{ أعلن الأمين العام للجامعة العربيَّة، السيِّد «عمرو موسي»، رغبته في ترشيح نفسه لانتخابات رئاسة الجمهوريَّة في مصر، التي تنعقد خلال الأشهر الستَّة القادمة. ومعلومٌ أنَّ جدلاً كثيفاً ثار مؤخَّراً داخل الدوائر الدبلوماسيَّة العربيَّة، خاصَّة (الخليجيَّة)، حول ضرورة ترشيح شخص لشغل منصب الأمين العام للجامعة العربيَّة، من دولة عربيَّة أخرى غير «مصر»، دولة المقر، علماً بأنَّه لا يوجد عرف في المنظمات الدوليَّة والإقليميَّة، مثل الأمم المتِّحدة والاتِّحاد الأفريقي ومنظَّمة المؤتمر الإسلامي، وغيرها، بمنح (دولة المقر) حقَّ التمتُّع الدائم بمنصب (الأمين العام)، وإلاَّ لكان الأمين العام للأمم المتِّحدة «أمريكياً» قحَّاً.. على مدى الدورات، فمقرُّ الأمم المتَّحدة الدائم في نيويورك..! ولكان رئيس مفوضيَّة الاتِّحاد الافريقي إثيوبيَّاً من «الأمهرا» أو «التقراي» أو «الأرومو»، فرئاسة الاتِّحاد في «أديس أبابا» عاصمة أفريقيا وزهرتها الجديدة !! { تولَّى منصب الأمين العام للجامعة العربيَّة، منذ إنشائها في العام 1945م، ستَّة أشخاص، «خمسة» منهم مصريُّون، بينما جاء «واحد» فقط من «تونس»، هو السيد «الشاذلي القليبي». { وبمغادرة «عمرو موسى»، الذي ظلَّ أميناً عاماً للجامعة منذ العام (2001)م، فإنَّ مقعد (الأمين العام) سيكون مرشَّحاً لمنافسة ساخنة، خاصَّة في ظل تنامي حركة الثورات والانتفاضات الشعبيَّة في الوطن العربي، انطلاقاً من «تونس» إلى «مصر»، وصولاً إلى «اليمن» و«ليبيا» و«الجزائر». { ومثلما انتفضت الشعوب العربيَّة، وطالبت بالتغيير، وكان لها بعضٌ ممَّا أرادت، فإن المنطق يفرض أن تتحرَّك الأنظمة العربيَّة باتِّجاه شعوبها، بإحداث التغييرات (الداخليَّة) اللازمة، كما ينبغي أن تطال أيادي الثورة هياكل ومؤسَّسات الجامعة العربيَّة واختيار شخصيَّة (ثائرة) و(متوازنة) في ذات الوقت، لمنصب الأمين العام. { السودان لديه فرصة ذهبيَّة مواتية لنيل المقعد العربي الأهم، بترشيح الدكتور «مصطفى عثمان اسماعيل» لهذه الوظيفة الإستراتيجيَّة، التي يمكنه من خلالها أن يقدِّم الكثير للسودان، خاصَّة في مجال تمويل مشروعات الاستثمار والتنمية والإعمار، مثلما فعل لشرق السودان عبر مؤتمر إعمار الشرق، الذي استضافته وتبنَّته دولة «الكويت» الشقيقة، وحقَّق نجاحاً منقطع النظير. { د. «مصطفى» بمقدوره أن يكون مرشَّحاً (قويَّاً) للمنصب لأسباب عديدة أهمُّها: أولاً: علاقاته (الوثيقة جدَّاً) بزعماء ووزراء خارجيَّة عدد كبير من الدول العربيَّة، ابتداءً من الكويت والسعوديَّة وقطر وسوريا وليبيا، وانتهاءً بمصر نفسها. { ثانياً: تربطه علاقة ودٍّ خاصة ومميَّزة مع الأمين العام الحالي السيِّد «عمرو موسي»، وتردَّد ذات مرَّة أنَّ «موسى» عرض عليه العمل بالجامعة، في إطار مساعدي الأمين العام، ومن المؤكَّد أنَّه سيكون صاحب تأثير كبير في اختيار الأمين العام (الجديد)، خاصةً وأنَّه مرشَّح لرئاسة الجمهوريَّة في (دولة المقر).. الدولة الأكثر تأثيراً في الوطن العربي. { ثالثاً: هناك دول ستساند مرشَّح «السودان» من الوهلة الأولى، دون حاجة إلى كثير عناء، مثل: جيبوتي، الصومال، موريتانيا، اليمن ، وسوريا - إذا لم يكن هناك مرشُّح سوري. { رابعاً: إذا لم تقدِّم دول (الخليج) مرشَّحاً متَّفقاً عليه، فإنَّ هذه الدول ستساند مرشَّح السودان، حتَّى لو قدَّمت مصر مرشَّحاً بديلاً لعمرو موسى، لأنَّها - خاصة قطر - تطالب بتدوير المقعد. { خامساً: للدكتور «مصطفى» نشاط سابق في مجال المصالحات العربيَّة، أبرزه تدخّله المشهور في الملف (اللبناني) وهو أعقد الملفات العربيَّة على الإطلاق، وقد وجد قبولاً وترحيباً كبيراً في دولة ليس من السهل أن تجلس إلى قادة أحزابها وفصائلها السياسيَّة، دعك من أن يمنحوك (شرف التوسُّط) بينهم!! { أرجو أن يشرع السودان في اتصالات مبكِّرة لتحقيق هذه الغاية النبيلة، التي ستكون تاجاً على رأس كل سوداني. { وأرجو ألاَّ يُفاجأ د. «مصطفى» بهذا المقال صباح اليوم، فيبدي تواضعاً وزهداً في بلوغ هذا الهدف، لأنَّ في تحقيقه خيراً للبلاد والعباد، قبل أن يكون مجداً شخصياً «لمصطفى عثمان» القادم من أقاصي الولاية الشماليَّة. خارج النص: وزارة الصحة .. ارفعوا أيديكم ! { د. «كمال عبد القادر»، وكيل وزارة الصحة، وافق على إقالة مسؤول إداري بالمستشفى الصيني، وشكَّل لجنة للتحقيق معه لدحض أو تأكيد الاتِّهامات الُمثارة ضدَّ ذلك المسؤول. أقفل ملف المستشفى الصيني.. فماذا تريدون من (الوكيل)؟! { د. «كمال عبد القادر» .. إداريٌ ناجحٌ وطبيبٌ إنسان،ٌ فلا ترهقوه بتصفية الحسابات (الشخصيَّة)، اتركوه يعمل.. رجاء.