القاهرة- أفريقيا اليوم : صباح موسى [email protected] أعلن " الهندي عز الدين" رئيس تحرير جريدة "الأهرام اليوم" السودانية عن تبني جريدته لفكرة ترشيح " د. مصطفى عثمان إسماعيل" مستشار الرئيس السوداني لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية. ويرى "عز الدين" في " عثمان" شخصية مناسبة ومحبوبة في النطاق العربي، ويستطيع المنافسة بقوة على المنصب، على عكس المرشح المصري " د. مصطفى الفقي" الذي ترفضه شرائح كبيرة من الشعب المصري على إعتبار أنه كان أحد أركان نظام مبارك. ويقول " عز الدين" من المعلوم أنَّ المنافسة والمواجهة (المصريَّة - القطريَّة) على الملفات العربيَّة قد بلغت أحياناً، مرحلة (الضرب تحت الحزام)، ويبدو واضحاً أنَّ الأشقاء في «مصر» لا يرون استهداف «قطر» للمشاريع «المصريَّة» محصوراً في رؤية سالبة محدَّدة تجاه نظام الرئيس المخلوع «حسني مبارك»، بل هي منافسة مستمرَّة على مقاعد (الريادة) العربيَّة، بالتقارب مع الأقطاب الغربيَّة، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة ، مشيرا إلي أن «قطر» بطموحها الذي لا تحدّه حدود الدولة (الصغيرة) التي تمدَّدت بالمال والعلاقات العامَّة، وسطوة قناة «الجزيرة» ، وأن الدور «القطري» (المتضخِّم) يزعج دولاً عربيَّة أخرى.. كبيرة ومهمَّة، مثل المملكة العربيَّة السعوديَّة التي لا تخفي ضيقها باستغلال «قطر» لقناة «الجزيرة» في تحقيق أجنداتها الخارجيَّة، تماماً كما كشفت وثائق «ويكليكيس» ، موضحا أن «السعوديَّة»، عبر رجال أعمال سعوديين، موَّلت إنشاء قناة «العربيَّة» لتلعب في ذات مساحة «الجزيرة»، برئاسة الصحفي والكاتب السعودي «عبد الرحمن الراشد» رئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط» السابق. ويشير عز الدين إلي أن المرشَّح القطري - حسب مصادر عربيَّة - تسانده الكويت والبحرين والإمارات وسلطنة عمان والجزائر وجيبوتي وربما السودان ، ويقول إن السودان أعلن - رسميَّاً - رفضه المرشح المصري «مصطفى الفقي» لأسباب تتعلّق بتاريخ «الفقي» السيئ في الملف السوداني، وهو أحد منظِّري سياسة تعامل «مصر» مع جنوب السودان انطلاقاً من رؤية تتجاوز بقرة (الوحدة) التي ظلت (مقدَّسة) لدى المصريين، إلى أن خرج أمثال «الفقي» ليطالبوا بالتعامل مع جنوب السودان بواقعيَّة، وتجاوز مفهوم السودان القديم لأنَّه (دولة فاشلة)!! أو كما قال «باقان أموم»!! وتابع أن تصريحات «الفقي» موثَّقة في الصحافة المصريَّة. مبينا أن الدول التي من المتوقَّع أن تساند المرشَّح «المصري» هي: السعوديَّة، سوريا، اليمن، الأردن، فلسطين، المغرب، لبنان وتونس. ويدعو عز الدين حكومة السودان والرئيس البشير إلي ترشيح الدكتور «مصطفى عثمان» والإصرار عليه حتَّى النهاية، مؤكدا أنه سيحدث (انقلاباً) في عمليَّة الترشيح برمتها، وسيحقق انتصاراً غير مسبوق للسودان. واستند " عز الدين" في حماسه لترشيح للدكتور مصطفى عثمان قائلا أن معظم الدول التي ستساند المرشَّح «المصري» «مصطفى الفقي»، إنَّما تفعل ذلك نكايةً بدولة «قطر»، لا حبَّاً أو قناعةً بالمرشَّح المصري، وأبرز الناقمين على «قطر» هي دول: «سوريا»، «السعوديَّة»، «اليمن»، «المغرب» و«الجزائر»، وذلك على خلفيَّة تسليط (آلة) «الجزيرة» (الحربيَّة) ضد الأنظمة الحاكمة في تلك البلدان، ولا أدلَّ على تأكيد هذا الرأي من أن العلاقات (السوريَّة - المصريَّة) ظلَّت - دائماً - في حالة (شد وجذب)، ولا يستطيع مراقب أو دبلوماسي عربي أن يصف علاقات (القاهرة - دمشق) بأنَّها علاقات (سمنة على عسل)، لكنَّ الرئيس السوري «بشار الأسد» رفض مؤخراً استقبال رئيس وزراء «قطر» الشيخ «حمد بن جاسم» لأسباب تتعلق بالموقف القطري من الاحتجاجات الشعبيَّة في «سوريا». وأضاف أن بعض دول الخليج التي تساند المرشح القطري، لا تستبطن وداً تجاه القيادة القطريَّة، فدولة «الكويت» أغلقت مكتب قناة «الجزيرة» في الكويت، و«البحرين» يغالبها إحساس الضيق من تسليط آلة «قطر» الإعلاميَّة بكثافة على الاحتجاجات في «البحرين» خلال الأسابيع الماضية، وذات الشيء ينطبق على «سلطنة عمان» ، مؤكدا أنه في حالة تقدُّم السودان بمرشَّح، هو الدكتور «مصطفى عثمان»، فإن دولاً صديقة للسودان من المحورين، ستعيد حساباتها وتنضم إلى صف السودان، وأن أبرز هذه الدول هي: الصومال، جيبوتي، موريتانيا، جزر القمر، واليمن. وقال إذا كانت مساندة المرشح المصري هي في الغالب (مكافحة) للتمدُّد (القطري)، فإنَّ دولاً مهمة ومؤثرة مثل «السعوديَّة» و«سوريا» و«لبنان» ربما تفلح اتصالات سودانيَّة مكثفة بها، في إقناعها بدعم مرشح «سوداني» لتجاوز (مواجهة عربيَّة) جديدة على منصب «الأمين العام»، الذي إن جاء من جهة «قطر»، أو «مصر»، فإنَّه سيأتي على خلفيَّة (صراع) محتدم، مما سينعكس على عمل الجامعة العربيَّة، وسيؤدي إلى تحجيم دورها أكثر وأكثر، بل تعويقها وشلِّها تماماً. ولفت أن جريدة الأهرام اليوم قد نشرت من قبل خبراً عن اهتمام سفير دولة عربية مهمة حول ترشيح د. مصطفى وأنه أرسل صورة منه إلى رئاسة وزارة الخارجية في بلاده قبل شهرين من الآن. وزاد إن الأمين العام الحالي «عمرو موسى» جاء إلى المنصب (بإجماع) الدول العربيَّة، وهذا ما لن يتوفر للمرشَّح المصري «مصطفى الفقي»، ممَّا سيجعله أميناً عاماً على مجموعة الدول التي ستؤازره، فيما سيعمل المحور الآخر في مخالفته. ويخشى " عز الدين" من تغير موقف بلاده من المرشَّح «الفقي»، وقال أخشى من (انبطاح) حكومتنا في اللحظات الأخيرة، كما عوَّدتنا في مثل هذه المواقف، وفي هذا المحور، فإنَّ الدبلوماسيَّة المصريَّة ستستخدم كل (كروت الضغط) في مواجهة السودان، بما فيها المصادقة على ميثاق «روما» والانضمام للمحكمة الجنائيَّة الدوليَّة، كما أكد ذلك وزير خارجية مصر «نبيل العربي»، الذي عبَّرت الرئاسة السودانيَّة عن فرحها الغامر بتعيينه!! فيما أكد «علي كرتي» وزير خارجيَّتنا أنَّ «العربي» كان أحد مستشاري الحكومة القانونيين في ملف «أبيي». وطالب " عز الدين" بالدفع بقوَّة ورأس مرفوع وثقة زائدة، بترشيح الدكتور «مصطفى عثمان» إلى منضدة الجامعة العربيَّة، وقال في كل الأحوال لن نخسر بل سنكسب ما لم نكن نحلم به، مضيفا أنه في أسوأ (التسويات) يمكنه أن يحل مساعداً للأمين العام، مع التزام بترشيحه في الدورة القادمة، مع مكاسب إقتصاديَّة وسياسيَّة أخرى.