حمل مشاركون في اجتماع عقد بالبرلمان امس، البنك الزراعي مسؤولية استيراد تقاوي زهرة عباد الشمس التي ادت الى فشل زراعة 850 ألف فدان في موسم 2008 2009 بولايات القضارف وسنار والنيل الازرق، واضطرت البلاد لاستيراد زيوت بتكلفة 200 ألف دولار، وطالبوا البنك بالتنازل عن مديونيته على المزارعين المتضررين والتي تبلغ 30 مليون جنيه. وعقدت لجنة الشؤون الزراعية بالمجلس الوطني اجتماعا حاسما امس لبحث قضية تقاوي زهر عباد الشمس ضم كافة الجهات المختصة. ورفض اتحاد مزارعي القضارف المبررات التي ساقتها اللجنة الخاصة بدراسة اسباب فشل الموسم الزراعي 2008 - 2009م، والتي حصرتها في الظروف الطبيعية وتعرض الزهرة لظاهرة انخفاض الانتاج بمرور السنين. وقال ممثل اتحاد مزارعي القضارف بالاتحاد العام للمزارعين، حسن الهادي «نحن كمزارعين لزهرة عباد الشمس ظلننا نزرع المحصول في القضارف من 1999م، وبدأنا بألف فدان وارتفعت في الموسم الذي فشل ل 850 الف فدان دون ان تظهر اية مشاكل» واوضح ل»الصحافة» انه بمجرد زراعة تلك التقاوي في الموسم 2008 - 2009م، تراجع انتاج 850 الف فدان الى الصفر وفشل المشروع برمته. وتمسك الهادي بشكوك المزارعين في ان المشكلة تكمن في التقاوي المستوردة التي قال ان اجتماعا امس اكد ان البنك الزراعي هو الجهة التي استوردت التقاوي بحسب اللجنة المختصة بالقضية، واضاف ان البنك الزراعي لا زال يطالب المزارعين بمديونيات تجاوزت 30 مليون جنيه، وذكر ان التقاوي وزعت للمزارعين في القضارف والنيل الازرق وسنار دون اجراء تجارب عليها. من جانبه، قال امين المال باتحاد مزارعي القضارف، حمزة عبدالقادر ل»الصحافة» انه اتضح لهم من خلال الاجتماع ان الممول للصفقة شركة صافولا والمسؤول من دخول تلك التقاوي البنك الزراعي، وشكك في ان تكون تلك البذور مرت بكل القنوات الخاصة بفحص التقاوي. وزاد : «التقاوي جلبت في زمن ضيق ودخلت للميناء ايضا في زمن ضيق، ولا يمكن ان تمر بكل تلك القنوات» وتابع: «حسب خبراتنا التقاوي هي السبب في فشل الموسم وربما لم تخضع لفحص دقيق». واكد ان الاجتماع عجز عن تحديد من سيتحمل المسؤولية عن الخلل، وشدد على ضرورة تعويض المزارعين عن الخسائر التي لحقت بهم ورفع الديون عن كاهلهم. في ذات المنحى، اقر الامين العام للنهضة الزراعية، عبدالجبار حسين، بعدم متابعة التقاوي المستوردة لآخر مرحلة، وقال خلال اجتماع الامس انه لا توجد تقاوي مستوردة تمت متابعتها حتى الشوط الاخير، ونفى دخول تقاوي عباد الشمس مسار الخلاف عبر طرق ملتوية، واكد انهم مقتنعون بأن العوامل المناخية وراء انهيار المحصول في الموسم 2008 - 2009م، وليس فساد البذور، وقطع بتعرض الزهرة بعد كل فترة لظواهر مناخية. واكد ان البنك الزراعي غير متخصص ووصفه بالمحمي. واكد عبدالجبار ان الموسم الفاشل كلف السودان استيراد زيوت بمبلغ 200 ألف دولار. من جانبه، اكد رئيس لجنة الشؤون الزراعية بالبرلمان يونس الشريف ضرورة تحديد المسؤول عن فشل محصول عباد الشمس، وقال إن الاجتماع لم يصل لنتيجة مهمة بتحديد الجهة المسؤولة، وقرر احالة القضية برمتها للجنة البرلمان الفرعية لدراستها وتحديد المسؤولية.