لكل إنسان طموح وآمال يحاول أن يحققها وأن يصل إلى كل حلم يراوده في مرحلة طفولته. ومن أهم الطموحات التي من البديهي أن يكون الطفل قد بدأ التفكير فيها «المهنة» التي يسبقها دائماً اختيار لمجال دراسة معيّن في المرحلة الجامعية. وهذا الطموح من الممكن أن يتلاشى أو أن يتغيّر إذا ما حاول الأهل أن يختاروا بديلاً لأبنائهم وحاولوا إجبارهم على التوجُّه لما يوافق ميولهم ورغباتهم هم. فيما يحدد اختيار المجال الدراسي الجامعي أو الأكاديمي مستقبل الفرد. «الأهرام اليوم» سألت بعض الأمهات والآباء والأبناء لمعرفة رأيهم في هذا الجانب المهم من حياتهم فماذا قالوا؟ تحدث لنا أبو فيصل الذي أصرّ على إنه سيجعل أبناءه يلتحقون بكليات الحاسوب ولن يترك لهم المجال للاختيار بأنفسهم، ذلك لأن المستقبل هو لمن يحمل شهادة في علوم الحاسوب. لذلك لن يقبل أبداً بمسألة الميول أو الرغبة. وإضاف الآن المجتمع أصبح يعتمد اعتماداً كلياً على الحاسوب الآلي في أغلب شؤونه، وأردف في حديثه أن ابنه فيصل تخرّج منذ سنتين وأنه متأكد من أنه راضٍ عن مسيرته الأكاديمية وعمله في مجال الكومبيوتر. وتحدث محمد عثمان بأنه من المفترض أن نكتشف ميول أطفالنا أولاً ثم نعمل على تنميته حتى نسهِّل عليهم اختيار تخصصهم الجامعي ثم مهنتهم التي ستكون معهم إلى الأبد. وأضافت سارة عمر طالبة في جامعة السودان بأنها وبسبب رغبة والدتها في أن تدرس الهندسة تعددت سنوات رسوبها في الجامعة. وتقول أمي أرادت أن أكون امتداداً لها وأكمل ما بدأته هي في حياتها متجاهلة رغبتي وميولي وبسبب ذلك منذ ست سنوات لم استطع التخرُّج مع العلم بأنني حاولت تغيير التخصص إلى رياض أطفال ولكن دائماً ما يُقابل ذلك بالرفض من قبل أمي التي تهددني بغضبها عليّ فماذا أفعل؟!. وفي السياق تحدث سامي ماجد بأنه هل يُعقل أن يختار لي أي إنسان مهما بلغ من الذكاء والعلم والحب مصيري وعملي في المستقبل؟! وأوضح أنه من الممكن أن يتقبّل النُّصح والتوعية من أهله أو المعلمين ولا يرضى برأي أحد في تحديد مصيره في المستقبل. أما عائشة «ربة منزل» فتقول رغم كِبر سنها لكنها لم تتدخّل يوماً في تحديد مسار أبنائها الأكاديمي وهي سعيدة باختياراتهم وتوجهاتهم الدراسية. وأكدت أنها ربتهم على الاعتماد على النفس والثقة في الذات وما تحصده الآن هو نجاحهم الذي أتى عبر احترامها لرغباتهم الأولى. وأضافت سماح صالح طالبة ثانوي أنها لم تُقرر بعد، لكنها تود ترك ذلك لعام أو عامين حتى تتأكد من درجاتها في نهاية العام. وأضافت بالنسبة لأهلها فإنهم لن يفرضون عليها شيئاً بل العكس نصحوها باختيار التخصص الذي تحبه وتستطيع النبوغ فيه. التقينا كذلك بأحد المحامين الذي قال لنا: لن أعيد غلطة أبي مع أولادي مرة أخرى فقد تسبّب بفقدان هدفي وهو أن أصبح معلماً لهذه الأجيال الصاعدة بعد أن أجبرني على التخصص في مجال المحاماة حتى لا يتفوّق عليَّ أحد من أبناء عمي الذين تخص أحدهم في مجال الطب ناسياً أن المسألة مسألة ميول ومهارات. وأردف قد حاولت جاهداً أن أقوم بتغيير تخصصي الدراسي لكن دون جدوى، فقد كان والدي وما زال متعنِّتاً في هذا الجانب سواء معي أو حتى مع بقية إخوتي. والآن أنا محامٍ أمارس عملي دون أن أجد نفسي فيه.