{{ أيام أن بدأت قناة (وناسة) الخليجية في الاستعداد كنت أتابع وبحرص شديد خطواتها الأولى في المشي لأسباب من وجهة نظري المتواضعة هي أسباب وجيهة أولها أنني من أشد المعجبين بأغنيات الفنان راشد الماجد الذي هو مالك القناة ومؤسسها، وثاني الأسباب أن تجربة دخول فنان بقامة راشد الماجد إلى سوق الفضائيات وخاصة الغنائية المنوعة كمالك هي تجربة جديرة بالمتابعة لأنه يمكن أن يحذو حذوها الكثير من الفنانين أصحاب الأموال الوفيرة والتجارب المحترمة في أن يمنحونا فضائيات تقدم غناءً وطربا جميلا بدلاً عن فضائيات (الهشك بشك) التي تعتمد علي الراقصات والجميلات لتسويق بضاعتها !! وأنا أتابع مراحل قيام هذه الفضائية لفت نظري حينها حديث بعض المتقدمين والمتقدمات كمذيعين ومذيعات عن الحزم والجدية والصرامة التي كان يتعامل بها معهم المقدم التلفزيوني اللبناني «نيشاني» الذي أوكل له مهمة تدريبهم على كيفية الوقوف أمام الكاميرات واستعمال الألفاظ والكلمات لدرجة أن إحداهن قالت إنه زجرها لأنها قالت «أحبائي» المشاهدين وقال لها (إن اللفظ فيه حميمية أكثر مما يجب والأفضل أن تقولي «السادة» المشاهدين). وتحدث أكثرهم عن الدروس التي تلقونها في التلقائية والبساطة التي يجب أن يكون عليها المذيع أو المقدم لأنه يتعامل مع أصناف من البشر. وفي نظري أنه ما بين التلقائية والسماجة خيط رفيع لو أن المذيع قطعه فسيظهر بشكل غير لائق ولا يخلو من السطحية كما حدث وللصدفة أمس الأول وفي قناتين إحداهما تحتل مكاناً طيباً عند المشاهدين وأخرى أبحث عن مبرر لوجودها ولم أجده حتى الآن ودعوني أبدأ من الأخيرة وهي فضائية زول حيث دار الحوار التالي ما بين مقدم برنامج (صباحكم أحلى) أحمد زروق ومقدمته هبة وكان الحديث يدور عن الغيرة فسألت هبة أحمد قائلة : أنت يا أحمد بتغير؟ أحمد: لا أنا ما بغير لأني مدلع. هبة: يعني أنت الصغير في بيتكم؟ أحمد: لا، أنا ما الصغير لكن أخواني بدلعوني. هبة: طيب أخوانك ديل ما بغيرو منك؟ أحمد: لا لا لا، أنا زول مدلع جداً. هبة: طيب بتغير على حبيبتك أو خطيبتك؟ أحمد: والله لمن تكون (ولاحظوا لي «لمن تكون دي !») لمن تكون عندي حبيبة ما قاعد أغير. ثم اعتدل في جلسته قائلاً: «عايني إنتِ جبتي البرنامج ده يوم ستة والليلة يوم تسعة وبتسألي فيني الاسئلة دي؟! هبة: آي بسألك وكمان عندي معلومات جديدة عنك من الكنترول. أحمد: شكلك كدي بتدفعي للناس دي عشان يمدوك بمعلومات عني وأنا مستعد أتخلى ليكِ عن راتبي كله. هبه: غايتو أنا عندي عنك معلومات كثيرة وبكرة تكون دقست معاي!! ولم يخرجنا من هذا الحوار (السمج) إلا اتصال متصل أنقذنا وأنقذ المتحدثين لأنني لا أدري إلى أين كان سيصل الحوار بينهما. والمشهد الثاني شاهدته في ذات المساء على النيل الأزرق وفي برنامج (مساء جديد) حيث قال فجأة مقدمه عبد العزيز سوركتي إنه كان يتحدث في البيت مع شقيقه الصغير عن الادخار ولو أخوه هسه شايفه برسل ليه تحياته وأشواقه ! يعني هو جاي من البيت وأخوه ليس مسافراً ولا بعيداً ولا معتصماً في التحرير حتى يبثه تحاياه. معقولة أي واحد يقول لي أخوه المذيع سلم عليّ من الشاشة يسلم عليه رغم أنف المشاهدين؟..بأمانة إذاكانت هذه هي التلقائية في نظر بعض المذيعين والمذيعات فأنا أنصحهم بالبحث عن هاتف نيشان أو معتز الدمرداش لعلهما يفكان الاشتباك لديهم فيدركوا حجم (السواطة) التي يقعون فيها! كلمة عزيزة هناك بعض الضيوف على الفضائيات يدخل الواحد الأستديو وهو «كاشي» حتى لو كان ممتلكاً لأدوات الحديث عن تخصصه، والمذيع الشاطر هو من يستطيع أن يعرف مداخل ضيفه ومخارجه فيفك وينداح ويجد نفسه مرتاحاً فينعكس ذلك على البرنامج وعلى المشاهدين أنفسهم. وبعضهم وأقصد مذيعين ومذيعات الواحد يلخبط ضيفه إما بمقاطعته أو تركه يتحدث كما يشاء دون مداخلات أو مقاطعات طالما هو مرتاح فيتحول البرود إلى الضيف وكمان المشاهد والله شاهد! كلمة أعز { نفسي أعرف العلة التي تجعل ظلال الأصيل على فضائية الشروق (معسما) ولا علاقة له بالليونة أو المرونة!!