{ في مصر أذاع المجلس الأعلى للقوات المسلحة المكلف بإدارة الدولة بعد إجبار الرئيس مبارك على «التنحي»، تعهده بالالتزام بكل المعاهدات الدولية التي أبرمتها مصر بما في ذلك معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل التي وقعتها حكومتا البلدين في 26 مارس 1979م. { وقد جرت العادة أو العرف عند أي تغيير سياسي، انقلابياً كان أو ثوريا،ً أن يحرص النظام الجديد، من باب السعي نحو التمكين والبقاء، على أن يعلن على الملأ التزامه بكافة الاتفاقات والمعاهدات التي وقعها النظام القديم. { ورغم ذلك ولأنها مصر ولأنه الجيش المصري فقد جاء التزام المجلس الأعلى للقوات المسلحة مخيِّباً للآمال، آمال المصريين الذين نفذوا الثورة النبيلة، وآمال الأمة العربية التي انبهرت بهذه الثورة وحلمت بأن تعود مصر بعد الثورة إلى مكانها القديم رائدة وقائدة في العالم العربي وأفريقيا. { وعلى الجانب الآخر فرح الإسرائيليون بما أذاعه المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، فقد رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتعهد المصري الرسمي بالالتزام بالمعاهدات الدولية بما في ذلك معاهدة السلام التي وقعتها مصر وإسرائيل عام 1979م، وقال إن هذه المعاهدة تشكل حجر الزاوية في السلام والاستقرار في كل الشرق الأوسط. { وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان: «إن إسرائيل لم تكن معنية بشؤون مصر الداخلية والشيء الوحيد الذي تريده إسرائيل هو استقرار المنطقة واحترام معاهدة السلام الموقعة مع مصر عام 1979م». { وقبل ليبرمان فإن وزير المالية الإسرائيلي أيَّد البيان المصري الرسمي وقال «إن السلام ليس في مصلحة إسرائيل وحدها لكنه أيضاً في مصلحة مصر، إنني سعيد جداً بهذا البيان». { وفي الأخبار أيضاً أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المكلف بإدارة شؤون مصر المشير محمد حسين طنطاوي. { ويقولون إنه ليست إسرائيل وحدها التي تخشى أن تؤدي الإطاحة بالرئيس مبارك إلى المساس بمعاهدة السلام وإنما تشترك معها في هذه الخشية الولاياتالمتحدةالأمريكية التي كانت أهم وأقوى حلفاء مصر المباركية. { ويقولون أيضاً إن الجيش المصري في مستوياته العليا يؤيِّد هذه المعاهدة التي وقعها في 26 مارس 79 الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيجن ونتج عنها اعتراف مصر بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية بينهما وإنهاء حالة الحرب. { وللجيش المصري في مستوياته العليا حساباته المقدرة في استمرار تأييده لهذه المعاهدة التي ترفضها مصر الثائرة والسواد الأعظم من جيشها. { وفي كل الأحوال فإنه ليس في مقدور أحد أن يزايد على وطنية الجيش المصري ولا على عروبته وحرصه على تلبية أشواق وتطلعات شعبه العظيم.