السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التقاوى الفاسدة.. المتهم مجهول!
نشر في الأهرام اليوم يوم 13 - 02 - 2011

قضية التقاوى الفاسدة الخاصة ب(عباد الشمس) مازالت عالقة ومجهولة الفاعل. الصفقة الفاسدة تسبَّبت في خسائر فادحة للمزارعين، أوصلتهم إلى حد بيع أصولهم وكلفت الدولة مبلغ (200) مليون دولار قيمة استيراد زيوت من الخارج، ومازال الفاعل مجهولاً. شركة صافولا التي اتهمتها جهات عدة باستيراد تلك التقاوى أكدت ل«الأهرام اليوم» أنها لا تعمل في مجال التقاوى. المستندات التي تحصلت عليها «الأهرام اليوم» من إدارة التقاوى بوزارة الزراعة الاتحادية أكدت أن شركة صافولا ضمن جهات أخرى عديدة تعمل في الاتجار بتقاوى عباد الشمس ولديها ملف لدى الإدارة. وجزمت الإدارة أنها استخرجت شهادات للمنتج من بينها شهادة «إنبات»!
القضية برمتها شُكلت لها لجنة تحقيق للنظر فيها هذا الأسبوع، بالإضافة إلى دخول آليات زراعية تالفة لا تقوى على العمل قيمتها (7) مليارات جنيه والمسرح هذه المرة مشروع الجزيرة!!
إدارة التقاوى أكدت ل«الأهرام اليوم» أن من بين المستندات التي يتوقف عليها تصاديق الاستيراد لتقاوى عدة من بينها عباد الشمس والحصول على التصديق النهائي، من من بينها شهادة صحية دولية وشهادة فحص دولية من معمل معترف به. مدير إدارة التقاوى بالإنابة أكد ل«الأهرام اليوم» أن العينات التي يجرى عليها الفحص المبدئي تتم داخل معامل إدارة التقاوى، وقال أجرينا تلك الفحوصات وبحوزتنا شهادات الفحص للجهات المستوردة بما فيها شركة صافولا.
«الأهرام اليوم» طرقت أبواب شركة صافولا لوضع النقاط على الحروف، لكن بدلاً عن ذلك ازداد الأمر تعقيداً لتؤكد لنا الشركة أنها لا تعمل في مجال التقاوى، بينما أكدت وزارة الزراعة - إدارة التقاوى - أن لدى الشركة ملفاً يحمل الرقم (180) تتعامل من خلاله في تقاوى عباد الشمس.
أمين عام النهضة الزراعية، أكد أن التقاوى لا تتم متابعتها في كل مراحل المراقبة، وعلل ذلك بأن الجهات المستوردة ليس لديها صبر للانتظار حتى الشوط الأخير! وفي ذات السياق أكد اتحاد مزارعي القضارف أن التقاوى مثار القضية دخلت في وقت وجيز لا يمكن من فحصها.
فريق آخر فضل إسناد الأمر إلى ظواهر مناخية وذهبوا إلى أن ذلك غير مضمَّن في التأمين الزراعي.
أفاد اتحاد مزارعي ولاية سنار بأن إنتاجية الفدان لزهرة عباد الشمس في معظم المواسم الزراعية في أسوأ الأحوال يتراوح ما بين (8) إلى (10) جوالات إلا أن هذه التقاوى المستجلبة من جنوب أفريقيا لم تتعد إنتاجيتها سوى ال(38) كيلو للفدان.
وهنا ينهض سؤال جوهري: كيف مُررت هذه التقاوى من خلف فحص واختبار هيئة المواصفات وإدارة التقاوى - وزارة الزراعة؟ ما جريرة هؤلاء المزارعين المنتجين في أن يحصدوا وهَم الأماني الطيبة وبنك زراعي يلاحقهم بسداد مديونية بالرغم من أن البعض يحمله مسؤولية مؤشرات الإنتاج فيها؟!
الأمين العام للنهضة الزراعية؛ المهندس عبد الجبار حسين، في مؤتمر صحفي عقده بالمجلس الوطني، كشف أن تكلفة استيراد الزيوت هذا العام بلغت (200) مليون دولار وذلك بسبب الخسارة الكبيرة التي أحدثتها التقاوى الفاسدة لزهرة عباد الشمس، في وقت استفسرت فيه لجنة الشؤون الزراعية بالبرلمان في اجتماع ضم عدداً من الجهات حول التقاوى الفاسدة طالبت اللجنة بتحديد الجهة المسؤولة عن هذه التقاوى. بينما كشف ممثلو المزارعين المتأثرين بأن الخسائر بلغت (30) مليون جنيه. إلى ذلك قال رئيس لجنة الشؤون الزراعية بالبرلمان؛ يونس الشريف، إن الجهة المسؤولة عن تلك التقاوى الفاسدة غير معلومة حتى الآن، وشدد على ضرورة تحديدها. ومن جهته أقر عبد الجبار حسين في ذات الاجتماع بأن التقاوى المستوردة لا تتم في الغالب متابعتها في كل المراحل.
{ مَن المسؤول؟
وحمّل مشاركون في اجتماع عُقد بالبرلمان، البنك الزراعي مسؤولية استيراد تقاوى زهرة عباد الشمس التي أدت إلى فشل زراعة (850) ألف فدان في موسم 2008-2009م بولايات القضارف، سنار، النيل الأزرق، مما أدى لاستيراد البلاد لزيوت بتكلفة (200) مليون دولار، مطالبين البنك بالتنازل عن مديونته على المزارعين المتضررين. وقال ممثل اتحاد مزارعي القضارف بالاتحاد العام للمزارعين؛ حسن الهادي: «نحن كمزارعين لزهرة عباد الشمس ظللنا نوزع المحصول في القضارف من 1999م، وبدأنا بألف فدان ثم ارتفعت في الموسم الذي فشل فيه الإنتاج إلى (850) ألف دون أن تظهر أية مشاكل، موضحاً أنهم بمجرد زراعة تلك التقاوى في الموسم 2008-2009م تراجع إنتاج ال(850) فدان إلى الصفر ليؤدي ذلك إلى فشل المشروع برُمَّته. كما تمسّك الهادي بشكوك المزارعين وهي أن المشكلة تكمن في التقاوى المستوردة التي قال إن اجتماعاً أكد أن البنك الزراعي هو الجهة التي استوردت التقاوى بحسب اللجنة المختصة بالقضية، وأضاف أن البنك الزراعي مازال يطالب المزارعين بمديونيات تجاوزت ال(30) مليون جنيه، وخلُص إلى أن التقاوى وزعت للمزارعين في القضارف والنيل الأزرق وسنار دون إجراء تجارب عليها.
ومن جانبه قال أمين المال باتحاد مزارعي القضارف؛ حمزة عبد القادر، إنه اتضح لهم من خلال الاجتماع أن الممول الرئيسي للصفقة هو شركة «صافولا» والمسؤول عن دخول تلك التقاوى البنك الزراعي، كما شكك في أن تكون تلك التقاوى قد مرَّت بكل القنوات الخاصة بفحص التقاوى، وزاد: «التقاوى دخلت في زمن ضيق، ودخلت الميناء أيضاً في زمن ضيق ولا يمكن أن تمر بكل القنوات»، وتابع: «حسب خبرتنا فإن التقاوى الفاسدة هذه هي السبب المباشر في فشل الموسم الزراعي»، وأكد أن الاجتماع فشل في تحديد من سيتحمَّل المسؤولية عن الخلل، مشدداً على ضرورة تعويض المزارعين عن الخسائر التي لحقت بهم ورفع الديون عن كاهلهم.
{ لا علاقة لنا:
عضو مجلس إدارة شركة صافولا؛ المهندس صلاح بشير، أكد ل«الأهرام اليوم» أن شركتهم تعمل في مجال تكرير وتعبئة وتسويق الزيوت النباتية، وتدخل في شراء الحبوب الزيتية سواء زهرة عباد الشمس أو خلافه مثلها والشركات الأخرى التي تعمل في نفس المجال، وذهب في حديثه إلى أن الحبوب الفارغة من زهرة العباد التي زُرعت في المشاريع وأثارت موجة إعلامية كبيرة لا علاقة لشركة صافولا بهذا الأمر؛ لأن الشركة لم تفتح الاعتماد في سبيل استيرادها، وقال إن شركة صافولا هي التي روّجت لزهرة عباد الشمس كما أوجدت لها أسواقاً وهي التي أحيت زراعتها من أجل الحصول على بذور للزيوت، وأشار إلى أن الشركة لا تشتري مدخلات إنتاج، مؤكداً أنها تستورد حبوباً زيتية فقط، وزاد: ارتبط أمر استيراد الشركة لتقاوى زهرة عباد الشمس كتقاوى لأننا روّجنا لها من قبل، أما البذور الفارغة مثار القضية فمسؤوليتها جهات أخرى - على حد قوله، وشدد: «نطالب إن كان هناك مشترٍ لهذه التقاوى من شركة صافولا أن يُبرز أمامنا أي مستند، أو فاتورة شراء؛ لأنني من موقع مسؤوليتي بالشركة أقول لا علاقة لها بشراء أو بيع تقاوى زهرة عباد الشمس لأية جهة».
{ شركة صافولا مسجلة بإدارة التقاوى
داخل إدارة التقاوى التابعة لوزارة الزراعة حصلت «الأهرام اليوم» على خطاب من شركة صافولا معنون لمدير إدارة التقاوى فحواه طلب تجديد شهادة تسجيل التعامل في مجال التقاوى، وكان ذلك بتاريخ 9/11/2010م وحصلت على التجديد من ذات الإدارة تحت عنوان «شهادة تجديد التسجيل للتعامل في مجال التقاوى لسنة 2010م بالنمرة و ز ع/أ ت/35/7 م/ بتاريخ 10/11/2010م تحت صيغة شركة صافولا لزيوت الطعام «سودان» المحدودة مسجلة لدينا بالسجل الرسمي للمتعاملين في مجال التقاوى تحت الرقم (180)، ما ينفي زعم هذه الشركة بألاّ علاقة لها باستيراد التقاوى وبالذات زهرة عباد الشمس فهي حسب هذا الخطاب، الذي حصلت «الأهرام اليوم» على نسخة منه، معتمدة بسجلات إدارة التقاوى في مجال إنتاج واستيراد وتصدير وتسويق وتداول التقاوى للعام المالي 2010م.
فيما تحدث مدير إدارة التقاوى بالإنابة؛ الدكتور محمد الهادي صباح الخير، ل«الأهرام اليوم» مشيراً إلى أنه غير مسموح باستيراد التقاوى إلا للشركات المسجلة بإدارة التقاوى، وعلى هذه الشركات أن تلتزم بالضوابط التالية: أن تقدم شهادة تأسيس الشركات أو اسم العمل، عقد تأسيس هذه الشركة، شهادة بحث أو عقد إيجار ساري المفعول وموثق لمقر ومخزن الجهة، شهادة وعقد عمل المهندس المشرف على العمل الزراعي بالجهة المحددة، تسجيل الشركة أو اسم العمل بالمجلس الزراعي، القيام بزيارة ميدانية من المختصين بإدارة التقاوى لمعاينة أصول الجهة التي يجب أن تشمل الآتي: مكان الاتجار في التقاوى الذي ينبغي أن يستوفي المواصفات المحددة في اللوائح، ويجب أن يستوفي المخزن المواصفات المحددة في اللوائح، دفع رسوم التسجيل المقررة، ويجب التسجيل عند بداية كل سنة مالية.
ومضى في حديثه إلى أنه لا يسمح بإنتاج التقاوى إلا للمنتجين المسجلين لدى إدارة التقاوى وذلك بعد استيفاء الشروط والضوابط التي تؤهل المنتج للعمل في مجال الإنتاج، كما تتطلب عملية الإنتاج التزامات يقع بعضها على المنتج والآخر على إدارة التقاوى تتضافر جميعها لضمان إنتاج تقاوى تنطبق عليها مواصفات الجودة المطلوبة، وقال إن تحديد مصدر التقاوى تكون جودتها قد تمّ اعتمادها من إدارة التقاوى وتسجيل المساحات المراد زراعتها بدقة وفق خرائط توضح أماكن الزراعة وأية معلومات مهمة أخرى قبل وقت كافٍ من التفتيش الحقلي، ثم تحديد المهندس الزراعي المشرف على الإنتاج، مشيراً إلى متابعة عمليات الحصاد ورصد الإنتاج بالمواقع قبل التخزين. إلى ذلك تحدث عن التأكد من وصول نفس المنتج من التقاوى إلى المخازن ومراكز الإعداد التي يجب أن تكون معلومة مسبقاً لإدارة التقاوى ثم الترقيم قبل وبعد الإعداد للعملية وإحكام العبوات ووضع بطاقات الاعتماد.
وأشار الدكتور محمد الهادي في حديثه ل«الأهرام اليوم» الى أن دور إدارة التقاوى يتمثل في إجراء التفتيش المنتظم في جميع مراحل الإنتاج المنصوص عليها في اللوائح وفق أسس علمية محددة ثم تسجيل الإنتاج الحقيقي للمنتج النهائي لكل محصول ورصده بصورة دقيقة ومتابعة الصرف.
{ ضوابط الاستيراد
ومن جهة أخرى أشار دكتور محمد الهادي إلى أنه غير مسموح بالاستيراد إلا للشركات المسجلة بإدارة التقاوى وعليها أن تلتزم بضوابط الاستيراد المحددة في القانون ومنها الحصول على التصديق المبدئي من إدارة التقاوى وأورنيك (10) من السيد وكيل وزارة الزراعة واعتماداً على التصديق المبدئي وترفق مع طلب الاستيراد فاتورة مبدئية من المنشأة أو فروعها يبيّن فيها المحصول، الصنف، درجة البذرة، الكمية، العرض، ميناء الوصول، منها تمنح تصاديق الاستيراد للمحاصيل الحقلية «ذرة رفيعة، ذرة شامية، عباد الشمس»، ثم الحصول على التصديق النهائي للإفراج عن التقاوى من ميناء الوصول على أن تتوفر المستندات التالية: (1) الفاتورة النهائية (2) مستندات الشحن (3) شهادة صحية دولية (4) شهادة تفيد بعدم التحور الوراثي (5) شهادة فحص دولية من معمل معترف به.
وذهب في حديثه إلى استكمال أوراق استيراد تقاوى، بالإضافة لما سبق ذكره يستلزم أيضاً استخراج شهادة من الحجر الزراعي بالسودان تفيد بخلوها من الآفات، كما يتم فحص التقاوى بمعامل إدارة التقاوى، وقال: عند الاستيراد لا بُد من وجود باحث تجارب واستزراع لمدة عامين لتتم إجازتها بواسطة لجنة إجازة أصناف التقاوى، والباحث هو الذي يتابع مراحل العمل المختلفة وبعدها يعرض إنجازه بصفة نهائية أمام لجنة البحث العلمي بإدارة التقاوى، واستطرد: زهرة عباد الشمس تستورد سنوياً ولا يمكن الاحتفاظ بتقاويها للعام الزراعي التالي مثل بذرة الذرة الرفيعة أو الذرة الشامية لأنها هجين تفتقر إلى الأم والأب في اللقاح، وختم بأن هذه التقاوى تظل حصرياً على الجهة المستوردة ولا يحق لهذه الجهة المتاجرة فيها وإن اكتشفت إدارة التقاوى ذلك تقوم بإلغاء التصديق على الفور.
{ طلب استيراد
حصلت «الأهرام اليوم» على وثيقة من إدارة التقاوى - وزارة الزراعة توضح الكمية من زهرة عباد الشمس التي قامت باستيرادها شركة صافولا للزيوت في 2007م وهي نفس الكمية التي قامت بزراعتها خلال موسم 2008م وتفاصيلها كالتالي:
فيما تحدث مدير البنك الزراعي؛ الأستاذ عوض عثمان المبشر، ل«الأهرام اليوم» مشيراً إلى أن دراسة الاحتياجات وخطة محصول عباد الشمس من قبل اللجنة العليا لمحصول زهرة عباد الشمس برئاسة بروفيسور مأمون إبراهيم ضو البيت لزراعة محصول عباد الشمس والمساحة المستهدفة حسب الخطة الخمسية هي (1.250.000) فدان وبناءً على ذلك تم تحديد احتياجات التقاوى لعدد (2250) طناً بواقع (1.8) كجم للفدان متوفر منها (200) طن متبقي الموسم السابق، عليه يصبح للتقاوى موسم 2009م للقطاعي المطري والمروي (2000) طن تقاوى. كما طلبت اللجنة العليا من وزير الزراعة الاتحادي مخاطبة البنك الزراعي للبدء في شراء هذه الكمية بإشراف اللجنة التنفيذية العليا كما تمّت مخاطبة البنك الزراعي من قبل السيد وزير الزراعة، وأردف: وافق البنك الزراعي على الدخول في تمويل الجهات الراغبة في الاستيراد كمرابحة الأمر بالشراء، تم تحديد الجهات المستوردة وتحديد نوعية التقاوى من قبل اللجنة الفنية العليا لزهرة الشمس (PANNAR). (Hyssam 33)
{ بيان التقاوى
كما تمّ التعاقد مع شركة هارفست للاستثمار المحدودة لاستيراد (2000) طن تقاوى عباد الشمس بموجب توكيل من الشركات الموردة للقيام بكل الإجراءات الخاصة بالاستيراد والمتابعة مع الجهات المختصة مثل إدارة التقاوى بوزارة الزراعة للحصول على إذن الاستيراد والفحص النهائي بعد وصول التقاوى إلى ميناء بورتسودان بما فيها إدارة الحجر الزراعي، كما تمَّ تكوين لجنة فنية عليا ببورتسودان تمثل كل الجهات «جمارك، موانئ ، حجر زراعي، فحص تقاوى» للسرعة وترحيلها إلى فروع البنك المختلفة.
ظلت «الأهرام اليوم» تتردد على هيئة المواصفات والمقاييس قرابة الأسبوعين لاستخراج معلومة أو تمليك الصحيفة شهادة الإفراج عن التقاوى زهرة عباد الشمس من جنوب أفريقيا بواسطة شركات صافولا/ باسفيك باستراليا/ شركة بانار بجنوب أفريقيا/ شركة هارفست للاستثمار المحدودة، إلا أني حددت لقسم العلاقات العامة فقط شركة صافولا باعتبارها الشركة الممولة لاستيراد تقاوى زهرة عباد الشمس للعام 2007-2008م، إلا أن الهيئة تعمّدت عدم تمليكنا المعلومات اللازمة حتى اللحظة أو الرد على خطابها وقالت لا تعلم متى يكون ذلك!! مما جعلنا نتساءل إن كانت الهيئة استخرجت الإفراج النهائي لهذه التقاوى وفق مواصفاتها أم لم يتم ذلك.
{ شهادات إفراج
«الأهرام اليوم» تحصّلت ما يفيد بأنه قد صدرت العديد من شهادات الإفراج من ميناء بورتسودان لاستلام هذه التقاوى وصدرت بموجبها شهادات مستوفية لكل الشروط القانونية من مواصفات، واختبارات تجاربية، وتسديد رسوم وخلافه من إدارة التقاوى، ثم المواصفات والمقاييس التي تمَّ على إثرها التصديق النهائي لاستيرادها. وقد عاينت «الأهرام اليوم» صوراً عديدة من هذه الإفراجات ما يفيد بأن هذه الشركات قد حصلت على تصديقات استيراد هذه التقاوى عبر جهات الاختصاص مما يجعل الملف أكثر تعقيداً!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.