{{ لو أن أحدهم قبل أسبوعين من الآن سألني هل تشاهدين الفضائية الليبية لقلت له يا زول انت ما عندك موضوع ولاّ شنو؟ حتى أنني وكثيرين لم نكن نعرف ولسنا مهتمين بترددها وعلى أي الأقمار تبث إلى أن أصبحت فجأة عندي الفضائية التي لا يكاد يوم يمر دون أن أمر عليها لأشاهد تطورات الأحداث التي انفجرت في الجماهيرية. ورغم قناعتي الراسخة بأن الفضائية الليبية لا تنقل نصف الحقيقة ولا حتى ربعها ولا واحد في المائة منها لكنه فقط مجرد حب الاستطلاع مني لكل ما يتعلق أو له صلة بليبيا وأحداثها العاصفة. وبالأمس شاهدت برنامجاً من شاكلة المبني على الاتصالات الهاتفية وضيف داخل الاستديو ولم يزد الموضوع عن الاتصالات (التطمينية) لمواطنين أشك في صدق أحاديثهم وهم يقولون إن كل شيء تمام ومية مية لكن الجديد في البرنامج أن المذيعة ذات الملامح (الاميزيفية» ظلت توجه نداء للمشاهدين طوال الحلقة بألا يشاهدوا قناتي الجزيرة والعربية لأنهما تبثان على حد قولها أخباراً غير صحيحة. ولم (يفشني) فيها إلا ضيفها الذي هو بالضرورة منحاز لنظام القذافي وعلى ما يبدو أنه رجل لا زال يحتفظ بنصف عقله في نظام رجل فقد كل عقله حينما قال لها يا ستي بدلاً من أن نطلب من المشاهدين عدم مشاهدة الجزيرة علينا أن نكون أكثر صدقاً ووجوداً في الشارع ونقلاً للحدث. ويا سبحان الله وكأن الرجل قرأ أفكاري وهو على بعد آلاف الأميال مني حيث أنني تهكمت عليها وقلت هل يريد التلفزيون الليبي القاعد في الاستديو والقانع بالاتصالات المفبركة أن ينتصر على (الجزيرة) ويكذب أخبارها وهي التي وجهت كل الوسائط الإعلامية من نت وفيس بوك ويوتيوب لنقل الحدث لحظة بلحظة صوتاً وصورة؟ وبعد هذا الحديث استدعت ذاكرتي حديثا لابن القذافي الذي قال إنهم نادمون إذ لم ينشئوا قناة كالجزيرة، في دلالة على التأثير الكبير الذي صنعته القناة في توجيه الرأي العام ودعوني أقول إن الجزيرة لم تأت بمستحيل ولا تعمل بالسحر ولا تنوم الجماهير العربية تنويماً مغنطيسياً لتمشي دون إرادتها، كل ما فعلته الجزيرة هي أنها فتحت منابرها لسماع الرأي الآخر والرأي المكبوت والمظلوم ولو أن الأجهزة الرسمية الحكومية فعلت ذات الشيء لما احتاج أحد أن يتجه نحو الجزيرة ليجعلها قبلته التي يتوضأ فيها ويغسل همومه وأحزانه ومشاكله لذا وياريت ياريت وياريت ثالث لو أننا وفي ما نتنفسه من مناخ ديمقراطي للحد المعقول أن تكون فضائياتنا متاحة ومفتوحة لكل القضايا التي تهم الجماهير وأن تكون عندها الإجابات المقنعة لكل الأسئلة وكل الغوامض من المواقف والغوامق منها أيضاً. ولعلي هنا أهمس للأخوة في فضائية الشروق بأن برامج مثل برنامج «التحقيق» الذي كانت تقدمه سلمى سيد حرام أن «يقبر» أو يحكم عليه بانتهاء مدة الصلاحية وهو من شاكلة البرامج التي تهم المواطن وتغوص في قضاياه وهمومه وشخصياً. وبما ل(الشروق) من امكانيات كبيرة كنت أتوقع لها دوراً أكبر من أن تكون مجرد فضائية تعيد وتكرر سلسلة البرامج الفطيرة الما بتقوما مليون خميرة زي بيت الهنا أو الشروق مرت من هنا أو ظلال الأصيل. وبمنتهى الصدق إن أرادت فضائية الشروق أن تجذب نحوها الملايين من المتابعين عليها بانتاج برنامج ضخم يعتمد على مشاكل المواطنين وملاحقة المسؤولين وعندها أستطيع أن أقول إنكم تستحقون صفة شمس السودان التي لا تغيب أما الفضائية السودانية فلن أرهق نفسي وإياكم بأي حديث أوجهه لها طالما أن محمد حاتم مصر أن يجعل عضويته في المؤتمر الوطني هي الأولى والأهم قبل مهنيته كمدير للفضائية السودانية!! كلمة عزيزة { أعتقد أن الأخوة في النيل الأزرق يتفقون معي على أن برنامج (ما في مشكلة) أصبح مشكلة في حد ذاته باعتبار أن المشاكل التي يطرح من خلالها مشاكل اعتيادية وسبق تكرارها ألف مرة ولا ترقى لمستوى الاحتياج للتحليل النفسي والبرنامج يمكن أن يعاد إعداده بطريقة جريئة تصل إلي درجة إجراء مقابلات مع مرضى نفسيين، أما حكايات «الحبوكانات» فهي لا تحتاج إلى برنامج اسبوعي يحتل زمناً مقدراً!! كلمة أعز بعد النداءات المتكررة عبر (الجزيرة) للسودانيين العالقين في بنغازي إن كانت الحكومة عاجزة عن إرجاعهم أوكلوا المهمة لجمال الوالي الذي أعاد بعثة المريخ في ساعات!!