{ وشباب أبريل المصري الذي نضجت لديه انتفاضة التغيير في يناير.. { استبقته أبريل سودانية قبل ربع قرن من الزمان. { وإن كانت الانتفاضة السودانية صنعتها ألوان طيف سياسية واجتماعية. {و(عجائز) اليوم من قيادات الأحزاب لدينا كانوا أقرب إلى الشباب وقتها. { وقبل أن تنطلق ثورة (مايو) المظفرة بحسب رؤية عسكرها لها.. { انطلقت (مايو) سباقة لها بعام واحد فقط في فرنسا. { وكانت ثورة شبابية لم يأتِها باطل الأحزاب من أمامها أو خلفها. { ثورة شبابية (صافية) كما هي ثورة الشباب المصري الآن.. { كنا وقتها في (عزالشباب) كما يقول شاعرنا سيف الدسوقي.. { و(فيتنام) كانت مشتعلة.. { والشباب الأوروبي يتطوَّع للدفاع عن القضية الفلسطينية.. { والصراع الصيني السوفيتي في أوجِّه. { إن ثورة الشباب الفرنسي عام 1968م كانت ضد ما هو تقليدي وفكر جامد. { بيد أنها كانت تفتقد (طليعة) تقودها واختزلت فقط كحركة شبابية مستصحبة اندفاع وحماس الشباب. { وكانت تنظر بعيني الانبهار آنذاك ل(الألوية الحمراء) في إيطاليا و(الجيش الأحمر - بادر ماينهوف) في ألمانيا و(الخلايا الثورية) في بلجيكا و(الجيش الأحمر) في اليابان. { كما كان شباب (مايو) الفرنسي معجباً بثورية (كارلوس) الذي كان لصيقاً بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية عامة. { إلا أن مشروع الشباب الفرنسي تعرض للفشل حيث وظفوا ما هو (تنظيري) متجاوزين الواقع. { وعجزت ماركسية اليسار الجديد آنذاك أن تتغلغل في الشباب الأوروبي. { لأنهم تبنوا (الفكر الفوضوي المغامر). { فتعرضت ثورتهم للفشل.. { فإن كان شباب أوروبا في نهاية الستينات ظل منبهراً ب(هربرت ماركوز) وفي أفريقيا أيضاً زاد الانبهار بهذا المفكر. { وكانت كتبه التي يصدرها تترجم تباعاً وقد أسهمت في طباعتها دار الآداب البيروتية. { وكان لنا، ونحن شباب، نصيب من الاطلاع عليها. { بيد أن المفكر الآخر (لوسيان غولدمان) المعاصر لماركوز، لم يجد ذلك الشغف بقراءته في شكله الثقافي بالوطن العربي إلا مع حلول التسعينات من القرن الماضي. { والغضب الشعبي لدى الشباب المصري من كبت للحرية وبطالة وغلاء ومحاباة للأغنياء ضد الفقراء.. جعله ينتفض بعيداً عن أي أيديولوجية. { فكانت حركتهم الاحتجاجية لا تشبه من قريب أو من بعيد حركة الشباب الفرنسي عام 1968م. { واستطاع شباب مصر أن (يخطف) الأضواء.. أضواء المبادرة من جميع الأحزاب المصرية.. جديدها والذي شاخ منها.. وهزت عرش النظام وسوف تصبح السبب في تغييرات جذرية بالمجتمع المصري. { مثلما فعلها قبل ذلك طلاب الثانوية والجامعات في نهاية الستينات من القرن العشرين بفرنسا وهزوا عرش الجنرال ديجول. { الشباب المصري (خطف) مبادرة التغيير فهل (تخطف) الأحزاب هناك بريق انتفاضتهم في مقبل الأيام؟ { واحد مسطول ظل يدعو بأن يرزق بولد طوال 15 سنة.. فأتى إليه أحد أصدقائه وقال له: زهجتنا.. كدي في الأول عرِّس..!!