قال بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية إن بلاده تأمل في أن تتمسّك مصر بمعاهدة السلام التي وقّع عليها البلدان عام 1979م كما وعد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية. وأضاف أنه في الوقت الذي يتمنى فيه أن تنجح مصر في تحقيق الديمقراطية إلا أنه مطالب بالاستعداد لما هو أسوأ. وقال نتنياهو في خطاب ألقاه أمام بعض القادة اليهود الأمريكيين خلال زيارتهم للقدس: لا أحد يعرف ما سوف تصبح عليه الأوضاع في مصر. وذكرت جريدة (هآرتز) الإسرائيلية أن البعض انتقدوا مخاوف إسرائيل مما يجري في مصر ولم يبدوا إلا حماساً قليلاً لما جرى، وحيال ذلك قال نتنياهو «إذا كان هناك فرق في الموقف من حوادث مصر بين إسرائيل والآخرين، فإنه يتمثل في أنني لا أستطيع أن أتمنى الأفضل وحده لكنني مطالب في نفس الوقت بأن أستعد لما هو أسوأ». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن بعض هذه الاستعدادات لما هو أسوأ أن ننبِّه الحُكام على امتداد الكرة الأرضية بالأخطار المحتملة جراء الثورة المصرية. وقال نتنياهو: «لست أشك في أن المحافظة على السلام وتعميقه من مصلحة مصر وأتمنى أن يتحقق ذلك جنباً إلى جنب مع قيام مجتمع حُر ديمقراطي في مصر». ونكتفي بهذا القدر من كلام بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل أمام بعض القاده أو البارزين اليهود الأمريكيين في القدس تعليقاً على الثورة الشعبية المصرية. وكان واضحاً أن نتنياهو لايستطيع إلا أن يشيد بثورة متميزة نفّذها الشعب المصري .. وفي نفس الوقت فإنه يتخوّف من أن تُفضي هذه الثورة الشعبية إلى نظام رافض للاعتراف باتفاق كامب ديفيد ومعاهدة السلام .. وهو احتمال وارد، ولذلك فإن إسرائيل .. ومن هم وراء إسرائيل كما كان يقول عبدالناصر وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية سوف يبذلون قصارى جهدهم للحيلولة بين مصر وبين الانعتاق من كامب ديفيد ومن معاهدة السلام التي وقّعها الرئيس المصري السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن في مارس 1979م. والذي يزعج إسرائيل وحلفاءها أكثر وأكثر أن كل القوى السياسية المرشحة لحكم مصر من خلال العملية الديمقراطية لها رأي في كامب ديفيد وفي المعاهدة. وهذا الرأي لايصب في مصالحة إسرائيل فهو رأي منحاز تماماً لضرورة تلبية المطالب الوطنية للشعب الفلسطيني الذي تعرَّض ولايزال لأحد أبشع أنواع الاستعمار وهو الاستعمار الاستيطاني. والعرب والمسلمون والمسيحيون العرب والأحرار في مشارق الأرض ومغاربها يتمنون من القلب ألا تنتكس وألا تُجهض هذه الثورة المبهرة التي فجّرها الشعب الخالد في مصر العظيمة التي هي في بعض الروايات السودان الشمالي تماماً مثلما هو مصر الجنوبية.