{ ولأن الفضاء أصبح مفتوحاً بما قد لم يكن يتصوره أحد لم تعد وسائل تضليل الرأي العام ومحاولات تغيير وتزييف الحقائق تجدي مع الشعوب، لذلك سأظل أعيد وأكرر أن المناخ الإعلامي كلما كان ديمقراطياً ومتاحاً للرأي الآخر ومانحاً إياه فرصة أن يقول ما لديه دون تكميم أو إبعاد سيظل متنفساً هواءً نقياً وصالحاً للحياة الطبيعية. ولعلي ظللت طوال الأيام الماضية أتابع موقف التلفزيون المصري الرسمي من أحداث ثورة 25 يناير التي حاول من خلالها أن يهمِّش دورها ويبخس من بداياتها الأولى مما جعل المشاهد العربي الذي كان يبحث عن الحقيقة آخر ما يفكر فيه هو أن يشاهد التلفزيون المصري الذي ثبتت عدم مصداقيته في الآراء حتى في الأرقام، ليتَّجه المشاهدون بكلياتهم نحو الجزيرة التي نصبت كاميراتها في ميدان التحرير صباح مساء حتى شعرنا أننا موجودون داخل الحدث لحظة بلحظة. ولعل التلفزيون المصري لم يضلل الرأي العام فقط ولكنه ضلل النظام المصري نفسه بأن صوَّر له صور غير الواقع ليتفاجأ بحجم الكراهية والشعور بالغضب الذي كان يحمله الشارع تجاهه والآن أنظر إلى بعضهم وهو يحاول أن يركب الموجة ويلبس بدلة الثورة دون حياء وكأن ذاكرة الشعوب تموت كل مساء لتصحو على ذاكرة خالية من المحفوظات. لذا أعتقد أن الإعلام الوطني يجب أن يكون في المقام الأول هو المتحرك بنبض الشارع والعاكس للصورة الحقيقية للأحداث حتى يكون مرجعاً صادقاً وواضحاً لكل باحث عن الحقيقة، أما من يحاول أن يغازل السلطة مزيفاً الواقع ومبدلاً الحال والأحوال فهو لن يكون سوى بوق يردد أحاديث جوفاء لن يستمع لها أحد لأن حدود الاستماع أصبحت متاحة وبالضغط فقط على زر الريموت كنترول! لذا ولأولئك المتشبثين بمقاعد الإدارات حتى ولو على حساب مصداقيتهم، أقول لهم رجاءً اقعدوا بعافيتكم لكن دعوا هذه الوسائط منبراً للرأي الحر ومرآة تعكس هموم الوطن والمواطنين، والسودان لن نبنيه إلا بمواجهة الحقائق ومعالجتها. كلمة عزيزة {{ أعتقد أن المواطن وبفضل الوسائط الإعلامية المتعددة من صحف وإذاعة وتلفزيون ليس في حاجة إلى لافتات قماشية ضخمة زي بتاعة الانتخابات تذكره بأن عليه المحافظة على نظافة البيئة وهو دور يمكن أن تقوم به المدارس وحتى الجامعات وليس بالضرورة أن يكون في شكل لافتات مدفوع فيها شي وشويات كما تفعل محلية بحري التي تعلق لافتات تحض المواطن على نظافة المدينة وهي ليست ممهورة بإمضاء المعتمد أو حتى مسؤولي النظافة ولكنها بإمضاء شخصية (تخيلية) من بنات أفكار المحلية اسمها (ظريف النظيف) وبما أننا أخيراً عرفنا من هو المسؤول عن النظافة في مدينة بحري فحنفك رقبة المعتمد ونتعلق في رقبة ظريف النظيف ونقول يا ود يا ظريف اللافتة المعلقة بعد مدخل كوبري المك نمر بقليل يبعد عنها موقف المواصلات بأمتار حيث هو مثال للقذارة وتراكم الأوساخ، ويا ظريف النظيف لم نشاهد في حي الصافية ومنذ أكثر من أسبوعين عربة لرفع القمامة. وبعدين يا أستاذ ظريف أليس من أولويات الاهتمام بصحة البيئة أن يتم تشجير شوارع مدينة بحري الرئيسية أسوةً بما يحدث في المدن الكبيرة والعواصم التي تزيِّن شوارعها الخضرة وتمتد فيها مصابيح الإنارة لتحيل ليلها صباحاً أبلج. لذا فإن أسلوب اللافتات الذي يحاول من خلاله البعض أن يوحي بأن هناك حراكاً وعملاً يتم هو أسلوب «مفقوس»؛ لأن من يتحرك ويعمل تكون النتيجة واضحة بالنسبة للمواطن قبل الجهة التي تحاسبه أو هي مسؤولة عنه إدارياً بصفة مباشرة خاصةً إن كان العمل مرتبطاً بصفة مباشرة بالمواطن كالنفايات أو الإمداد الكهربائي أو الإمداد المائي وقديماً قيل «الفيه طيب بنشم»..!! كلمة أعز أجمل ما في أماسي أُم دُر أنها منحت بعض الفنانين المتهمين بالكسل فرصة الظهور بأعمال خاصة بهم مثل ياسر تمتام وهشام درماس!