وكيف كان الممثلون السوريون يحملون الأحجار و(قداحة المونة) على أكتافهم في الريف السوري ويبنون المسارح الصغيرة ويأتون في المساء لتقديم العروض (مجاناً) لأهالي الريف حتى صنعوا جمهوراً يذهب ويدفع الغالي والنفيس لكي يشاهد المسرح. وأردف أن السودانيين من أهل الدراما ينتظرون الدولة في كل شيء، وبهذا تضيع السنوات سدى». وأعود لما سيواجه الاتحاد الجديد ولا أدري خيراً هو أم شر، حسب منظور علي مهدي، مكي سنادة، طارق البحر، خليفة حسن بلة، إبراهيم حجازي، بلقيس عوض، جمال عبدالرحمن، والرائع محمد نعيم سعد وكل البقية من مبدعينا إذا قال لي وزير الثقافة، السموأل خلف الله إنه سيحرر الدراما والمسرح في هذا العام ولن يكون هناك درامي واحد معيَّن من قبل الدولة في وظيفة حكومية وبالمقابل سيدعم كل الفرق والجماعات المنتجة بالمال الذي يغطي الإنتاج حتى يكون هناك مسرحاً في السودان. وتابعوا مقدمات الأحداث.