تعليقاً على بعض ما جاء في زاويتك المقروءة «إندياح»، في العدد الصادر بتاريخ الثلاثاء 18 يناير، في كون الرجال يكذبون: هذا ما عنّ لي، وتحتم عليّ أن أسميه.. ولا يعني هذا أني تبرعت بإظهار فكرة الانحياز لفئة ما، لاحتمالية سوق الفكرة على نحو يحمل بعض الذين يضعون اللافتات التحكمية ويرتقون منصات إطلاق الأحكام، في مناهضة كل فكرة قد لا تتسق وما يأملون، أو محاولة أن يعرفوه أو حتى يسمعوه، بأن كل من تحدث عن المرأة بشكل سلبي هو «عدّوها».. ويحملون على عاتقهم ثقل الدفاع عن كل ما يرونه أنه يمسها.. بدعوى أنهم الأوفر في معرفة حقوقها ومتطلباتها وأعمق وصولاً في كشف جوهرها دون غيرهم. وإن جاء النقد منهم تجاه الرجل «وهم رجال»، فإنه يأتي بنفي علم الآخرين بحقوقها وأنهم «غليظو» القلب. والمرأة حين تصف الرجل بأنه يهضم حقوقها، فهي دعوة أُريد بها استدرار العطف وتعمية العيون حتى لا ترى الخطأ الذي كان محل النزاع. وهذا ما أسميه لو جاز لي التعبير«سرقة العواطف»، في محاولة منها أن تجرِّم الرجل في كل ما يفعل حتى ولو كان لحفظ بيته، وذلك حسب رؤيته وطريقة إدارة أسرته، وهو راعٍ ومسؤول عن رعيته.. فهي تصفه بالعنف وهي تطلب منه أن يتصدى للعنف الذي يقابلها في الحياة، وهو المتسلط وفي ذات الوقت تطلب منه أن يقوم بكل ما يلزم من سلطة مخولة له وفق الشرع والقانون والمجتمع لأن هذا بيته، وتقول إنه يستقوي عليها لأنها ضعيفة وتطلب منه أن يكون قوياً لتحتمي به، فهي تطلب كل ذلك لكن لا عليها بل في أن يكون خارج البيت، لأنها كما تزعم ما عندو سلطة عليها لا أدري أي منطق هذا..!؟ ومن ضمن أشكال العنف تجاه الرجل، هي أن تصفه المرأة بالكذب. ولكن هناك من يقول إن «الرجال يكذبون ولكن المرأة تنافق!» والحقيقة الكونية هي أن الكذب لم يكن يوماً (فضيلة)! والكذب بكل أشكاله يعد تشويهاً للحقيقة، والمؤمن لا يكذب.. (المؤمن الحق)الذي قال عنه النبي «صلى الله عليه وسلم» حين سُئل عن كون (هل يكذب المؤمن؟.. قال.. لا).. ومن الكذب ما يكون ضرورياً، وهذا من الاستثناءات، وهو ما يجمِّل الواقعة بما يتناسب وحل القضية الموضوع، لفض اللبس، ورفع الحرج وإصلاح ذات البين، وتزيين الحياة وتحسين الظن، وزرع الأمل في النفوس، والتفاؤل، وانتظار الأحسن. فتعميم الكذب وقصره على الرجال، تعميم مخل وينافي الواقع، ويجافي الحقيقة، مع أنك قد صدّرتِ فاتحة مقالك بأن (كذب الرجال يعد منطقياً ومقبولاً)، ما يعني أنه ليس كذباً بمعناه (الفاضح) الذي يضر بالآخرين، ولكنه يداوي الحياة الزوجية، والاستقرار الأسري.. ولكن ما بالنا بكذب النساء؟ دعينا نجد له مسمىً آخر، إذ أن كل ما يفعله الرجل، في مسايرته لزوجته هو التزلف سعياً لكسب ودّها وتجنب إغضابها أو إزعاجها بمشاكله التي قد لا يجد عندها التفهم الناضج، أو الإدراك الحقيقي، خاصة إذا كانت بعيدة عن وعي ما يلاقيه في عمله أو الشارع. قد نجد لكذب المرأة مسمى (النفاق)، هو أنسب ما يليق كمسمى، ولك تحشد كل أنواع النفاق، وبالأخص في مجال (البيت)، بالنسبة لزوجها والذين حوله.. فالنفاق هو (إظهار خلاف ما تُبطن).. ودون الخوض في التعريفات، فقط نذكر بعض النماذج وربما نستثنى قلة من النساء حتى لا نقع في التعميم.. فنجد امرأة تشيع أسرار بيتها وتدعي أنها (ساترة حالها).. ولديها أصدقاء.. وقد لا تعجبه صداقتهم.. فتدعي أن ليس لديها، وتبرر لذلك بأن هناك أشياءً لا يجب أن يعرفها الزوج لأنها لا تعنيه في شيء أو قد يفهمها خطئاً - تدعي الصراحة وهي غير ذلك - وإذا كانت في مجال العمل وتكسب أكثر منه، تقوِّي عينها عليه، وإذا حدث خلاف في ذلك قد تدعي أنها لا تنظر لأصل المسألة على أنها عندها أكثر مما عنده وأنه ينقصها صرفاً على المنزل ولا يستطيع أن يوفيها حقها كبقية النساء.. مع أنها لا تنفق ولا (كيس ليمون) في البيت. والنماذج كثيرة في هذا الجانب.. فهل يصنف هذا من قبل (النفاق الجميل)؟ أما ماذا؟، بالله عليكم.. كيف تحكمون؟ يؤلم كثيراً أن يسرد الرجل كل ما تفعله المرأة وتفكر فيه، وهذا لو تحدثنا بتجرد ودون عاطفة. كما ينبغي لنا أن لا ننظر للمرأة كأنها لا تخطئ في حق الرجل، وقد تكون أخطاؤها عظيمة، ولا نريد أن نلقي عليها كل جرائم المجتمع، لكن يجب علينا أن نعترف بعيوبها، ونواجه بعض الحقائق ولم نقل كل! وننظر أن فيهن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، وزوجاتنا اللائي يجعلننا ننظر إليهن بميزان العدل والإنصاف. وزوجاتنا هن اللاتي يجعلننا ننظر لكل عيوب المرأة إن جاز لي القول. نحن في محاولة البحث عن مسمى لكل هذا في قواميس الأخلاق، قد لا نجد معنىً مرادفاً يشفي، ويخفف وطأة الضغط النفسي على الرجل فيما يلاقيه من كيد النساء، إلى حد أنك لا تدرك ما يخفينه وراء دموعهن. { تلويح: المرأة لا تكذب ولكنها تتجمَّل.. خشية غضب الرجل.! عثمان الطيب