{ يا فرحة ما تمت إذ أنني لم أكد أفتح البراحات أمام سعادتي وفرحتي بما وصلني من أخبار بأن العاملين في التلفزيون في طريقهم إلي إقامة مظاهرة احتجاج حتى مكتب مدير التلفزيون رفعاً لمطالبهم العادلة من تأخر مرتباتهم بالشهر والشهرين والأربعة مما جعل الكثيرين منهم يعانون ظروفاً معيشية ضاغطة. وكلنا يعلم ماذا يعني أن تتأخر ماهية الشهر لحدي يوم اتنين في الشهر الجديد خليك من شهرين تلاتة. وقلت أحدث نفسي أخيراً سيسمع هؤلاء صوتهم لخارج حوش التلفزيون لأن داخل الفضائية الموضوع معروف بالنسبة للإدارة وفائت قعر أضانها. لم تكد فرحتي تزغرد إلا وتفاجأت بنفي لهذا الخبر وأن مشاكل موظفي التلفزيون ستحل نهاية الشهر وقلت في نفسي أهو مجرد التلويح بالتظاهر ربما جعل الإدارة أخيراً تستمع لشكواهم وهي مؤكد طريقة ناجعة وناجحة لكل صاحب مظلمة ولكن الما عارفنه ناس التلفزيون إنني أفكر بيني وبين نفسي وأقول مالو لو رتب المشاهدون الذين لا زالوا حريصين على مشاهدة السودانية مالو لو طلعنا مظاهرة ورفعنا لافتات تقول (المشاهد يريد إسقاط البرمجة) وقلنا أيضاً لكل عاطل عن الإبداع وحريص على المرتب المافي وشاغل لمكان لو أن غيره وجده لربما كان المنتوج أفضل قلنا له (أرحل يعني امشي إمكن ما بتفهمش) أو رفعنا لافتات كتب عليها (ارحمونا من الملل والسطحية) وتعمقوا في مشاكل وهموم وأحلام المواطن السوداني ببرامج تلامس ما يدور في داخل طبقاته المختلفة البسيطة والغنية المتعلمة أو تلك التي لم تنل قسطاً من التعليم؟ أمنحونا سهرات تستحق المشاهدة من المنوعات والغناء والثقافة والحوار. معقولة أن البرامج في الثمانينات حين كانت التقنية أقل بكثير من الآن معقولة تكون أفضل من برامج 2011م حيث الاستديوهات الفسيحة والديكورات المترفة والكاميرات المتطورة وأجهزة النقل المباشر أو التسجيلي على آخر طراز؟ يبقى المشكلة وين؟ المشكلة في الناس وفي الأفكار. وحتى لا أظلم بعض (المكتفين) داخل التلفزيون ممن يحملون بطاقات إبداعية في دواخلهم لكنهم مربطون أقول إن هناك ممن هم داخل الحوش والحال ما عاجبه وشاعر أنه فقط مجرد موظف يقبض ماهية وبس لذلك فقد حتى مجرد الحلم في أن يحقق ما بداخله من أحلام وطموحات لذا كان أبيتوا تمرقوا مطالبين بحقوقكم المالية قريب حنجيكم مطالبين بحقوقنا كمشاهدين متضررين من البرمجة والخرمجة ومسك الزمن!! كلمة عزيزة أسدل بالأمس الستار على ليالي أماسي أم در التي ربما أنها جعلت بعض ساكني بحري والخرطوم يقطعون الكبري هذا الشهر أكثر من مرة زيارة للمدينة العريقة والمسرح الأعرق. وللأمانة فإن هذه الأماسي وضعت الوزارة ووزيرها في ورطة ووضعت الجمهور في ورطة أكبر، إذ لا يعقل بعد هذا الحراك وهذا النشاط وهذا التواصل أن يقنع بعضهم أن يشرب اللبن وينوم بدري بدري، لذا أرجو أن تقوم وزارة الثقافة بلعب دور مهم وقيادي في قيادة الأنشطة الثقافية داخل الأندية حتى يظل هذا المشعل مضيئاً بعد انتهاء أماسي بحري التي يجري الإعداد لها على قدم وساق. ودعوني أقول إن الأخ السموأل بكل ما يحمله من تواضع وتواصل جعل المنصب الوزاري معبراً لخدمة الشريحة التي تعنيه ولو أن كل المسؤولين كانوا بنصف خصال هذا الرجل فلربما لم يكن هناك شعب في حاجة أن يتظاهر ضد نظامه لأنه على الأقل يسمع ما نقول ويناقشنا فيه!! كلمة أعز يا سبحان الله.. جاء الاثنان منتفخين قبل الاستفتاء وحشرا أنفيهما في ما لا يخصهما، فرحل مبارك والقذافي في الطريق.. «صحي الله في».